真境绿翠网

标题: 《教法要据》圣 纪 [打印本页]

作者: 大海    时间: 2010-5-4 14:30
标题: 《教法要据》圣 纪
有的人说:“做圣纪是新生的异端,大吃大喝,男女混杂,违反《古兰经》,是毫无根据的瞎胡闹。”

我们正统派的经证是:
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ
“我派遣你,只是为了慈悯全世界的人。”(21:107)

قال النبى عليه السلام : انا من الله والمؤمنون من فيض نورى
圣人说:“我出自于真主,信士出自于我的射光。”

قال الله تعالى : لولاك لما خلقت الا فلاك
真主说:“若不是你,我绝不造化众宇宙。” ——哈迪斯•古都斯

اعلم ان حياته عليه السلام رحمة ومماته رحمة كما قال:" حياتى خير لكم ومماتى خير لكم. " قالوا : "كيف خير لنا فى مماتك؟" فقال: "تعرض على اعمالكم كل عشية الاثنين والخميس فماكان من خير حمدت الله تعالى وماكان من شر استغفرالله لكم."
须知:至圣活着是一种慈悯,他归主后也是一种慈悯,如同他所说的:“我活着对你们是很好的,我归主后对你们也是很好的。”
他们说:“你归主后怎么对我们也是很好的呢?”
他说:“每星期一、四的晚间,你们的行为被呈现于我,我看见是善功时,我就赞美真主;我发现是罪过时,我就向真主为你们求饶恕。”
——见《鲁白》(ورح البيان)第五册529页

فلا بد للمؤمن من تعظيم شرعه واحياء سنته والتقرب اليه بالصلوات وسائر القربات لينال عندالله الدرجات
所以信道者应当尊重他的教条,兴盛他的道,以赞圣和其他功修临近他,以便得到近主御前得的品级。

قال امام السيوطى قدس سره يستحب لنا اظهار الشكر لمولده عليه السلام
伊玛目苏由统耶说:“在圣纪中,表现知感在我们上是受喜的。”

قد اجتمع عندالامام تقى الدين السبكى رحمه الله جميع كثيرا من علماء عصره فانشد منشد قول الصرصري رحمه الله في مدحه عليه السلام
伊玛目图更迪尼•苏布肯耶召集了本时代的学者,然后朗颂萨勒撒勒人编著的赞圣诗文。
——见《鲁白》(روح البيان)第九册56页

من تعظيمه عليه السلام الفرح بليلة ولادته صلعم وقراءة المولد والقيام عند ذكر ولادته واطعام الطعام وغير ذلك مما يعتاد الناس فعليه انواع البر فان ذلك كله من تعظيمه صلى الله عليه وسلم
在圣纪之夜欢乐愉快是尊重圣人的行干之一,为圣纪而念经,在赞念时起立,备办食物等都是人们惯有的,所以他应该具备各种善行,因为那全部是属于尊重圣人。
——见《都勒勒•逊宁耶》(درر السنيّة)18页

قال النبى عليه السلام : من عظم مولدى كنت شفيعا له يوم القيامة ومن انفق درهما في مولدى فكانما انفق جبل من ذهب فى سبيل الله تعالى
圣人说:“谁尊重我的纪日,在复活日我替他说情,谁在我的纪日中费用一文钱,恰如把一座金子的山费用在主道上。”
作者: 大海    时间: 2010-5-4 14:31
الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وان اديت بالريا والسمعة فمقبولة
赞美贵圣,既使以沽名钓誉赞圣,也是被承领的。
——见《古图布•伊勒沙德》(قطب الارشاد)370页

ويصلى على النبى عليه السلام بعد ختم القرآن وهو مواطب استجابة الدعاء
封印《古兰经》之后赞圣,其地是祈祷被应答的地方。
——见《鲁白》(روح البيام)第七册230页

قال على رضى الله عنه من عظم مولد النبى عليه السلام لايخرج من الدنيا الا بالائمان
大贤阿里说:“谁尊重圣人的纪日,他不离开世界则已,一旦离世,必伴随着正信伊玛尼。”

قال الشافعى رحمه الله من جمع لمولد النبى صلعم اخوانا وتهياء  لهم طعاما وعملا حسانا بعثه الله يوم القيامة مع الصديقين والشهداء والصالحين
伊玛目沙斐尔说:“谁在圣人的纪念日召集众弟兄,为他们备办了食物,干清廉的尔麦里,在复活日,真主把他与诚实之人、殉道之人、清廉之人复生在一起。”

لا زال اهل الاسلام من سائرالاقطار والمدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون فى لياله بانواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر من بركاته عليهم كل فضل عظيم

各时代,各大城市的伊斯兰民众,都干圣纪的尔麦里,在圣纪之夜,他们施舍各种财物,为尊贵的圣纪念经而操办,在他们上因圣纪的吉庆而显现了各种大的百恩。
——见《鲁白》(روح البيان)第九册57页第一行

قال السرى السقطى : من قصد الى موطن يقراء فيه مولد النبى صلعم فقد اعطاه الله تعالى روضة من الجنّة لانه ماقصد ذلك الموضع الالمحبته عليه السلام
赛忍依•苏格统也说:“谁去到为做圣纪而念经的地方,真主确已为他赏赐了天堂中的一座花园,因为他去到那个地方不为别的,只是为了喜爱圣人。”
——见《麦达勒正•苏尔德》(مدارج السعود)15页

قيل ليلة المولد المحمّدى افضل من الية القدر لولاه ما انزل القرآن ولاتعينت ليلة القدر فعلى الامة تعظيم شهر المولد وليلته كى ينالوا منه شفاعته ويصلوا الى جواره
据说:“至圣穆罕默德圣纪之夜比格德尔夜更贵,若不是他,真主不降示《古兰经》,更不规定格德尔夜。所以,教生应当尊重圣纪之月份和圣纪之夜,以便在它中得到圣人的说情搭救,到达与他为邻。”
——见《鲁白》(روح البيان)243页

عن بعض العلماء انه رأيت النبى عليه السلام فى منامى فقال يا رسول الله ما تقول فى هذه المواليد التى يصنعها الناس ويجمعون لها ويفرحون بها وينفقون فيه الاموال ويزودونها من صالح الاعمال فقال النبى عليه السلام : من فرح بنا فرحنا به
一位学者说:“在梦中,我看见圣人,我问道:‘主的使者啊!在你的一切纪念日,人们来在一起做圣节,他们因它而欢乐,并在它中费用钱财,以清廉的干办尔麦里准备它,(对这些人)你有什么看法?’,圣人说:‘让我欢乐的人,我必使它欢乐。’”
——见《台孜克热•瓦尔兹》(تذكر الواعظين)217页
作者: zhaofucai    时间: 2010-7-1 03:07
2# 大海 ! السلام عليكم
  建议您多看圣训,روح البيان  这部著作里的许多话与圣训是对立的。例如庆祝贵圣(愿安拉-赐他福安)的诞生日,修建拱北,
举行一些贵圣没有命令过的宗教活动,念了古兰经,向人收取报酬等等。
(一)异端行为;圣纪:中国穆斯林在每年(伊斯兰教历)三月十二日适逢贵圣(愿安拉- 赐他福安)的诞生日,举行的庆祝活动,是违背贵圣(愿安拉-赐他福安)的行为( السنة

)
的。请看麦加( المكة

)
伊斯兰学术研究,教法仲裁常务委员会对上述活动的定论:

  部分学者谈到:创办,庆祝生日的发起人,是第四百年(伊历)法帖麦(الفاطمة

)
王朝的“什叶”( الشيعة

)
派。他们的部分追随者、误将这个异端 ( البدعة

)
、当成了圣行( السنة

)
实际是什叶派和犹太教徒及基督教徒的传统习惯,然后这个异端就流传到了人们中间,穆斯林的学者们、应该将安拉-对这个异端的裁决( الحكم

)
对广大穆斯林进行说明,并且否认它,警惕它。坚持让异端存在、就是严重的破坏行为。散布异端、就是抵制圣行,有类似上述行为的人、都是安拉的敌人,就是犹太教徒,就是基督教徒。除了他们、还有许多形形色色的异教徒,他们都习惯于举行类似这样的庆祝活动。这个问题(事件)学者们在过去和现在都已经写过,他们将安拉-对这些异端的裁决、也做过说明。愿安拉-很好的惠赐他们!愿安拉-让我们成为他们的忠实追随者。  摘自 فتاوى علماء البلد الحرام

(禁城麦加的专家、学者们的决议)原文如下:


وذكر بعض أهل العلم أن أول من أحدث الاحتفال بالموالد هم الشيعة الفاطميون فالمائة الرابعة ، تبعهم
بعض انتسبين الى السنة في هذه البدعة جهلا وتقليدا ولليهود والنصارى ، ثم انتشرت هذه البدعة في الناس ، والواجب على علماء للمسلمين بيان حكم الله في هذه البدع ، وانكارها والتحذير منها ،لما يترتب على وجود ها من الفساد الكبير وانتشار البدع والاختفاءالسنن ، ولما في ذلك من التشبه بأعداء الله من
اليهود والنصارى وغير هم من أصناف الكفرة الذين يعتادون مثال هذه الاحتفالات ، وقد كتب أهل العلم في
ذلك قديما وحديثا ، وبينوا حكم الله في هذه البدع
فجزاهم الله خيرا ، وجعلنا من أتباعهم باحسا
ن .




请看问答:伊斯兰教法允许教民过生日与否? 毫无疑义,安拉-给穆斯林规定了两个节日,取代蒙昧时代的一切节日的开斋节和宰牲节。穆斯林们在这两个节日里聚集在一起、赞主,赞圣,做礼拜,互相祝福道安。还规定了许多赞颂,崇拜的节日,例如:聚礼日
(
يوم الجمعة

)
,阿勒法特日 ( يوم عرفة

)

晾肉的一切日子
(
أيام التشريق

)
,超绝,清高的安拉-没有给我们规定过生日,圣人(愿主赐他福安)也没有给我们命令过生日,其他人(指圣门弟子)也没有给我们说过可以过生日,然而、古兰经和圣训的法律依据已证实:过生日是、创新,在宗教中创立新的活动,相似安拉-的敌人:犹太教徒和基督教徒及其它异教徒。伊斯兰人应该放弃它,警惕它,并且否认干它的人,不传播,不发出鼓励它的信号。广播,报纸,电视节目中、允许过生日是欺骗行为。请看圣人是怎么说说的:【谁创立我所没有命令过的宗教活动,其行为就是对立】。【谁做了我对他没有安排过的事,其行为就是对抗】。摘自穆斯林,布哈里圣训集。

  圣门弟子、加比勒传述:贵圣在聚礼的演讲中说:【最好的话是安拉-的话,最好的引导是穆罕麥德(愿安拉-赐他福安)的引导。最坏的事是新生行为,凡是新生行为、就是迷误】。这类意思的话很多:弟子吾迈勒的儿子(愿安拉-喜悦他俩)传述:贵圣(愿安拉-赐他福安)说:【谁的行为像一伙人,那么他就是他们中的一员】。摘自布哈里,穆斯林,艾哈迈德圣训集,原文如下:
الجواب: لا ريب أن الله سبحانه وتعالى شرع للمسلمين عيدين يجتمعون فيهما الذكر والصلاة ، وهما:
عيد الفطر والأضحى بدلا من أعياد الجاهلية وشرع أعيادا تشتمل على أنواع من الذكر والعبادة كيوم الجمعة ويوم عرفة ويوم التشريق ، ولم يشرع لنا سبحانه وتعالى عيدا للميلاد
لا ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره ، بل قد دلت أدلة الشرعية من الكتاب والسنة على أن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين ، ومن التشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى وغيرهم ، فالواجب على أهل الاسلام ترك ذلك والحذر منه وانكاره على من فعله ، وعدم نشر أو بث ما يشجع على ذلك ، أو يوهم اباحته في
الاذاعة أوالصحافة أوالتلفاز : لقول النبي صلى الله عليه وسلم : في الحديث الصحيح : ( من أحدث في
أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد ) وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )
عن جابر رضى الله عنه النبي ثلى الله عليه وسلم: أنه كان يقول في خطبة الجمعة : ( أما بعد فان خير
الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة )
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ،
عن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم: قال :
( من تشبه بقوم فهو منهم


) .

对于这类事件、还有许多圣训全部都证实应该警惕像安拉-的敌人在他们的一切节日的各种所为。我们最尊贵,最高尚的圣人:穆罕麥德(愿安拉-赐他福安)在他有生之年没有庆祝他的生日。他的门弟子们(愿安拉-喜悦他们)、在他之后也没有庆祝它。所有圣门弟子的忠实追随者们、在三个昌盛世纪也没有庆祝它。如果庆祝他(愿安拉-赐他福安)的生日,或者其他人的生日有益、我们首先要更好的庆祝它,贵圣也一定会把他教导给他的教民,并会督促他们去执行,他自己也会去做。因此在那时、这种事就没发生过。他教导我们:庆祝任何生日都是新生行为,都是宗教中的异端行为,应当放弃它,警惕它,例如超绝一切的安拉-与安拉-的使者(愿安拉-赐他福安)命令过的那样。摘自禁城(曼凯)专家学者们的决议。原文如下:

وفي هذا المعنى أحاديث أخرى كلها
تدل على وجوب الحذر من مشابهة أعداء الله في أعيادهم وغيرها ،
وأشرف الخلق وأفضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، لم يحتفل بمولده في حياته ، ولم يحتفل به
أصحابه بعده رضى الله عنهم ولا التابعون لهم باحسان في القرون الثلاثة المفضلة ، ولو كان الاحتفال
بمولده صبى الله عليه وسلم ، أو مولده غيره خيرا
لسبقنا اليه أولئك الأخيار ، ولعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أمته وحثهم عليه أو فعله بنفسه فلما لم يقع شيء من ذلك علمنا أن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في
الدين التي يجب تركها والحذر منها امتثالا لأمر الله سبحانه وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم


至高无上的安拉-说:【其后,我给你下达的任务,制定了法规,以便你遵行它,你不要跟随无知者的私欲】。古兰经第四十五章第十八节。
( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون (18

)
)

  问:有些长老创立了许多庆祝活动,我不知道对此有何法律规定?例如庆祝贵圣(愿安拉-赐他福安)的诞生日,轻松之夜,登宵之夜,圣迁等,希望你们能否给我们对这些问题,提供法律依据,以便让我们明白?
  答:毫无疑义,超绝一切的安拉-为这个民族已经完善了它的宗教,也圆满了对它的恩惠,例如:超绝一切的安拉-说:【今天我已为你们完善了你们的宗教,也对你们圆满了我的恩惠,我情愿伊斯兰作为你们的宗教】。

  崇高的安拉-让他的圣人(愿安拉-赐他福安)在传达完他的明确旨意后归真了。安拉-委托他完善了一切宗教法规,因此任何人也无权在宗教内新生崇高,威严的安拉-所没有规定的东西,例如:他(愿安拉-赐他福安)说:【谁在我的命令中新增了我所没有命令的东西,那么他的这种行为就是对抗】。
他所说的对抗的意思、就是被拒绝的。不可以执行它:因为它是增加在宗教里的非法行为,安拉-没允许的行为,超绝一切的安拉-在他的明确经典中、已经否认了执行之人的功绩。
السؤال : أحدث بعض المشايخ احتفالات ، لا أعرف لها وجها في الشرع ، كالاحتفال بمولد النبي صلى اللهعليه وسلم ، وبليلة الاسراء والمعراج والهجرة النبوية .
نرجو أن توضحوا لنا ما دل عليه الشرع في هذه
المسائل

حتى نكون على بينة ؟
الجواب : لا ريب أن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها وأتم عليها النعمة ، كما قال الله سبحانه

:
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا)

(3



وقد توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم بعد ما بلغ البلاغ المبين ، وأكمل الله به شرائع الدين فليس لأحد
أن يحدث في دينه ما لم يشرعه الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في أمرنا هذا ليس
فيه فهو رد ) وقال: ( من عمل عملا
ليس عليه أمرنا فهو رد ) ومعنى قوله: ( فهو رد ) أي مردود ، لا يجوز العمل به لأنه زيادة في الدين لم يأذن الله بها وقد أنكر سبحانه في كتابه المبين على من فعل ذلك


  至高无上的主说:【这位使者给你们教导的,你们都应当遵行,他所禁止你们的,你们都应当戒除】。古兰经第59章第7节,见原文;
قال سبحانه وتعالى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ( 7 )


)
超绝的主说:【谁服从使者,那么他确已服从了安拉-】。第4章第80节;
قال سبحانه وتعالى: ( من يطع الرسول فقد أطاع الله )
(80


)

  超绝一切的安拉-说:【今天我已为你们完善了你们的宗教,也对你们圆满了我的恩惠,我情愿伊斯兰作为你们的宗教】。原文如下;
قال الله سبحانه :
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا )

(3)


)


作者: 大海    时间: 2010-7-1 09:14
3# zhaofucai


念圣纪有关经典圣训的根据

念圣纪是临近主的最佳途径。念圣纪是瓦直布。根据:

①真主没有给其它任何圣人恩赏过真主自己的名字,只给我们的贵圣穆罕默德恩赏给了真主自己的两个名字:热吾风( الرؤوف 至疼顾的)、热黑门( الرحيم 至慈的)。(见《萨维》第二册第176页)。《古兰经》云:“你们中一位热吾风(至疼顾的)、热黑门(至慈的)圣人来到你们了。 لقد جآء كم رسولٌ من أنقسكم عزيزٌ عليه ما عنتّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيمٌ ”(见苏勒讨白 سورة التوبة ,即9:128)。这段《古兰经》降示的背景是:圣人同大贤艾布•伯克尔去劝化圣人的舅父信奉伊斯兰教。圣人的舅父不但不信教,而且将圣人与艾布•伯克尔打出家门。圣人与艾布•伯克尔在前边跑,圣人的舅父等人在后边追着用石头打,他们追打了很长路后才停下来。这时,圣人同艾布•伯克尔便停在山脚下休息,真主把管山的天使差到圣人跟前,管山的天使对圣人说:“唉!穆罕默德,你要两座山合拢夹死他们的话,我们就合拢夹死他们。”圣人说:“我未能规劝舅父信奉正教,他们打伤了我们,我不恨他们,我要劝他们的后代,真主也许会让他们的后代信奉正教。”这时,这段《古兰经》下降了。管山的天使对圣人说:“就象真主恩赏给你的两个名字一样,你确实是至疼顾的、至慈的。”(见《如海白牙尼》第三册第545页、《舍热海以海牙依》第五册第52页、《布哈里圣训集》第一册第458页、《穆斯林圣训集》第三册第五部分第181页、《麦卡雷麦里艾赫俩给》第30页,《凡提罕索麦迪》第49页、《太夫西勒克比日》第四册第773页、《塔志》第四册第364页)。

②《古都斯圣训》中真主说:“若不是你圣人的话,不造化天地万物。”“若不是穆圣的话,我不显示我是主宰。”这两段圣训说明穆圣比其它圣人贵。(见《散白尔里艾斯拉勒》第94页)。圣人一生下来,克尔拜中偶像的头全掉了下来,克兹拉宫殿炸开了,地面发光了。(见《曼达耶合》)。

③艾乃斯传述,圣人为圣后,为感谢真主把他造化为世界的热海麦提,纪念了自己的诞辰日。所以,我们纪念圣人的诞辰日是穆斯太罕布。(见《尼尔麦土力库布拉》第三部分第10页、第五部分第2页)。圣人出世的晚间比白拉特晚间、盖德尔晚间还要贵。这是因为:圣人出世的晚间是圣人在世上出现的晚间,盖德尔夜的晚间是圣人受恩赏的晚间;盖德尔夜的晚间因天使从天上降到世上而变贵了,圣人出世的晚间因圣人来在世上而变贵了;盖德尔夜的晚间是真主恩赐信士的晚间,而圣人出世的晚间是天地万物受恩赐的晚间。因此《古兰经》中说:“我差你是因为慈悯全世界。 وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين ”(见苏勒安比雅 لسورة الأنبياء ,即21:107)(见《凡提罕索麦迪》第23页)。

④为念圣纪而忙碌是临近真主的最佳途径。忙碌就是要给参加圣纪会的人供给食物,要念《古兰经》、要念赞圣词。圣人出生的晚间就是忙碌的晚间。因此,圣人说:“尊重我生日的人,我要在后世里搭救他。”圣人还说:“谁为纪念我生日而化了一文钱,就象在主道上献了一座金山。”大贤艾布•伯克尔说:“为纪念圣人的生日而化费了一文银钱的人,在天堂里他是我的伙伴。”大贤欧麦尔说:“尊重圣人生日的人,确实是复兴了伊斯兰教。”大贤奥斯曼说:“给赞圣的人施了一文钱的人,就跟白德尔战役、豪乃尼战役中的烈士一样。”大贤阿里说:“尊重圣人生日的人,真主将用伊玛尼(正信)终结他的一生。”伊玛目沙斐仪说:“在圣人的生日聚了亲朋、给他们预备食物、干尔麦里(善行;善事)的人,真主在后世里让他同诚实的人、烈士、清廉的人居住在乃尔目的天堂里。”(见《麦达勒中速伍迪》第15页)。

⑤圣人说:“凡比达阿提(新生的)是迷路,凡迷路便入火狱。”这段圣训是笼统地谈比达阿提,指大部分新生的是迷路、是不合教门的。比达阿提是指圣人没有干的新生的一切事物和干办。逊尼派经注学家结合《古兰经》和其他有关圣训将比达阿提分为五类:瓦直布、穆斯太罕布、哈拉目、克啦黑也提、穆巴哈。比达阿提中的瓦直布(应该干的)、穆斯太罕布(嘉行)是受夸赞的;穆巴哈(准许的)是可以干的;哈拉目(非法的)是严禁干的,是迷路、异端;克啦黑也提(受憎恶的)是不该干的。瓦直布如整理教门的资料(如大贤奥斯曼将《古兰经》整理成册),穆斯太罕布如过圣纪节、兴修宗教学校;穆巴哈如给食物加色;哈拉目如创立新的教门;克啦黑也提如装饰清真寺。(见《奈萨仪圣训集》第一册第234页、《伊本•马哲圣训集》第6页)。

⑥圣人说:“谁在教门上倡办了个好的干办,他便得了所有干这种好干办的人得的功价同样大的功价,其他人的绝不减少;谁若在教门上倡办了个坏的干办,他要承担所有干这种坏干办的人承担的罪同样大的罪,其他人的罪绝不减少。”根据上述这段圣训,伊玛目•冉巴尼把比达阿提分为两类:一类是俊美的,一类是丑陋的。把俊美的归在了逊乃提里,不叫比达阿提,因为它合乎了上述圣训。他这样分类是为了驳斥有人,有人认为比达阿提只有一类,没有俊美的比达阿提。(见《麦克图布》第二册第153页、《索瓦矣古里伊俩很耶》第103页、《麦尕玛廷赛阿丁耶》第142页、《奈萨仪圣训集》第一册第356页)。根据这段圣训和《古兰经》及有关圣训,将比达阿提分为五类:穆斯太罕布、瓦直布、哈拉目、克啦黑也提、穆巴哈。穆斯太罕布是过圣纪节等。(见《奈萨仪圣训集》第一册第356页)。

⑦圣孙哈三说:“我若有一座象伍侯德山那样大的金山的话,也会用于念圣纪。”筛赫祝奈迪•巴格达迪说:“谁参加了念圣纪的盛会、尊重了圣人的诞辰日,他就得了伊玛尼。”筛赫•麦尔如弗•库尔黑说:“谁因念圣纪而聚众集会念经,并供给众人食物,点灯,穿新衣服、点香,后世里真主会使其同一切圣人一道复生。”(见《麦卡雷麦里艾赫俩给》第8页)。

⑧任何人不该反对为纪念圣人的生日而念(古兰经)、赞圣,反对的人是真主抛弃和罪愆了的人。(见《麦克图布》第三册第99页),为念圣纪而化费了很多金钱的人,今世他不要害怕贫穷,后世他不要害怕忧愁。(见《如海白牙尼》第九册第56页,并见《茂路迪》)。

⑨伊玛目•苏尤同伊说:“若在一住宅、寺、地方,念了圣纪,天使们将围住那宅、寺、地方,祝福那里的人。真主以普慈的恩惠赏赐他们。”他又说:“谁在家中念了圣纪,真主将保佑他免遭旱灾、火灾、水灾、各种天灾、嫉妒、怀恨、被盗,他去世后,真主使他能答上两位天使的质询,他将与圣人们同住在天堂中。”(见《尼尔麦图里库布啦》第1l页)。

⑩一位大卧力说:“用过圣纪节来体现尊重圣人,不能隐昧念圣纪。”伊玛目•苏尤同依说:“念圣纪是穆斯太罕布,为了感谢圣人给我们带来了真教、引领我们走上了正道。”伊本,赫哲尔博士说:“集会念圣纪是穆斯太罕布。”(见《如海白牙尼》大版第四册第33页)。伊玛目•塞布克召集了当时著名的学者,隆重集会,纪念了圣纪节。他还在圣纪会上作了一首赞圣诗。在(念大赞)念到圣人“来了”时,伊玛目•塞布克及所有的人站起了,有病实在站不起来的人用膝盖跪立了,真主将吉庆降在了圣纪会会场。伊本•赫哲尔博土说:“俊美的比达阿提是公认的穆斯太罕布,念圣纪是俊美的比达阿提。”伊玛目•召曾伊说:“谁念了圣纪的话,真主将保佑其当年免遭灾殃,使其好的愿望变成现实。”伊玛目•苏尤同依和伊本•赫哲尔博士断定念圣纪是逊乃提。(见《如海白牙尼》第九册第57页)。

⑾前后辈的人们在欢庆圣纪节,任何人没有反对过。唉!想念圣人、喜爱圣人的人们啊!喜圣人是伊玛尼全美的显迹、使伊玛尼坚定的途径。我们要比自身、父母、儿女、近亲更喜圣人,要把圣纪节当成哈给格提的尔德(真正的节日),因为作为教生,把圣纪节当成哈给格提的尔德是瓦直布、或凡雷做。开斋节、古尔邦节是麦札孜的尔德,圣纪节是哈给格提的尔德。(见《麦卡雷麦里艾赫俩给》第46页)。

⑿艾比•来害病死后,圣叔阿巴斯梦见了他,问他终身与圣人作对的结局如何?他说:“干渴难以言状、无法忍受。只因我得知圣人诞生的消息后,用手指指了一下童仆,让他去哄圣人。真主没有毁掉我的这个尔麦力,在每个星期一,从我指的那个指头上长出一个小奶头,我咂它,以解除一周的干渴。”唉!一切的穆民啊!艾比•来害病终身与圣人为敌,真主因艾比•来害病罪大恶极而降了谴责的《古兰经》,但他听到圣人诞生的消息而高兴,痛爱幼年的圣人,真主没有毁掉他的这个尔麦力。那么,穆民们因圣人的诞辰日而喜圣人、赞圣的话,结局将是什么?这种穆民的结局是入居八座天堂中的第一座。(见《麦卡雷麦里艾赫俩给》笫46页)。

⒀穆萨圣人的时代,有一个罪大恶极的入。他亡后,人们由于憎恶,将其填在了一个很脏的地方。真主晓谕穆萨圣人:在某脏地方,埋着我的一位卧力,你挖出他、给其洗礼、站者那则后异地重新安葬。穆萨圣人依主命行事,人们却纷纷向穆萨圣人诉说该人的恶行。穆萨圣人给其洗礼,站者那则后在都哇中向真主询问其中的奥秘。真主晓谕穆萨圣人道:“该人在念《讨拉特》时见了穆罕默德圣人的名字,他因喜穆罕默德圣人而吻了其名字,他因而得了高品了。”(见《麦卡雷麦里艾赫俩给》笫50页、《饶祖力发依给》小版第413页)。

⒁为尊重圣人诞辰的晚间,穿上好衣服是应该的,尊重圣人是为自己的后世储蓄。谁把圣人诞辰的晚间当作哈给格提的尔德 (真正的节日)真主将恩赏他。在圣人诞辰的晚间,念《古兰经》、赞圣,给参加圣纪会的人供给饮食是临近真主的最佳途径。(见《凡提罕索麦迪》第52页)。

⒂一个埃及人为纪念圣人诞辰日而邀请了清廉人、穷人、鳏寡孤独,给他们吃喝。在院里和巷道里洒了香水,香气四溢。给被邀来的人慷慨地施散了钱。他隆重纪念圣人诞辰日。(见《麦札力苏里核忍耶》第55页)。
作者: 匿名    时间: 2010-7-2 00:42
4# 大海   ! السلام عليكم
  您提供的资料相当一部分都是违背圣行 (السنة ) 的。如果您仍坚持己见,认为正确,为了不让错误的宗教言论误导穆斯林大众,我建议把您提供的资料和我掌握的资料通过有关宗教机构进行公正,然后去麦加,埃及找伊斯兰教法说明官鉴定。如果我错了,往返一切费用我承担,另;我给您支付三千元的辛苦费。否则一切费用您承担。为安拉-的道路破点财,安拉-不会亏待我们。我等您的回答。ان شاء الله .  赵福才2010年7月2日星期五

作者: 大海    时间: 2010-7-2 01:11
5# Guest from 222.82.138.x


你看清楚,都是以古兰和圣训做为根据的,而不是信口开河。
古兰圣训,不是凭着自己明文而定论的,而是凭着真主的相助而定论的。
作者: 匿名    时间: 2010-7-2 08:20
6# 大海
  您提供的古兰经中,那一句话是让庆祝圣纪的?您提供的圣训中,那一句话是让教民宰牛,宰羊庆祝贵圣(愿安拉-赐他福安)的诞生日?
  您提供的圣训:    من عظم مولدي كنت شفيعا له يوم القيامة“谁尊重我的诞生日,在来世我将为他求情”出自哪部圣训集?由哪位圣门弟子传述的?
  我再重复一边;庆祝圣人(愿安拉-赐他福安)的诞生日,修建“拱北”在坟墓上立碑,全都是
异端 (بدعة) 我再问一边;要不要公正后去做鉴定? 条件不变。等您的答复。ان شاء الله .
赵福才 2010年7月2日星期五 早晨八点十五分。我的qq号;1476434046
作者: 天方小李    时间: 2010-7-2 19:49
7# Guest from 222.82.131.x


喝水不忘挖井人。
这个道理,任何人都懂,唯独你不懂。
可能连汉族都不如吧。汉族每年都有不同的纪念日,来纪念古圣人。

穆斯林呢?为何不能纪念穆圣呢?
过了这条河,就拆了这座桥,这不是穆斯林的行为。
如果穆圣(祝福)直接了当的说你们要纪念我,不纪念我是不行的是要不得的。那么他就不是圣人了。
教生呢?应该喝了伊斯兰的这碗水,那当然要赞颂挖井的这个人了。
真主与众天仙都还赞颂他,何况我们这些微不足道的人了!

朋友连这个最基本的道理都不懂,何谈自己是穆斯林呢?

穆斯林首先从道理上认识真主。
作者: 追随主的人    时间: 2010-7-2 21:33
3# zhaofucai


圣诞节的意义
      真主说:穆罕默德不是你们中任何人的父亲,而是主的使者,万圣的封印者(33:40)这是深知过去,现在和未来,彻知人类智慧发展的造物主的判词,谁能下这样的判断呢?至圣是安拉的使者,是封印万圣者,是人神的领袖,是古今的师表,是两个朝向的伊玛目,他的诞生给人类带来了光明,带来了幸福。这位伟大的使者,时时刻刻怀念着教生的安危,他先天下之忧而忧,后天下之乐而乐,他对教生的关怀无微不至,《古兰经》说:“你们同族中的一位使者确已来临你们,你们的困难使他忧愁,他希望你们走正路;他是怜悯,疼慈众穆民的。”(9:128)他为教生的信仰,常常感到忧愁,《古兰经》说:“倘若他们不信这训辞,那么,你在他们背离之后,或许会因忧愤而丧幸”。(18:6);这段经文说明穆圣是怎样地关心穆民的信仰.这样伟大的使者,他的诞辰是应庆祝的。
    穆圣说:“谁尊重我的诞辰,复生日,我是替他说情的”。这段圣训的意义是:谁尊重圣诞,体效圣德,谁就有获得穆圣说情的资格。若仅有形式,是不符合圣训的意义的。
    当代美国应用物理学家、天文学家迈克尔•哈特在他的《世界历史上最有影响的一百位人物排名》一书的前言中写到:“在这个星球生活过的数百亿人当中,究竟谁在历史的进程中影响最大?回答是:“历史上穆罕默德确实是取得成功的唯一伟人。他树立和传播了最伟大的宗教之一—伊斯兰教。成为政治、军事和宗教的统帅。他去世十三个世纪之后,其影响依然强大不衰……鉴于穆罕默德拥有强大的力量,因此可以说他是有史以来最伟大的政治家、领袖”。这位物理学家作为‘局外人,一位非穆斯林,他的评价是客观的、公正的。若哈特先生是一位穆斯林,必定有人要痛斥为“偏见”。这充分说明穆圣是前无古人后无来者的一位超人,庆祝他的诞辰是应当的。
庆祝圣诞节日的主要目的有两个:
1、向这位伟大的圣人学习。
2、希望至圣的说情。
作者: 追随主的人    时间: 2010-7-2 21:47
7# Guest from 222.82.131.x


修建拱北是瓦直布。根据:
①《古兰经》云:“信真主、信后世的人,要修建清真寺。”(见苏勒讨白,即9:19)这段《古兰经》有两层意思:一是表义,一是暗义。表义是修建清真寺;暗义是在端庄的学者、卧力们的坟墓上修拱北。在端庄的学者和卧力、清廉人的坟墓上修建拱北、苫苫单、缠代思塔勒、放衣服是合乎教门的。这样修建、装饰的原因是好叫一般的人不要轻视他们。为尊重卧力而在拱北上点灯、点蜡是合乎教门的。(见《如海白牙尼》第三册第400页、《沙米太海勒日》第一册第123页)。
②修建拱北是合乎教门的,是为了发扬圣人和卧力们的宣教精神,弘扬正教。(见《塔志》第一册第336页)。
③阿依莎太太传述,圣人隐光后,就如何安葬他而发生了意见分歧。这时,大贤艾布•伯克尔说:“圣人曾对我说过,我至今没有忘记。圣人说:‘真主不使一个圣人亡便罢,若要其亡的话,主喜在其亡的地方安葬他。’你们就把他埋在寝室里。”众索哈白挪走了圣人的床,把圣人埋在那儿。这段圣训中圣人说把他埋在“亡故的地方”是指阿依莎太太的卧室,所以索哈白们把圣人埋在阿依莎太太的卧室。(见《提尔密济圣训集》第二册的舍马依力提尔密济章第26页、《伊本•马哲圣训集》第118页、《塔志》第一册第317页、《米什卡提》第547页)。
④圣人生前,修了个房子,坐在该房中,嘱咐圣门弟子们,他隐光后埋在这房中。圣人隐光后,圣门弟子们按圣人的嘱咐办了。后来,穆民之母阿依莎太太率领众索哈白重修了圣人的拱北。第二大索哈白欧麦尔率领众索哈白又重修了圣人的拱北。后来,索哈白伊本•泽比尔又领众信士重修了圣人的拱北。塔比乃(二传圣门弟子)、三传圣门弟子时代、前辈的学者、穆斯林们代代重修,扩建了圣人的拱北,使之规模不断扩大。(见《克什里伊热提亚比》第407页)。逊尼派四大教派学派一致断定修建拱北是合乎教门的。(见《克什里伊热提亚比》第387页、第389页、第408页)。
⑤给亚斯(类比):给圣人修了拱北,那么也可以给卧力修拱北。(见《克什里伊热提亚比》第487页)。
作者: 苏菲之家    时间: 2010-7-2 22:08
3# zhaofucai

念《古兰经》、赞圣、念求济、念济克尔后吃食物是穆斯太罕布。有人说:“吃了不念,念了不吃。”这句话的实质是取消念《古兰经》、赞圣、念济克尔、念求济。这句话中“念了不吃”是幌子,只吃不念是实质。有人的阿訇、满拉常被教众请去后,只吃喝、拿海迪亚,不念《古兰经》,赞圣等。而很难找到只念不吃不拿海迪亚的有人阿訇、满拉。把人召集在一起,不念《古兰经》,不赞圣而分散了的话,那么这个集聚了人们的地方是受诅咒的,召集者和集聚者更不要指望赛哇布。根据:

①圣人说:“若一群人坐在一起不赞主赞圣的话,必有懊悔。若真主意欲罪愆他们的话会罪愆他,若真主意欲饶恕他们的话会饶恕他们。”接续了真主的一些人解释说,这段圣训中的“懊悔”指火烧。(见《提尔密济圣训集》第二册第175页、《塔志》第五册第82页》。
②圣人说:“一伙人聚集同坐,若没有赞圣就分散了的话,他们就从臭驴肉上分散了。后世里,他们将忧愁。”这段圣训中圣人用“臭驴肉”诅咒了人们聚集后没有赞圣就分散了的那个地方。(见《艾布达吾德圣训集》第五册第250页、《东热瓦以最乃》第182页)。
③在亡人的周年忌日,聚众纪念亡人、念《古兰经》、念赞圣诗文、施散食物是穆斯太罕布。(见《麦尕玛廷赛尔丁耶》第143页)。
④埋了亡人后,在房中可以吃食物,因为圣人说:“一个人亡了,他若生前对主命有所欠损的话,他的儿子应在亡后第一天至第七日晚间、四十日、百日、周年忌日、生日散乜贴,应聚人念《古兰经》、施散食物,这对亡人最有益。”(见《麦阿雷凡图里麦萨以力》第163页)。
⑤索哈白艾布•赛伊迪给人念了《古兰经》后吃了主人的食物,还拿回了一些食物。但他不是主动找他人念经以换取食物,而是被别人央请念经后吃了食物。被别人央请念经后吃食物和自己主动找他人为他人念经吃食物之间有本质的区别。(见《布哈里圣训集》第二册第756页)。
索哈白们说:“大家聚在一起吃食物是好的性格。”索哈白们在一起念了《古兰经》、济克尔后,从没有不吃食物就分散,总是吃了食物后才分散。(见《舍热海伊海牙依》第五册第232页、《伊海牙依乌鲁敏迪尼》第二册第80页)。
⑦过去的人们在念圣纪的场所,准备了很多食物。念《古兰经》、赞圣后,他们吃了食物。(见《舍日海布日赞支》第45页、《凡提罕索麦迪》第49页)。
⑧参阅《引沙依力阿苏勒》第241页、《尔玛东迪尼》第154页、《如海白牙尼》第二册第166页、《凡台瓦德俩依力》第200页)。
作者: 匿名    时间: 2010-7-3 01:50

1#8#9#11# السلام عليكم
!

你们如果认为你们所提供的宰牛,宰羊庆祝

圣人穆罕默德的诞生日是正确的 عبادة

,给你们认为是贵人修建拱北是“瓦基布”,念了古兰经收取他人钱财符合古兰经,圣训,那么就将你们的资料依据和我所掌握的宰牛,宰羊庆祝圣人穆罕默德的诞生日,是异端 بدعة

,修建拱北是异端,拆毁北是圣行,念了古兰经收取他人钱财是违背古兰经,违背圣训的行为的资料依据,做公正,然后去麦加

( المكة )


,埃及开罗



( القاهرة )


找伊斯兰教法说明官 مفتي

鉴定。如果我错了,一切费用我承担,如果你们错了,一切费用你们承担。


我认为,谁对,谁错都不重要,重要的是;我们弄清了宗教活动中,那些是对的,那些是错的,中国穆斯林在宗教活动中,有许多都是什叶派的东西,例如;过圣纪。还有佛教的东西
,例如;头期,二期等。再加上风俗习惯,例如;婚庆,生孩子挂红, 死人挂白等。通过这次付出,可以减轻穆斯林之间的争执,我们也算为主道做了一些奉献。各派几人你们定。 الحمد لله
شكرا لله

赵福才
qq号;1476434046
2010年7月3日星期六


作者: 匿名    时间: 2010-7-3 09:23
12# Guest from 120.71.148.x

世界各地穆斯林庆祝圣纪(2010年)
(以下提到的国家,是其中的部分国家。如果您在阅读新闻的过程中,看到有关其他国家庆祝圣纪的今年报道,请跟帖。)

阿曼
السلطنة تحتفل بالمولد النبوي الشريف  
阿曼苏丹国庆祝尊贵的圣纪
http://www.maraoman.net/main.asp?ArticleId=129
الاحتفال بالمولد النبوي : ذكرى حافلة بالدروس والعظات
庆祝圣纪:充满教训和借鉴的纪念
http://www.alrai.com/index.php?section_id=70


约旦
http://www.jordanzad.com/jor/ind ... d=6570&Itemid=2
الأردن يشارك العالمين العربي والإسلامي الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف
约旦跟阿拉伯世界和伊斯兰世界一同分享纪念尊贵的圣纪。

也门
اليمن يحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف
也门庆祝尊贵的圣纪
http://www.sabanews.net/ar/news207021.htm

أمسية دينية وفنية إحتفاءا بذكرى المولد النبوي الشريف
庆祝尊贵的圣纪而举办的宗教和文艺晚会。
http://www.sabanews.net/ar/news206368.htm

巴勒斯坦
في ذكرى المولد النبوي..شد الرحال للأقصى للمرابطة والدعاء
纪念圣纪:启程到远寺,为了在那里驻守和祈祷。
http://www.insanonline.net/news_details.php?id=11122

إحياء ذكرى المولد النبوي في المسجد الأقصى المبارك
在吉庆的远寺里,举行圣纪
http://www.aljazeeratalk.net/forum/showthread.php?p=2620351


叙利亚
الخميس القادم.. عطلة عيد المولد النبوي الشريف
星期四(2月25日),尊贵的圣纪假期。
http://fedaa.alwehda.gov.sy/_kut ... 7915520100222001409

الرقة تزدان ألقاً بذكرى المولد النبوي الشريف
http://www.syria-post.net/syria/8814.html
为纪念尊贵的圣纪,叙利亚的拉卡市装点得美丽辉煌。

احتفال ديني في حماة بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف
在叙利亚的哈马市,为尊贵的圣纪举行教门性庆祝

http://fedaa.alwehda.gov.sy/_kut ... 4261720100226002223


巴林
الشئون الإسلامية تحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف يوم الخميس القادم
巴林伊斯兰事务部,在星期四(2月25日)庆祝尊贵的圣纪
http://www.bna.bh/?ID=163747


摩洛哥
احتفال المغاربة بالمولد النبوي .. مظهر من مظاهر تمسكهم بدينهم الحنيف وتفانيهم في حب الرسول الكريم
摩洛哥人民庆祝圣纪----
是他们谨守正教、热爱贵圣之忘我境界的其中一个表现。
http://www.almaghribia.ma/News/Article.asp?idr=7&id=104363

利比亚
الرئيس عزيز يحضر احتفالات المولد النبوي في ليبيا
利比亚总统参加圣纪庆祝活动
http://www.emjad.net/article596.html

ليبيا تحتفي بذكرى المولد النبوي الشريف
利比亚热烈欢迎尊贵的圣纪
http://www.libyasons.com/vb/show ... 1537376#post1537376


阿联酋

参与在阿联酋联合酋长国举行的圣纪庆祝活动
المشاركة في احتفالات المولد النبوي بدولة الإمارات
http://www.alhabibomar.com/Trip.aspx?SectionID=3&RefID=4


الأوقاف تحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف
احتفالات الإمارات تذكير بنهج الرسالة في الدعوة إلى اللــه بالحكمة والموعظــة الحسنــة
庆祝尊贵圣纪的时刻
阿联酋庆祝圣纪,回忆以智慧和善劝来进行宣教的使命方针。
http://www.ghrib.net/vb/showthread.php?t=9228


埃及

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مستمر في مصر رغم اختلاف الفقهاء
尽管教法学家们之间意见不一,圣纪的庆祝在埃及持续不断。
http://www.masreat.com/%D8%A7%D9 ... %D9%85%D8%B5%D8%B1/

بمناسبة المولد النبوي الشريف صور و رسائل للتهنئة
有关尊贵圣纪的图片和祝贺信
http://www.masreat.com/صور-المولد-النبوي-الشريف/

سوء الأحوال الجوية لم يمنع المصريين من الاحتفال بالمولد النبوى
天气状况的欠佳,并没阻止埃及人民对圣纪的庆祝。
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=194424


黎巴嫩

تواصل الاحتفالات في لبنان بذكرى المولد النبوي الشريف
在黎巴嫩,纪念尊贵圣纪的庆祝活动接连不断。
http://www.echobeirut.com/news.php?action=show&id=4095


苏丹

ميادين العاصمة المختلفة تتزين بحب أكرم الخلق ... الاحتفال بالمولد ما هو إلا تعظيم لنور الأنوار
对创造物中最尊贵者之爱,装点着首都的各个广场
庆祝圣纪,只为颂扬那光明中之光明。
http://www.sudanelite.com/news.php?action=show&id=8457


毛里塔尼亚
موريتانيا تحتفل بعيد المولد النبوي الشريف يوم الجمعة 26 فبراير
毛里塔尼亚在2月26日星期五,庆祝尊贵的圣纪
http://souhoufi.com/spip.php?article1338&lang=ar


突尼斯
عادات تونسية في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
在庆祝尊贵的圣纪中的突尼斯的传统方式
http://www.akhbar.tn/?p=43105

阿尔及利亚
طبق جزائري خاص بالمولد النبوي الشريف
在尊贵圣纪中,一盘特别的阿尔及利亚食品
http://news.nawaret.com/%D9%85%D ... 4%D8%B1%D9%8A%D9%81

伊拉克
مغتنمة مناسبة المولد النبوي الكريم.. الهيئة تقدم تهانيها إلى أبناء العراق والأمة الإسلامية
趁尊贵的圣纪之际,伊拉克穆斯林学者协会,向伊拉克人民和伊斯兰所有民众表示祝贺。
http://www.iraq-amsi.com/Portal/ ... 4e27b68a49e6578aa5d


土耳其

Islamic world, Turkey to celebrate Prophet’s birth
伊斯兰世界,土耳其庆祝圣纪
http://www.worldbulletin.net/news_detail.php?id=54626

马来西亚
Maulidur Rasul celebration in Malaysia
Malaysian Muslims gather to celebrate Maulidur Rasul in Putrajaya outside Kuala Lumpur, February 26 2010. Muslims throughout Malaysia on Friday commemorated Maulidur Rasul
马来西亚庆祝圣纪
2010年2月26日,马来西亚穆斯林聚集在吉隆坡外围的布城,进行庆祝圣纪活动。马来西亚各地的穆斯林,在星期五(2月26日)举行圣纪。 (以下的链接中有图片)
http://www.demotix.com/news/2609 ... elebration-malaysia

印度尼西亚
图片报道:庆祝圣纪 (第1幅图片到 第6幅)
http://www.islamonline.net/Engli ... us/2010/02/01.shtml

喀什米尔
图片报道:庆祝圣纪 (第7幅图片到 第8幅)
http://www.islamonline.net/Engli ... us/2010/02/01.shtml

马拉维
图片报道:庆祝圣纪 (第9幅图片到 第10幅)
http://www.islamonline.net/Engli ... us/2010/02/01.shtml

巴基斯坦
图片报道:庆祝圣纪 (第11幅图片到 第14幅)
http://www.islamonline.net/Engli ... us/2010/02/01.shtml



印度
Hindu, Muslims to celebrate Prophet’s birthday
印度穆斯林庆祝圣纪
http://www.hindustantimes.com/rs ... rticle1-508934.aspx


法国
مسلمو فرنسا يحتفلون بالمولد النبوي
法国穆斯林庆祝圣纪
http://www.arabnet5.com/news.asp?c=2&id=50613

德国
بعض من صور إحتفال المولد النبوي الشريف في ألمانيا
在德国举行圣纪庆祝的一些照片
http://alharary.com/vb/t1040.html


***************************************
عدا السعودية..الاثنين إجازة المولد النبوي في دول الخليج
除沙特和卡塔尔外,其它海湾国家为圣纪而放公众假期
http://www.awamsun.net/news.php?action=view&id=346
作者: 匿名    时间: 2010-7-3 12:17
13#
你拿出一千,一万个庆祝圣纪的例证有什么用?中国不是也在庆祝吗?我说的是;这种活动是违背圣训的,是异端,我们的贵圣(愿安拉-赐他福安)在世时,没庆祝过,先知归真后,门弟子们没庆祝过,再传弟子们没有庆祝过。庆祝任何人的生日都是异端 بدعة ,是犹太教徒,基督教徒的风俗习惯,是什叶派的习惯,创立这个庆祝活动的人是,什叶派。原文如下;
وذكر بعض أهل العلم أن أول من أحدث الاحتفال بالموالد هم الشيعة الفاطميون فالمائة الرابعة ، تبعهم
بعض انتسبين الى السنة في هذه البدعة جهلا وتقليدا ولليهود والنصارى ، ثم انتشرت هذه البدعة في الناس ، والواجب على علماء للمسلمين بيان حكم الله في هذه البدع ، وانكارها والتحذير منها ،لما يترتب على وجود ها من الفساد الكبير وانتشار البدع والاختفاءالسنن ، ولما في ذلك من التشبه بأعداء الله من
اليهود والنصارى وغير هم من أصناف الكفرة الذين يعتادون مثال هذه الاحتفالات ، وقد كتب أهل العلم في
ذلك قديما وحديثا ، وبينوا حكم الله في هذه البدع
فجزاهم الله خيرا ، وجعلنا من أتباعهم باحسان .   فتاوى علماء البلد الحرا]他(愿安拉-赐他福安)曾经说过:对我们的宗教事务、进行了革新的人,其行为就是对立。摘自穆斯林圣训集。原文如下;
وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد )
رواه
مسلم
  谁做了我没有命令他做的事情,那么、他的这种行为就是对抗。原文如下;
( من عمل عملا
ليس عليه أمرنا فهو رد )
我再问一边,究竟有没有对穆斯林大众的人出来和我一起对一些宗教活动的正确与否去公正,让麦加,埃及的教法说明官 مفتي  做鉴定?   赵福才2010年7月3日星期六2010年7月3日星期六

作者: 匿名    时间: 2010-7-3 12:32
少打了两个字;  负责 。应该是;究竟有没有对穆斯林大众负责的人出来和我一起对一些宗教活动的正确与否去公正。   赵福才
作者: 人生最求    时间: 2010-7-3 12:32
14# Guest from 120.71.144.x


你拿出一千,一万个庆祝圣纪的例证有什么用?中国不是也在庆祝吗?我说的是;这种活动是违背圣训的,是异端,我们的贵圣(愿安拉-赐他福安)在世时,没庆祝过,先知归真后,门弟子们没庆祝过,再传弟子们没有庆祝过。庆祝任何人的生日都是异端 بدعة ,是犹太教徒,基督教徒的风俗习惯,是什叶派的习惯,创立这个庆祝活动的人是,什叶派。原文如下;

看好自己的舌肉!!

伊玛目•塞布克召集了当时著名的学者,隆重集会,纪念了圣纪节。他还在圣纪会上作了一首赞圣诗。在(念大赞)念到圣人(祝福)“来了”时,伊玛目•塞布克及所有的人站起了,有病实在站不起来的人用膝盖跪立了,真主将吉庆降在了圣纪会会场。伊本•赫哲尔博土说:“俊美的比达阿提是公认的穆斯太罕布,念圣纪是俊美的比达阿提。”伊玛目•召曾伊说:“谁念了圣纪的话,真主将保佑其当年免遭灾殃,使其好的愿望变成现实。”伊玛目•苏尤同依和伊本•赫哲尔博士断定念圣纪是逊乃提。(见《如海白牙尼》第九册第57页)。

看看红字,至圣也参加圣纪。
还有凭据,《赞圣经(茅庐待)(买多一哈)》这部赞圣经出自至圣(祝福)时代。你可以查询。
作者: 人生最求    时间: 2010-7-3 12:47
14# Guest from 120.71.144.x


谁做了我没有命令他做的事情,那么、他的这种行为就是对抗。

请教几个问题:
(1)古兰经中,真主同众天仙都在赞颂至圣(祝福),这个算什么??
(2)众穆斯林跟随古兰经赞颂至圣(祝福)难道是新生?
(3)至圣(祝福)好像没坐过车,也没坐过飞机,你坐过吗?
(4)至圣(祝福)没点过电灯,你点吗?
(5)至圣(祝福)从来没吃饱过肚子,你呢?
作者: 匿名    时间: 2010-7-3 13:01
14﹟
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  
  كل بدعة  ضلالة  كل ضلالة في النار
   安拉-的使者(愿安拉-赐他福安)说:一切新生,都是迷误。一切迷误,均在火狱中。摘自穆斯林圣训集。  赵福才 我的qq:1476434046

作者: 匿名    时间: 2010-7-3 14:10
17# 人生最求
  您提的几个问题没错,赞圣没错。不赞圣的人,来世,至圣在安拉-那儿不为他求情。庆祝圣人的诞生日,在教法中是没有根据的。宗教中的新生 بدعة
指的是在宗教行为中的新生,并不是在生活中的新生。原文如下:


البدعة في الشرع المطهر هى كل عبادة أحدثها الناس ليس لها أصل في الكتاب ولا في السنة
لقول النبي
صلى الله عليه وسلم :
من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد وقوله صلى الله عليه وسلم :

من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردالبخاري والمسلم .


  
在公正法里边的异端,指的是人们新生的哪一切拜功,它在古兰经,圣行中是找不到根据的。圣人(愿安拉-赐他福安)说;【谁新生了我没有命令过的事物,他就是对抗】。摘自布哈里,穆斯林圣训集。



وتطلق البدعة في اللغة العربية على كل محدث على غير مثال سابق لكن لا يتعلق بها حكم المنع اذا لم تكن من البدع في الدين ,
أما في المعاملات فما وافق الشرع منها فهو عقد شرعي , وما
خالفه فهو عقد باطل , ولا يسمى بدعة في الشرع لأنه ليس من العبادة .


  
阿拉伯语中的新生,指的是前无先例的一切新生事物,如果不是宗教中的新生事物,制止的法令不触及它(不牵扯它),至于人之间的交往其中合法的行为,就是正当行为,不合法的行为,就是错误行为,在法律中不被称为新生行为。因为它不属于拜功。
  摘自: فتاوى علماء البلد الحرام    赵福才  2010年7月3日星期六
   

作者: 人生最求    时间: 2010-7-3 14:17
19# Guest from 120.71.144.x


赞圣没错,那么举行圣纪就有错了?
那么请问你,何为圣纪呢?
你给我讲讲圣纪的意思!
作者: 匿名    时间: 2010-7-3 15:20
20# 人生最求
  圣纪;中国穆斯林在圣人的诞生日,或者归真日,宰牛,宰羊,开经,赞圣,男女聚集在寺内吃喝举行庆祝活动。给念了经,赞了圣的阿訇给钱。这种庆祝方式的根源,就是钱造成的。





قال الله تعالى :
  ان الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به


ثمنا قليلا

أولائك ما يأكلون في بطونهم الا النار
ولا يكلمهم الله
يوم القيامة ولا يزكيهم   ولهم

عذاب  أليم (174) أولائك الذين اشتروا الضلالة بالهدى
والعذاب بالمغفرة

سورة البقرة

崇高的安拉说;

隐瞒安拉-所降示的经典中的旨意,并以它换取微薄报酬的那些人,他们的肚腹中吃的都是火,在来世安拉-不和他们说话,并不会让他们解脱,他们将受到的是严刑。这些人、他们以正道换取了迷误,以饶恕换取了酷刑。



: حدثنا محمود بن غيلان عن عمران بن حصين أنه مر على قارئ يقرأ ثم يسأل فاسترجع ثم قال سمعت

رسول الله


صلى الله عليه وسلم

يقول :
من قرأ القرآن فليسأل الله به فانه سيجيء أقوام يقرأون القرآن يسألون به الناس

  迈赫姆-德告诉我们;阿姆拉尼传述;他经过一个古兰经诵读者在诵读,然后他向人讨要报酬,他就要求诵读者回家了。然后他说;我听安拉-的使者说;谁诵读了古兰经,应该以它向安拉-讨要报酬。将来却有一伙人,他们念古兰经、以古兰经向人索取报酬。摘自“体力米兹”圣训集1944页倒数第十行。
عن بريدة قال: قال رسول الله


صلى الله عليه وسلم : من قرأ القرآن يتأكل به الناس
جاء يوم القيامة
ووجهه عظم ليس عليه لحم
弟子布莱代传述;他说;安拉-的使者(愿安拉-赐他福安)说;谁诵读了古兰经,以它吃了人(获取了利益)到了后世,他的脸上只有骨头没有肉。摘自圣训明灯 مشكوة المصابيح

赵福才
                                                                                                                                                                                                                              

作者: 大海    时间: 2010-7-3 15:50
21# Guest from 120.71.144.x


老兄你连圣纪是什么意思的不知道啊!!!

你所说的是圣诞节,而不是圣纪!
作者: 大海    时间: 2010-7-3 15:51
21# Guest from 120.71.144.x


以上的那段说,圣纪是给至圣(祝福)过生日呢?
请你指出?
作者: 匿名    时间: 2010-7-3 16:38
23# 大海
  听了您的这句提问,你们那里过圣纪不是在每年伊斯兰教历的3月十二日,也不宰牛,羊,男女也不聚集在寺院里在念经,赞圣后,吃喝,给念了经,赞了圣的阿訇给钱。也不修建拱北,也不干俊美的 بدعة 。这样的话,我们没有什么可争辩的。我所指的是哪些只念经,赞圣,而将圣人(愿安拉-赐他福安)的教导放在一边不重视的人。 能否将您的贵名及联系方式透露给我,今后遇到问题,以便请教。我先谢了。
赵福才  2010年7月3日星期六
作者: 匿名    时间: 2010-7-3 17:52
24# Guest from 120.71.152.x

那本经上说了男女不能聚集在清真寺念经,那男女都去朝觐也不行吗?赞圣后吃了、喝了也给了海底椰,那是穆民对阿訇的以礼相待而已,那是穆民的自愿,阿訇何时讨要,有证据吗?
作者: 匿名    时间: 2010-7-3 20:04
25# Guest from 222.213.105.x



قال الله تعالى :   ان الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به


ثمنا قليلا

أولائك ما يأكلون في بطونهم الا النار
ولا يكلمهم الله
يوم القيامة ولا يزكيهم   ولهم

عذاب  أليم (174) أولائك الذين اشتروا الضلالة                     بالهدى
والعذاب بالمغفرة

سورة البقرة

崇高的安拉说;

隐瞒安拉-所降示的经典中的旨意,并以它换取微薄报酬的那些人,他们的肚腹中吃的都是火,在来世安拉-不和他们说话,并不会让他们解脱,他们将受到的是严刑。这些人、他们以正道换取了迷误,以饶恕换取了酷刑。
   

عن بريدة قال: قال رسول الله


صلى الله عليه وسلم : من قرأ القرآن يتأكل به الناس
جاء يوم القيامة


ووجهه عظم ليس عليه لحم
弟子布莱代传述;他说;安拉-的使者(愿安拉-赐他福安)说;谁诵读了古兰经,以它吃了人(获取了利益)到了后世,他的脸上只有骨头没有肉。摘自圣训明灯 مشكوة المصابيح

" .  

  

作者: 大海    时间: 2010-7-4 01:15
26# Guest from 222.82.131.x


圣纪;中国穆斯林在圣人的诞生日,或者归真日,宰牛,宰羊,开经,赞圣,男女聚集在寺内吃喝举行庆祝活动。给念了经,赞了圣的阿訇给钱。这种庆祝方式的根源,就是钱造成的。


世界穆斯林都是一样的去做圣纪,不止中国!
就唯独你不是!
作者: 大海    时间: 2010-7-4 01:25
23# 大海
  听了您的这句提问,你们那里过圣纪不是在每年伊斯兰教历的3月十二日,也不宰牛,羊,男女也不聚集在寺院里在念经,赞圣后,吃喝,给念了经,赞了圣的阿訇给钱。也不修建拱北,也不干俊美的 ب&#15 ...
Guest from 120.71.152.x 发表于 2010-7-3 16:38



真主只着重你们的心里!

圣纪:
第一知感真主,在大地上降世了至圣(祝福)。
第二知感真主,让至圣(祝福)宣扬了伊斯兰教并且走向了世界让我们知道伊斯兰教。
第三知感真主,让至圣(祝福)完美了伊斯兰教。
第四知感真主,在至圣之后还没丢弃我们这些无知的普通人,真主从而从至圣(祝福)的清廉后裔中,挑选一些引路人作为我们的向导。
古兰经云,“你们服从真主,使者,主事人。”

第五我们作为穆斯林,在不同的地方,不同的时间,来纪念至圣(祝福)。同时干耳麦里来赞颂真主、至圣。在圣纪之时作活动,让更多的人进入清真寺学习、了解。通过此圣纪来加深对至圣的学习、怀念、纪念、赞颂、宣传、宣扬等等。此等好事,谁不愿意去做?

圣纪是每个穆斯林应当的责任。
作者: 大海    时间: 2010-7-4 01:37
21# Guest from 120.71.144.x


圣纪;中国穆斯林在圣人的诞生日,或者归真日,宰牛,宰羊,开经,赞圣,男女聚集在寺内吃喝举行庆祝活动。给念了经,赞了圣的阿訇给钱。这种庆祝方式的根源,就是钱造成的。


阿訇为穆斯林服务于教门,那么众穆斯林就不能为阿訇做点事吗?
阿訇不需要钱来生活了,不需要钱来做事了?

请问,那么谁还当阿訇?
阿訇服务大家,大家为阿訇尽点责任,不对?
有钱人是真主的保管员,穷人是真主的客人。
作者: 匿名    时间: 2010-7-4 09:59
29# 大海
  请问,您这样说,安拉-不让以念古兰经换取报酬,拿了报酬的人,肚子里吃的都是火,来世安拉-不和这些人说话,并且要受安拉-的制裁。
  贵圣说;念了古兰经,吃了人的人,来世,他的脸上只有骨头没有肉。安拉-和他的使者的这些话,难道真的没人怕吗?
赵福才 7/4/2010 9:58 AM
作者: 知足常乐    时间: 2010-7-4 13:42
30# Guest from 222.82.129.x
这段天经是针对犹太教的人,也针对一切如同他们的人,并不是针对合格的穆斯林!
至圣说:“如果教授学问的人不是寻求真主喜悦而是为了得到今生的报酬,在后世他闻不到一点天堂的香味。所以众学者在教古兰和一切学问上拿工价的问题意见不同。最后的决定是在这个时代取工资是可以的,为的是学问不要失传,因为至圣曾经说过,那个拿工价最相宜的是真主的经典!”
至圣说:“一切行为看动机,每个人得到的是他所举意的,所以是以动机为大的,如果他举意是好的,那么他得到好的,如果举意是坏的,他得到的就是歹。所以念古兰接受的价值的问题在于双方的动机!

厉害的火狱是给哪些用他们的手来篡改天经,不服从安拉,不遵循圣道的人进的!
作者: 匿名    时间: 2010-7-4 17:13
التأصيل الشرعي لاحتفال المولد النبوي الشريف
الأستاذ المساعد الدكتور : عبدالرحمن حمدي                                      شافي العبيدي
رئيس قسم الفقه وأصوله في كلية العلوم الإسلامية ـ الرمادي /  جامعة الأنبار  
22/1/2010م     6/صفر/1431هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمـــة لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد : فلا شك أن أعظم حدثين في تاريخ الإسلام والمسلمين ، هو مولد رسول الله  ، وبعثته بهذا الدين العظيم ، فهما الحدثان الأبرز اللذان غيرا وجه الأرض ، وأزاحا بنورهما ظلام الجهل والجاهلية ، والشرك والعبودية لغير الله عزوجل عنها .
وإذا كان المسلمون بأمر من رب العالمين عزوجل يحتفلون بمبعثه  ، فيعظمون ليلة نزول القرآن الكريم عليه فيه ، بل ويصومون ذلك الشهر الكريم الذي أنزل فيه القرآن الكريم (( شهر رمضان)) . فما المانع من احتفالهم بالحدث الآخر المرتبط بذلك النزول ؟ ألا وهو حدث المولد الشريف ، فإنه في الحقيقة مولد الإسلام والإيمان ، ولولا المولد لما حصل الحدث الثاني ، فكلاهما مرتبط ببعضه ، وإلى ذلك أشار الحبيب المصطفى  بقوله عن يوم الإثنين: ( ذاك يوم ولدت فيه ، ويوم بعثت أو أنزل علي فيه )  ، فكلاهما في يوم واحد ، هو يوم الإثنين ، ليكون يوما لهذين الإثنين ، أقصد هذين الحدثين (الولادة والمبعث ) فهو اسم على مسمى ، ولكل شيء نصيب من اسمه .
قال صاحب سمط النجوم العوالي : ليلة مولده عليه الصلاة و السلام افضل من ليلة القدر من وجوه ثلاثة :
أحدها : إن ليلة المولد ، ليلة ظهوره ، وليلة القدر معطاة له ، وما شرف بظهور ذات المشرف من أجله ، أفضل مما شرف بسبب ما أعطيه ، ولا نزاع في ذلك فكانت ليلة المولد بهذا الإعتبار أفضل .
الثاني : أن ليلة القدر شرفت بنزول الملائكة فيها ، وليلة المولد شرفت بظهوره فيها ، ومن شرفت به ليلة المولد ، أفضل ممن شرفت به ليلة القدر على الأصح المرتضى فتكون ليلة المولد أفضل .
الثالث : أن ليلة القدر وقع التفضيل فيها على أمة محمد ،  وليلة المولد الشريف وقع التفضيل فيها على سائر الموجودات ، فهو الذي بعثه الله رحمة للعالمين ، فعمت به النعمة على جميع الخلائق ، فكانت ليلة المولد أعم نفعا ، فكانت أفضل    .
وعلى الرغم من تبوء هذه الحادثة المكانة الكبيرة في قلب كل مؤمن ، إلا أن هناك من يحاول رفض هذا الإعتقاد ، ويرمي فاعليه بالبدعة والضلالة ، وعدم إصابة طريق الهدى الذي اختطه السلف الصالح من هذه الأمة .
فوجدت لزاما علي أن أوضح الحق في هذه المسألة ، على الرغم من أن الحق واضح فيها ، لكن أردت تثبيته بالدليل ، والأصول الصحيحة ، التي ترفع كل شبهة ، أو وسواس يخطر للنفس في هذا الجانب .
والله تعالى أسأل أن يلهمني الرشاد والصواب ، وأن يعينني على إيصاله للقاريء ، وأن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم ، وفي سبيل الذود والدفاع عن رسوله العظيم . والله الموفق .        


                                                               الباحث
                                                22/كانون الثاني/2010م
                                                 6/صفـر/1431هـ  

























المبحث الأول : مبدأ ظهور الإحتفالات بالمولد
قبل أن نشرع في ذكر الأصول التي اعتمدها من أجاز الإحتفال بالمولد النبوي ، على الرغم من اشتمالها على مايدل ، على أن نوعا من هذه الإحتفالات ، كانت موجودة في القرن الأول ، بل في حياة النبي ، ومن فعله هو  ، بصيام اليوم الذي ولد فيه . فقد اشتهر القول لدى المنكرين ، بأن هذه الإحتفالات على الوجه المعروف لدينا اليوم( باجتماع الناس ، وقراءة ماتيسر من القرآن الكريم ، ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي ، وما وقع في مولده من الآيات ، ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون ، وقد يشتمل على إنشاد بعض الأشعار والمدائح التي قيلت في حقه  ) ، لم تحصل في القرون الأولى من تاريخ الإسلام
قال ابن تيمية أصل عمل المولد ، لم ينقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة )  .
وقال صاحب تفسير أضواء البيان أما مايفعله بعض الناس من احتفالات ، ومظاهر ، فقد حدث ذلك بعد أن لم يكن لافي القرن الأول ، ولاالثاني ، ولاالثالث، وهي القرون المشهود لها بالخير ، وأول إحداثه في القرن الرابع)   .
وقال ابن الجوزي وأول من أحدثه من الملوك ، الملك المظفر أبو سعيد صاحب أربل )  .
وقال السيوطي وأول من أحدث فعل ذلك صاحب أربل ، الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين ، أحد الملوك الأمجاد ، والكبراء الأجواد ، وكان له آثار حسنة ، وهو الذي عمّر الجامع المظفري بسفح قاسيون . قال ابن كثير : كان يعمل المولد الشريف بربيع الأول ، ويحتفل به احتفالا هائلا ، وكان شهما شجاعا بطلا عاقلا عالما عادلا ، رحمه الله ، وأكرم مثواه   .
وقد طالت مدة هذا الملك في الحكم إلى أن مات وهو محاصر للفرنج بمدينة عكا  سنة 630هـ محمود السيرة والسريرة كما قال السيوطي    .
ويبدو أن الملك المظفر ، قد اقتدى في فعله هذا ، بالشيخ معين الدين عمر بن محمد الملاء ، من أهل الموصل ، أحد الصالحين المشهورين ، كما يقول أبو شامة( شيخ النووي) ، وغيره   .
وقال صاحب شذرات الذهب : عمر الملاء ، كان من الأخيار ، وإنما قيل : (الملاء) لأنه كان يملأ أتون الآجر ، ويتقوت بالأجرة ، وليس عليه غير قميص وعمامة ، ولايملك شيئا ، وكل إليه الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بن أق سنقر ، ملك حلب ودمشق ، بناء جامعه بالموصل ، وفوض أمره إليه ، توفي في رجب أو شعبان بالموصل سنة 571هـ   .
وقال صاحب الروضتين : وكان بالموصل شيخ صالح يعرف بعمر الملاء ، سمي بذلك لأنه كان يملأ تنانير الجص بأجرة يتقوت بها ، وكل ما عليه من قميص ورداء وكسوة وكساء ، قد ملكه سواه ، واستعاره ، فلا يملك ثوبه ولا إزاره ، وكان له شيء فوهبه لأحد مريديه ، وهو يتجر لنفسه فيه ، فإذا جاءه ضيف قراه ذلك المريد . وكان ذا معرفة بأحكام القرآن ، والأحاديث النبوية ، وكان العلماء والفقهاء والملوك والأمراء ، يزورونه في زاويته ، ويتبركون بهمته ، ويتيمنون ببركته ، وله كل سنة دعوة يحتفل بها في أيام مولد رسول الله ، يحضره فيها صاحب الموصل ، ويحضر الشعراء وينشدون مدح رسول الله ، في ذلك المحفل ، وكان نور الدين من أخص محبيه ، يستشيره في حضوره ، ويكاتبه في مصالح أموره ، وكانت بالموصل خربة واسعة في وسط البلد ، أشيع عنها أنه ما شرع في عمارتها إلا من ذهب عمره ، ولم يتم على مراده أمره ، فأشار الشيخ عمر على نور الدين بابتياعها ، ورفع بنائها ، جامعا تقام فيه الجمع والجماعات ، ففعل ووقف فيه أموالا كثيرة ، ووقف عليه ضيعة من ضياع الموصل ورتب فيه خطيبا ومدرسا   .
ومن المحتفلين بالمولد أيضا : أبو بكر بن أيبك الحسامي ، كان مسؤول الأوقاف بدمشق ، وأمير عشيرة بدمشق ، كان يعمل المولد فيبالغ في الاحتفال فيه ، مات سنة 756هـ   .
صور من تلك الإحتفالات
ذكر العلماء بعض أخبار تلك الإحتفالات ، وما كان يصنع فيها ،وإليك بعض تلك الأخبار :
قال السيوطي : قال سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان : حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد ، أنه عدّ في ذلك السماط خمسة آلاف رأس غنم مشوي ، وعشرة آلاف دجاجة ، ومائة فرس ، ومائة ألف زبدية ، وثلاثين ألف صحن حلوى ، قال : وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية ، ... وكان يصرف على المولد ، في كل سنة ثلثمائة ألف دينار ، وكانت له دار ضيافة للوافدين ، من أي جهة ، على أي صفة ، فكان يصرف على هذه الدار ، في كل سنة مائة ألف دينار ، وكان يستفك من الفرنج في كل سنة أسارى ، بمائتي ألف دينار ، وكان يصرف على الحرمين ، والمياه بدرب الحجاز ، في كل سنة ، ثلاثين ألف دينار، هذا كله سوى صدقات السر ، وحكت زوجته ربيعة خاتون ، بنت أيوب ، أخت الملك الناصر صلاح الدين ، أن قميصه كان من كرباس  غليظ لايساوي خمسة دراهم ، قالت : فعاتبته في ذلك ، فقال : لبسي ثوبا بخمسة ، وأتصدق بالباقي ، خير من أن ألبس ثوبا مثمنا ، وأدع الفقير والمسكين . قال السيوطي : وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب بن دحية ، مجلدا في المولد النبوي سماه (التنوير في مولد البشير النذير) فأجازه على ذلك بألف دينار   .
قال ابن خلكان : كان أبو الخطاب المذكور، من أعيان العلماء ، ومشاهير الفضلاء ، متقنا لعلم الحديث النبوي وما يتعلق به ، عارفا بالنحو واللغة ، وأيام العرب وأشعارها ... قدم مدينة أربل في سنة أربع وستمائة ، وهو متوجه إلى خراسان فرأى صاحبها ، الملك المعظم ، مظفر الدين بن زين الدين ، مولعا بعمل المولد ، عظيم الإحتفال به ، فعمل له كتابا سماه ( التنوير في مولد السراج المنير) وقرأه عليه بنفسه ، وسمعناه على الملك المعظم في ست مجالس ، في جمادى الآخرة ، سنة خمس وعشرين وستمائة ... توفي سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بالقاهرة   .
ومن صور الإحتفال بالمولد في تلك الأزمان : ما ذكره صاحب إعانة الطالبين ، عن أحد شيوخ بلد الله الحرام ، الشيخ أحمد بن زيني دحلان ، أنه قال : جرت العادة ، أن الناس إذا سمعوا ذكر وضعه  ، يقومون تعظيما له  ، وهذا القيام مستحسن ، لما فيه من تعظيم النبي  ، وقد فعل ذلك كثير من علماء الأمة الذين يقتدى بهم ، قال الحلبي في السيرة : فقد حكى بعضهم أن الإمام السبكي اجتمع عنده كثير من علماء عصره ، فأنشد منشد قول الصرصري :
قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب *****  على ورق من خط أحسن من كتب
وأن تنهض الأشراف عند سماعه  *****   قياما صفوفا أو جثيا على الركب
فعند ذلك قام الإمام السبكي ، وجميع من بالمجلس ، فحصل أنس كبير في ذلك المجلس   .
وقال صاحب نفح الطيب : وكان السلطان أبو حمو ، يحتفل لليلة مولد رسول اللهغاية الإحتفال ، كما كان ملوك المغرب والأندلس في ذلك العصر وما قبله ، ومن احتفاله له : أنه كان يقيم ليلة الميلاد النبوى ، على صاحبه الصلاة والسلام ، بمشورة من تلمسان المحروسة مدعاة حفيلة ، يحشر فيها الناس خاصة وعامة ، فما شئت من نمارق مصفوفة ، وزرابى مبثوثة وبسط موشاة،  ووسائد بالذهب مغشاة،  وشمع كالإسطوانات،  وموائد كالهالات ومباخر منصوبة كالقباب ،  يخالها المبصر تبرا مذاب ، ويفاض على الجميع أنواع الأطعمة ، كأنها أزهار الربيع المنمنمة، تشتهيها الأنفس ، وتستلذها النواظر، ويخالط حسن رياها الأرواح ، ويخامر رتب الناس فيها على مراتبهم ترتيب احتفال ، وقد علت الجميع أبهة الوقار والإجلال ، وبعقب ذلك يحتفل المسمعون بأمداح المصطفى عليه الصلاة والسلام ، ومكفرات ترغب فى الإقلاع عن الآثام ، يخرجون فيها من فن إلى فن ، ومن أسلوب إلى أسلوب ، ويأتون من ذلك بما تطرب له النفوس ، وترتاح إلى سماعه القلوب ، وبالقرب من السلطان خزانة المنجانة ، قد زخرفت كأنها حلة يمانية ، لها أبواب موجفة على عدد ساعات الليل الزمانية ... وكل ذلك ، والسلطان لم يفارق مجلسه الذى ابتدأ جلوسه فيه ، وكل ذلك بمرأى منه ومسمع ، حتى يصلى هنالك صلاة الصبح .
على هذا الأسلوب تمضى ليلة المصطفى  ، فى جميع أيام دولته ، وما من ليلة مولد مرت فى أيامه ، إلا ونظم فيها قصيدا فى مديح مولد المصطفى  .
وذكر ابن بطوطة عن قاضي مكة العالم الصالح العابد : نجم الدين محمد بن الإمام العالم محيي الدين الطبري ، أنه : فاضل ، كثير الصدقات والمواساة للمجاورين ، حسن الأخلاق ، كثير الطواف والمشاهدة للكعبة الشريفة ، يطعم الطعام الكثير في المواسم المعظمة ، وخصوصا في مولد رسول الله  ، فإنه يطعم فيه شرفاء مكة ، وكبراءها ، وفقراءها ، وخدام الحرم الشريف ، وجميع المجاورين  .
كما ذكر ابن بطوطة أن من المراسيم المتعارف عليها ، فتح باب الكعبة الشريفة ، في يوم مولده  ، ورسمهم في فتحه ، أن يضعوا كرسيا شبه المنبر ، له درج وقوائم خشب ، لها أربع بكرات ، يجري الكرسي عليها ويلصقونه إلى جدار الكعبة الشريفة ، فيكون درجه الأعلى متصلا بالعتبة الكريمة ، ثم يصعد كبير الشيبيين وبيده المفتاح الكريم ، ومعه السدنة ، فيمسكون الستر المسبل على باب الكعبة ، المسمى بالبرقع ، خلال ما يفتح رئيسهم الباب ، فإذا فتحه قبل العتبة الشريفة ،ودخل البيت وحده ،وسد الباب وأقام قدر ما يركع ركعتين ، ثم يدخل سائر الشيبيين ، ويسدون الباب أيضا ويركعون ، ثم يفتح الباب ، ويبادر الناس بالدخول ، وفي أثناء ذلك يقفون مستقبلين الباب الكريم ، بأبصار خاشعة ، وقلوب ضارعة ، وأيد مبسوطة إلى الله ، فإذا فتح كبروا   .
وقال الإمام أبو شامة : ومن أحسن ماابتدع في زماننا ، ما يفعل كل عام ، في اليوم الموافق ليوم مولده   ، من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور ...
وقال السخاوي : لازال أهل الإسلام من سائر الأقطار ، والمدن الكبار ، يعملون المولد ، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ، ويعتنون بقراءة مولده الكريم...  .
وقد يقال : إنك لم تذكر كل ما يجري من أفعال الناس في هذه المناسبات ، ومن أفعالهم ، مالايقبله الشرع الحنيف ، كالإختلاط بين الرجال والنساء وماشابه .
والجواب : أن مثل هذه الأمور قد تحصل في بعض البلدان دون سائرها ، فليس كل تلك الإحتفالات تشتمل على ذلك .
وعلى كل حال : فالضابط في هذا الموضوع ، لما يشرع فعله وما لايشرع في هذه المناسبة ، ماذكره ابن حجر العسقلاني قائلا : إن احتفالات المولد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن ، وتجنب ضدها، كان بدعة حسنة ، ومن لا ، فلا، قال : وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت ، وهو ما ثبت في الصحيحين ، من أن النبي  ، قدم المدينة ، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء  فسألهم ، فقالوا : هذا يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى ، فنحن نصومه شكرا لله تعالى . فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين ، من إسداء نعمة ، أو دفع نقمة ، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة ، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة ، كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة ، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي ، نبي الرحمة ، في ذلك اليوم ، وعلى هذا ، فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه ، حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء ، ومن لم يلاحظ ذلك ، لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر ، بل توسع قوم ، فنقلوه إلى يوم من السنة،  وفيه ما فيه . هذا ما يتعلق بأصل عمله ، وأما ما يعمل فيه ، فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى ، من نحو ما تقدم ذكره ، من التلاوة والإطعام والصدقة ، وإنشاد شيء من المدائح النبوية ، والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير ، والعمل للآخرة ، وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو ، وغير ذلك فينبغي أن يقال : ما كان من ذلك مباحا ، بحيث يتعين للسرور بذلك اليوم ، لا بأس بإلحاقه به ، ومهما كان حراما أو مكروها ، فيمنع ، وكذا ما كان خلاف الأولى   .
أقول : وفي هذا المعنى ، قول الإمام أحمد بن حنبل عن الصوفية : لاأعلم أقواما أفضل منهم . قيل : إنهم يستمعون ، ويتواجدون . قال : دعوهم يفرحون مع الله ساعة . قيل فمنهم من يموت ، ومنهم من يغشى عليه . فقال :  ( وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)   .
فجوّز منهم ماكان دافعه السرور بالله عزوجل ، وما زاد فالله يتولى المؤاخذة عليه .
作者: 匿名    时间: 2010-7-4 17:16
المبحث الثاني : التأصيل الشرعي لإحتفال المولد النبوي
المطلب الأول : أدلة المنكرين لمشروعية الإحتفال

يكاد المتتبع لآراء العلماء المتقدمين والمتأخرين ، أن يجزم بأن أول من ثبت عنه الإنكار ، أو الإعتراض على عمل الإحتفال بالمولد النبوي ، هو واحد من اثنين من الأئمة ، أحدهما : الإمام تاج الدين عمر بن علي اللخمي السكندري المشهور بالفاكهاني ، من متأخري المالكية ، وألف في ذلك كتابا سماه ( المورد في الكلام على  عمل المولد) .
وثانيهما : الإمام ابن تيمية الحراني ، شيخ الإسلام .
أما من كان قبلهما ، فلم أجد رواية عن أحد من العلماء تدل على استنكاره ، أو اعتراضه على ذلك .
وقد سبق أن أوردت قول السيوطي وغيره : أن الملك المظفر حين كان يعمل الإحتفال بالمولد ، كان يحضر عنده أعيان العلماء والصوفية ، دون نكير من أحدهم ، أو غيرهم في زمانهم ، على مايفعله ذلك الملك ، أومن سبقه من أهل العلم ، أو من جاء بعده من الولاة والأمراء . وتقدم أن الملك المظفر توفي سنة 630هـ .
لكن أول إشارات الاعتراض صدرت عن هذين الإمامين ، وكلاهما سابق لصاحبه في الزمن . فالفاكهاني ولد سنة 654هـ وقيل سنة 656 هـ ، وتوفي سنة 734هـ    .
وأما ابن تيمية فمولده كان سنة 661هـ ، ووفاته سنة 728هـ    .
فإذا نظرنا الى سنة الولادة ، فالفاكهاني هو أقدم من اعترض ، وإذا نظرنا إلى سنة الوفاة ، يكون ابن تيمية هو أقدم المنكرين .
وسواء أكان المتقدم هذا أو ذاك ، فالفارق بينه وبين الملك المظفر لايقل عن قرن من الزمان ، هذا إذا اعتبرنا أن الملك المظفر هو أول من فعل ذلك ، على الرغم من أن بعض الروايات التي أوردتها تفيد بوجود علماء أفاضل سبقوا الملك المظفر بزمن ، بل ذكر صاحب تفسير أضواء البيان أن هذه الإحتفالات بدأت منذ القرن الرابع الهجري كما تقدم  .
وهذا يعني أن الإجماع انعقد على مشروعية هذه الإحتفالات قبل الفاكهاني وابن تيمية بما لايقل عن ثلاثة قرون أو أكثر من الزمان .
وقد ذكرت هذا الأمر لأن له علاقة بما سأورده من أدلة تؤصل لمشروعية هذا الإحتفال فيما بعد .
وعلى كل حال ، فإن المنكرين لهذه الإحتفالات ، استدلوا على ماذهبوا إليه، بجملة أدلة ، أوردها ، ثم أتبعها بما يسر الله تعالى به من ردود عليها ، قبل أن أسرد الأدلة المؤيدة إن شاء الله تعالى . ومن تلك الأدلة مايأتي :
الدليل الأول : أن اتخاذ موسم غيرالمواسم الشرعية المعروفة ، كالعيدين، وأيام التشريق ، أمر لم يفعله السلف الصالح من هذه الأمة ، في القرون الثلاثة الأولى ، المشهود لها بالخيرية ، وما لم يفعله السلف ، لايجوز فعله . قال ابن تيمية : ( إذ الأعياد شريعة من الشرائع ، فيجب فيها الإتباع لاالإبتداع ، وللنبي خطب وعهود ، ووقائع في أيام متعددة ، مثل يوم بدر، وحنين ، والخندق ،وفتح مكة ، ووقت هجرته ، ودخوله المدينة ، وخطب له متعددة ، يذكر فيها قواعد الدين ، ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ مثال تلك الأيام أعيادا ، وإنما يفعل مثل هذا النصارى ، الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه السلام أعيادا ، أو اليهود ، وإنما العيد شريعة ، فما شرعه الله اتبع ، وإلا لم يحدث في الدين ما ليس منه   .
ولأن رسول الله  لم يفعله ، ولاخلفاؤه الراشدون ، ولاغيرهم من الصحابة ، ولاالتابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة ، وهم أعلم الناس بالسنة ، وأكمل حبا لرسول الله  ، ومتابعة لشرعه ممن بعدهم ، ففعله من البدع المحدثة في الدين ، وقد ثبت عن النبي  أنه قال : (من أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليس منه فَهُوَ رَدٌّ)   أي مردود عليه ، وقال في حديث آخر : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الإمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة )  .
ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع ، والعمل بها ، وقد قال الله سبحانه : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) . وقال عزوجل:
( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)  .وقال سبحانه : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)   و   .

والجواب على ذلك : أن هذا الدليل قائم على أساس أن البدعة ، التي تفضي إلى الضلالة والنار ، هي كل ما لم يفعله رسول الله  ، أو سلفنا الصالح في القرون الثلاثة الأولى ، لأن ذلك زيادة في دين الله ، ليست منه ، وما ليس من دين الله ، فهو مردود على صاحبه .
والحقيقة أن مثل هذا التعريف للبدعة أمر فيه مغالاة ، ومجانبة للصواب من عدة جوانب منها :
أ.  أن السلف الصالح ، ولاسيما الصحابة الكرام ، قد فعلوا أو قالوا أمورا ، لم يكن رسول الله قد فعلها أو قالها، ولم يستأذنوه أولا في فعلها أو الإتيان بها ، وإنما بادروا إلى فعلها ، ثم بعد ذلك علم هو بها ، أو فعلوها بعد وفاته  ، دون علمه بها .والأمثلة على ذلك كثيرة منها :
1 . سنة الوضوء التي أحدثها الصحابي الجليل بلال  ، ولم يكن قد أخبر بها رسول الله  ، ولااستأذنه فيها ، إلى أن قال له يابلال ، حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام ، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة ، قال : ما عملت عملا أرجى عندي ، أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار ، إلا صليت بذلك الطهور ، ما كتب لي أن أصلي)  .
     نعم ، قد تم الإقرار لهذه السنة ، لكن بعد أن أحدثها بلال من                    نفسه أولا . فهل يعد بلال مبتدعا ضالا ؟ حاشا لله .
2 . أخرج عبد الرزاق عن ابن المسيب ، أن رسول الله   قال : ( إن بلالا        يؤذن بليل ... فلما كان ذات ليلة ، أذن بلال ، ثم جاء يؤذن النبي  ، فقيل له : إنه نائم ، فنادى بلال :الصلاة خير من النوم . فأقرت في الصبح )   .
    وفي بعض الروايات قال الزُّهْرِيُّ : وزاد بِلَالٌ في نِدَاءِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ الصَّلَاة
    خَيْرٌ من النَّوْمِ فَأَقَرَّهَا رسول اللَّهِ   )  .
    وفي روايةقال سعيد : فأدخلت هذه الكلمة في التأذين في صلاة الفجر  
    وفي رواية: فقال له النبي  : ما هذا الذي زدت في أذانك قال رأيت منك ثقلةفأحببت أن تنشط فقال اذهب فزده في أذانك
    وفي رواية :  ما أَحْسَنَ هذا يا بِلالُ اجْعَلْهُ في أَذَانِكَ  
    وفي رواية : فلم يكره رسول الله  وأدخله في الأذان .
    وواضح من مجموع هذه الروايات أن بلالا ابتدع وأحدث هذه العبارة ، ومع
    ذلك لم يعنفه رسول الله  ، ولم يبدعه ، ولم ينكر عليه ، ولم يمنع بلالا
     من قولها ، أن رسول الله   لم يكن قد شرعها قبل ذلك . فأين البدعة بالمعنى الذي ذكروه من هذا ؟  ومعلوم أن بلالا ليس من الخلفاء الراشدين حتى يقال : إن ذلك سنتهم التي أمرنا باتباعها .
3.  إقراره  الصحابي على ملازمة قراءة سورة الإخلاص في الصلاة دون غيرها من السور  .
      أخرج البخاري عن أَنَسِ رضي الله عنه :  كان رَجُلٌ من الْأَنْصَارِ يَؤُمُّهُمْ في مَسْجِدِ قُبَاءٍ وكان كُلَّمَا افْتَتَحَ سُورَةً يَقْرَأُ بها لهم في الصَّلَاةِ مِمَّا يَقْرَأُ بِهِ افْتَتَحَ قُلْ هو الله أَحَدٌ حتى يَفْرُغَ منها ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً أُخْرَى مَعَهَا وكان يَصْنَعُ ذلك في كل رَكْعَةٍ فَكَلَّمَهُ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا إِنَّكَ تَفْتَتِحُ بِهَذِهِ السُّورَةِ ثُمَّ لَا تَرَى أنها تُجْزِئُكَ حتى تَقْرَأَ بِأُخْرَى فَإِمَّا تَقْرَأُ بها وَإِمَّا أَنْ تَدَعَهَا وَتَقْرَأَ بِأُخْرَى فقال ما أنا بِتَارِكِهَا إن أَحْبَبْتُمْ أَنْ أَؤُمَّكُمْ بِذَلِكَ فَعَلْتُ وَإِنْ كَرِهْتُمْ تَرَكْتُكُمْ وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ من أَفْضَلِهِمْ وَكَرِهُوا أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ فلما أَتَاهُمْ النبي  أَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ فقال يا فُلَانُ ما يَمْنَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ ما يَأْمُرُكَ بِهِ أَصْحَابُكَ وما يَحْمِلُكَ على لُزُومِ هذه السُّورَةِ في كل رَكْعَةٍ فقال إني أُحِبُّهَا فقال حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ  
     وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَجُلًا سمع رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هو الله أَحَدٌ يُرَدِّدُهَا فلما أَصْبَحَ جاء إلى رسول اللَّهِ  فذكر ذلك له وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا فقال رسول اللَّهِ  وَالَّذِي نَفْسِي بيده إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ .وفي رواية :  أَنَّ رَجُلًا قام في زَمَنِ النبي  يَقْرَأُ من السَّحَرِ قُلْ هو الله أَحَدٌ لَا يَزِيدُ عليها فلما أَصْبَحْنَا أتى رجل النبي    نَحْوَهُ  
      وعن عَائِشَةَ أَنَّ النبي  بَعَثَ رَجُلًا على سَرِيَّةٍ وكان يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ في صلاته فَيَخْتِمُ بـ (قل هو الله أَحَدٌ ) فلما رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلك لِلنَّبِيِّ    فقال سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذلك فَسَأَلُوهُ فقال لِأَنَّهَا صِفَةُ الرحمن وأنا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بها فقال النبي : أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ   .
     وظاهر هذه الروايات أنها في مواقف متغايرة ،لأشخاص مختلفين .
4. عن انس بن مالك قال : قال رسول الله  : يقدم عليكم غدا أقوام ، هم أرق قلوبا للإسلام منكم . قال :فقدم الأشعريون ، فيهم أبو موسى الأشعري ، فلما دنوا من المدينة ، جعلوا يرتجزون يقولون :
غدا نلقى الأحبة  **********   محمدا وحزبه
     فلما أن قدموا ، تصافحوا ، فكانوا هم أول من أحدث المصافحة . وفي رواية أخرى عن أَنَسٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  قال أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ وَهُمْ أَرَقُّ قُلُوباً مِنْكُمْ وَهُمْ أَوَّلُ من جاء بِالْمُصَافَحَةِ . ففعلوها قبل أن تشرع لهم ولم يمنعهم من فعلها أن يقال لهم : أنكم مبتدعة .
5.  عن رِفَاعَةَ بن رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ قال كنا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النبي    فلما رَفَعَ رَأْسَهُ من الرَّكْعَةِ قال سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ قال رَجُلٌ وَرَاءَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فيه فلما انْصَرَفَ قال من الْمُتَكَلِّمُ قال أنا قال رأيت بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ   . وهذا دليل آخر عن الصحابة الكرام أنهم كانوا يبادرون إلى الخير دون انتظار الإذن بذلك ، ولو كانت مبادرتهم ممنوعة لبينها لهم رسول الله   ولامتنعوا من ذلك خوف البدعة المزعومة .
6.   قال البخاري : ( ويذكر أن عمرو بن العاص أجنب في ليلة باردة ، فتيمم وتلا (( وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً))   ، فذكر للنبي ، فلم يعنف    . فهذا الصحابي بادر (ابتدع ) إلى التيمم بدل الغسل من الجنابة بسبب البرد في الحضر ولم يكن مسافرا ، فعل ذلك دون أن يرجع أولا إلى النبي  . فهل يسمى ضالا ؟ حاشا لله ، بل لم يعنفه ، لاعلى فعله ذلك ، ولا على كونه ابتدعه من نفسه، دون أن يوجد فيه نص مسبق.
   
وهناك أمور أخرى فعلها الصحابة بعد وفاة رسول الله  ، لم يفعلها هو في حياته ، ولم يمنعهم من فعلها أنه لم يفعلها ، ومن ذلك :
1.        قول عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان : نعم البدعة هذه . حين جمع الناس في صلاةالتراويح على قاريء واحد   .
2.        جمع المصحف زمن أبي بكر الصديق  ، فقد روى البخاري عن زيد بن ثابت أنه قال : أرسل إلي أبوبكر فقال :إن عمر أتاني فقال :  إِنَّ الْقَتْلَ قد اسْتَحَرَّ يوم الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْمَوَاطِنِ ، فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ من الْقُرْآنِ ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ ، قلت لِعُمَرَ: كَيْفَ تَفْعَلُ شيئا لم يَفْعَلْهُ رسول اللَّهِ  ؟  قال عُمَرُ: هذا والله خَيْرٌ ، فلم يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي حتى شَرَحَ الله صَدْرِي لِذَلِكَ ، وَرَأَيْتُ في ذلك الذي رَأَى عُمَرُ.....  فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ..... قلت: كَيْفَ تَفْعَلُونَ شيئا لم يَفْعَلْهُ رسول اللَّهِ ؟ قال : هو والله خَيْرٌ ، فلم يَزَلْ أبو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حتى شَرَحَ الله صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ له صَدْرَ أبي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما، فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ من الْعُسُبِ وَاللِّخَافِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ ... .
فانظر إلى قول أبي بكر لعمر ، وقول زيد بن ثابت لأبي بكر ( كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله ) ؟ بمعنى أنهم فعلوا أمورا لم يكن لها وجود قبل زمنهما . فهل هم مبتدعون أصحاب ضلالة؟
3.        قتال مانعي الزكاة ، فعله أبو بكر الصديق ، وليس عندنا خبر واحد يدل على أن رسول الله قاتلهم ، أو قتلهم ،  وربما كان هذا هو السبب في عدم موافقة عمر رضي الله عنه أول الأمر على قتالهم ، قال ابن تيمية : فلما توفي رسول الله   ، ارتدت العرب ، قال بعضهم : نصلي ولا نزكي ، وقال بعضهم : نزكي ولا نصلي، فأتيته ـ يقصد عمر رضي الله عنه أتى أبا بكر  ـ  لا آلوه نصحا ، فقلت : يا خليفة رسول الله ، تألف الناس وارفق بهم، فقال لي: أجبار في الجاهلية وخوار في الإسلام ... .
4.        روى ابن أبي شيبة طائفة من الروايات ، تحت عنوان ( الأوائل ) ذكر فيها أول من أحدث بعض الأفعال والسنن في الإسلام ، أذكر منها :
•        عن مجاهد قال : أول من جهر ، أو أول من أعلن التسليم في الصلاة ، عمر بن الخطاب .
•        عن ابن المسيب قال : أول من أحدث الأذان في العيدين معاوية . وعن أبي قلابة قال : أول من أحدث الأذان في العيدين ابن الزبير . ولعل هذا الإختلاف في الروايات من اختلاف المكان لكن في زمن واحد .
•        عن أبي أمامة : أول من صلى الضحى ذو الزوائد .
•        عن الحكم قال : أول من جعل للفرس سهمين ، عمر بن الخطاب ، أشار به عليه رجل من تميم .
•        عن الزهري في اليمين مع الشاهد : بدعة ، وأول من قضى بها معاوية .
•        قيل للزهري : من أول من ورث العرب من الموالي ؟ قال : عمر بن الخطاب .
•        عن الشعبي ، قال : لم يقطع النبي  ، ولاأبو بكر ، ولاعمر ، ولاعلي ، وأول من أقطع القطائع : عثمان ، وبيعت الأرضون في إمارة عثمان .
•        عن طاووس : أول من جلس على المنبر في الجمعة معاوية .
•        عن الشعبي : أول من جعل العشور عمر بن الخطاب .
•        قيل للحسن البصري : من أول من أعتق أمهات الأولاد ؟ قال : عمر .
•        عن النخعي : أول من فرض العطاء ، عمر بن الخطاب ، وفرض فيه الدية كاملة . ورواه عنه مصعب بن سعد أيضا .
•        عن الزهري : أول من قطع الرجل أبو بكر .
•        أول من حصّب المسجد عمر ( أي فرش أرضه بالحصباء ) .
•        عن محرز بن صالح : أن عليا أول من فرق ين الشهود   .  
وهنا قد يعترض على هذا : بأن جمع القرآن الكريم ، وحرب المرتدين ، وما شابه ، هما من سنة الخلفاء الراشدين ، وقد ورد النص بوجوب اتباع سنة الخلفاء الراشدين  .
والجواب :أن هناك روايات عن غير الراشدين أوردناها .
أما الروايات عن الراشدين فتوجيهها: أن السنة هي الطريقة في معناها العام، والمعنى واضح فيما لو اتفق الراشدون  على رأي واحد ، فإننا مأمورون باتباع سنتهم ، لكن كيف يكون العمل بحديث ( عليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء المهديين الراشدين)  فيما لو اختلفت آراء الخلفاء الأربعة ؟
ولاأظن عاقلا يقول : بوجوب اتباعهم مع تناقضهم في الرأي ، لأننا سنجمع بين المتناقضات ، وهذا لايمكن ، فلا يبقى إلا أن يؤول الحديث المذكور ، على وجوب اتباع المنهج ، والطريقة العامة التي كان عليها الخلفاء الراشدون في الإستنباط ، وليس مجرد اتباع رأي خاص بواحد منهم ، في واقعة معينة ، لأننا بذلك سنحكم بعصمتهم ، وكونهم مصدرا من مصادر التشريع ، وهذا غير صحيح لأن التشريع محصور بالله ورسوله ، اللهم إلا إذا أجمعوا فيكون إجماعهم هو المصدر التشريعي ، وليس أقوالهم المتفرقة لأنها حينئذ رأي فقيه تحتاج إلى دليل .
ولو تأملنا قول أبي بكر وعمر عن جمع القرآن الكريم : (هذا والله خير، هو والله خير) لأمكن أن نفهم ، أن المنهج الذي اختطاه للأمة في كل حادثة جديدة يراد معرفة حكمها ، أنها مشروعة ما دامت لاتصطدم بنص  يمنع من فعلها أولا، وتؤدي إلى خير ومصلحة للأمة ثانيا .
ولذلك يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : المحدثات من الأمور ضربان ، أحدهما ماأحدث ، مما يخالف كتابا أو سنة ، أو أثرا ، أوإجماعا ، فهذه البدعة الضلالة ، والثاني ، ماأحدث من الخير ، لاخلاف فيه لواحد من هذا ، وهذه محدثة غير مذمومة )    .
والاحتفال بالمولد ، من هذا القبيل ، فهو لايصادم كتابا ولا سنة ولاإجماعا ، وفيه من الخير ما قد عرف ، كقراءة القرآن ، والصلاة على النبي  ،  وإطعام الطعام ، وما شابه من أعمال الخير . فلا أقل أن يكون من المحدثات غير المذمومة ، ولذلك يقول ابن تيمية عنه : ( هذا لم يفعله السلف ، مع قيام المقتضي وعدم المانع )   . ومعنى عدم المانع : عدم وجود ما يمنع من فعله شرعا ، فهو ليس من باب الشر ولا يخالف كتابا ولاسنة ولاإجماعا، فكيف يكون بعد ذلك ضلالة ؟   .
ب . ولو جاز القول : بأن البدعة المحرمة، هي كل ما لم يفعله السلف ، لبطل باب المصلحة المرسلة في التشريع وأصول الفقه ، بينما
َصَحَّ أَنَّ عَلِيًّا كان يُضَمِّنُ الْقَصَّارَ وَالصَّوَّاغَ وقال لاَ يُصْلِحُ الناس إِلاَّ ذلك   وهو استدلال بالمصلحة على حكم لم يفعله من سبقه .
ولبطل أيضا العرف الصحيح والإستصحاب في التشريع ، وكل ذلك ثابت في شرع الله ، لاسبيل إلى رده ، فلا يسمى الأمر الجديد بدعة ، إلا إذا خالف ما ثبت في دين الله ، وناقض النصوص المقدسة ، من قرآن أو سنة ، وهذا عين ماقال سبحانه وتعالى وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)   . فما لم يأمرنا به ، ولم ينهنا عنه ، لايدخل ضمن الآية . وكذا قوله سبحانه فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)   . فمن فعل شيئا لم ينه عنه الشارع ، لم يدخل نطاق هذه الآية . ولذلك ابتدع المسلمون التصانيف في جميع العلوم النافعة ، الشرعية وغير الشرعية ، على اختلاف فنونها ، وافترضوا المسائل التي لم تقع ، ووضعوا الحكم الشرعي لها ، وتكلموا في تفسير القرآن الكريم بالرأي المنضبط باللغة ، وصنفوا كتب السير ، والكلام على الأسانيد والمتون ، ووضعوا علم النحو والمعاني والبيان ، والأوزان ، وباقي العلوم التي تعين على معرفة أحكام الله تعالى ، ومعاني كتابه ، وسنة رسوله  ، وكل ذلك لم يرد فيه أمر خاص بجزئياته ، ولا يلزم من فعله محذور شرعي باتفاق الجميع .
أما قوله  من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) ، فمعناه أن من أحدث ما ليس له أصل في ديننا فهو مردود ، لأن المراد من ( أمرنا ) هو ديننا بدليل أن هذا الحديث ورد برواية أخرى هي (من أحدث في ديننا ما ليس منه...) أورده كذلك البغوي والنووي وابن تيمية وابن رجب الحنبلي وغيرهم     . قال صاحب التقرير والتحبير : يجوز أن يكون المراد بالأمر هنا دينه وشرعه كما في الحديث الصحيح ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) بدليل ما في لفظ آخر له ( من أحدث في ديننا ما ليس فيه فهو رد)     .
وقال ابن رجب الحنبلي : والمراد بأمره ههنا دينه وشرعه ... فمن كان عمله جاريا تحت أحكام الشريعة موافقا لها فهو مقبول ومن كان خارجا عن ذلك فهو مردود   .
ولاأعتقد أن الإحتفال بالمولد المبني على محبة النبي  ، ليس له أصل في الدين ، فالمحبة له واجبة ، قال  لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)  وإطعام الطعام من أفضل القربات ، وفي الحديث : ( أن رجلا سأل النبي  : أي الإسلام خير ؟ قال : تطعم الطعام ... ) فضلا عن تلاوة القرآن الكريم ، والصلاة على رسول الله  ،
وسيأتي في الأدلة الدالة على أصل الإحتفال ، أن رسول الله كان يحتفل بمولده بصيام يوم الإثنين .
بل حتى كثير من المدائح النبوية التي لامغالاة فيها ، ليس فيها خروج عن السنة القويمة ، فقد مدح رسول الله  من شعراء معروفين وأقر ذلك وأكرم بعضهم ، فكيف يقال بعد ذلك : إن الإحتفال بدعة مردودة ليس عليه أمرنا ؟ .
ج. ولعل سكوت النبي عن أشياء ، في كثير من الأوقات، وعدم تشريعه لها ، كان خوفا منه أن تفرض على الأمة ، فلا يقال بعد ذلك : إنها بدعة ، ضلالة . فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( إن كان رسول الله ليدع العمل ، وهو يحب أن يعمل به ، خشية أن يعمل به الناس ، فيفرض عليهم ، وما سبح رسول الله  سبحة الضحى قط ، وإني لأسبحها )    .
فهل يصح أن يسمى عمل أعرض عنه رسول الله  بدعة ، وهو يحب أن يعمله ، لكن منعه من ذلك الخوف من فرضه على الناس ؟ فكيف يحب رسول الله البدع والضلال ؟ .
ثم هذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، تفعل ما لم يفعله رسول الله  ، حسب قولها ، فهل وقعت في الضلال ؟
وعن أبي أمامة قال : أول من صلى الضحى رجل من أصحاب رسول الله  ، يكنى بأبي الزوائد   . قال السيوطي : وقد تأولوا هذا الأثر على أنه أول من صلاها في المسجد جماعة كما تصلى التراويح   .
وعن مجاهد قال : دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد ، فإذا عبدالله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة ، والناس يصلون الضحى في المسجد فسألناه عن صلاتهم فقال : بدعة ...  . قال القاضي عياض والنووي كلاهما في شرح مسلم : مراده أن إظهارها في المسجد بدعة ، والإجتماع لها هو البدعة . قال النووي : أو يقال : المواظبة عليها بدعة ، لأن النبي  لم يواظب عليها ، خشية أن تفرض  .
ومع كل ذلك ، يقول ابن عمر : لقد قتل عثمان ، وما أحد يسبحها ، وماأحدث الناس شيئا أحب إلي منها   .
فهل تستحب مثل هذه البدع ، لولا أنها خير ؟ ولاأظن الإحتفال بالمولد إلا من هذا القبيل .ولهذا السبب ، يجب أن نفهم ما دفع شيخ الإسلام ابن تيمية ، إلى القول في حق من احتفل بالمولد (( محبة للنبي ، وتعظيما له ، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والإجتهاد ... ثم يقول : إذا كان في البدعة نوع من الخير ، فعوض عنه من الخير المشروع بحسب الإمكان ... ولاينبغي لأحد أن يترك خيرا ، إلا إلى مثله ، أو إلى خير منه ))   .
فكيف يجوز أن يحصل فاعل البدعة على الثواب ، والبدعة ضلالة ، والضلالة هي وصاحبها في النار ؟ .
والأمثلة كثيرة ، وقد تطول ، على ما أحدثه الصحابة من أمور تعبدية ليس لها مثيل سابق في عهد النبي  ، فالأذان الأول للجمعة زمن عثمان ، والزيادة على أربعين جلدة في حد الخمر، وإيقاع التطليقات الثلاث بلفظ واحد، زمن عمر  ، وكثير من هذا القبيل مما لايخفى على متتبع .
د.عن أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله  قال : ( إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدودا فلا تعتدوها ، وسكت عن كثير عن غير نسيان ، فلا تكلفوها ، رحمة من الله فاقبلوها )   .
وفي رواية : عن أبي ثعلبة قال : إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدودا فلا تعتدوها ، ونهى عن أشياء فلاتنتهكوها ، وسكت عن أشياء رخصة لكم ، ليس بنسيان ، فلا تبحثوا عنها    .
وفي رواية : عن أبي الدرداء مرفوعا : ( ما أحل الله فهو حلال ، وما حرم فهو حرام ، وما سكت عنه فهو عفو ، فاقبلوا من الله عافيته ، فإن الله لم يكن لينسى شيئا )    .
وعن سلمان أنه سئل عن الجبن والسمن والفراء فقال : ( الحلال ما أحل الله في كتابه ، والحرام ما حرم الله في كتابه ، وما سكت عنه ، فهو مما عفا عنه )   .
وإذا كان الإحتفال بالمولد لم يؤمر به ، ولم ينه عنه ، فيكون ضمن المسكوت عنه ، المرخص فيه . والمعنى واضح جدا .
هـ. وبناء على ما مر من أمثلة ، أصبح من المهم جدا التمييز في البدع بين ما يبتدع في العقائد ، وما يبتدع في الفقه ( الأحكام العملية : العبادات والمعاملات ) ، فالفرق شاسع كبير .
فإن من المتفق عليه ، أن الإبتداع في مسائل العقائد شر وضلال ، ولايسامح فاعله إلا بالتوبة ، ولا يثاب ، قال تعالى وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )   .
وقال : (فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)   .
ولذلك غضب رسول الله  على الصحابة لما تراجعوا في القدر ، ونهاهم عن الخوض فيه مرة أخرى   . وضرب عمر رضي الله عنه صبيغ بن عسيل على رأسه ، حتى أدماه ، لأنه سأل عن متشابه القرآن الكريم   .
لكن الأمر مختلف في أبواب الفقه ومسائله ، فالمجتهد مأجور وإن أخطأ ، ولايعنف ، ولايبدّع إن اجتهد فأداه اجتهاده إلى حكم جديد لم يسبق له ، مادام أن له مسوغا . ولاشك أن العبادات باب من أبواب الفقه ، لأن علم الفقه يشتمل على الأحكام العملية الشرعية ، وهي : ( العبادات ، والمعاملات ) . والإحتفال بالمولد عمل عبادي ، لادخل له بالعقيدة . قال ابن تيمية : ( الأعياد شريعة من الشرائع )  . فقال : شريعة ، ولم يقل عقيدة . ولو قلنا بأن البدعة الضلالة تنطبق على أبواب العبادات بالمعنى العام ، لكان الصحابة مبتدعة فيما عملوه من عبادات جديدة فيما أوردناه عنهم من أمثلة ، كيف ؟ وهم أبعد الناس عن البدع ، وأشدهم تمسكا بالسنة الصحيحة .
وعلى فرض أن المحتفلين بالمولد على خطأ ، فلا يصح نعتهم بالمبتدعة ، ولايوصف فعلهم بالضلال ، لأن الضلالة في بدع العقائد ، وما عداها قد تذم وقد تحمد ، وتذم إن تعارضت مع نص أو إجماع ، كما ذكر الإمام الشافعي ، وما عداه فهو خير ، ولا يوصل إلا إلى خير .
قال الخطابي  في شرح حديث ( كل محدثة بدعة ) : هذا خاص في بعض الأمور دون بعض ، وهي شيء أحدث على غير مثال ، أو أصل من أصول الدين ، وعلى غير عبادته وقياسه ، وأما ماكان منها مبنيا على قواعد الأصول ، ومردودا إليها فليس بدعة ولا ضلالة    .
وقال ابن حجر الهيتمي : والحاصل أن البدعة الحسنة ، متفق على ندبها ، وعمل المولد ، واجتماع الناس له كذلك ،( أي بدعة حسنة )  .
و.وأما قول المنكرين للإحتفال بالمولد : إن ذلك يعني إحداث عيد جديد في
الإسلام ، لادليل عليه ، والأعياد توقيفية ، لايجوز مجاوزتها  . قال ابن تيمية : (إذ الأعياد شريعة من الشرائع فيجب فيها الاتباع لا الابتداع وللنبي  خطب وعهود ووقائع في أيام متعددة مثل يوم بدر وحنين والخندق وفتح مكة ووقت هجرته ودخوله المدينة وخطب له متعددة يذكر فيها قواعد الدين ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ مثال تلك الأيام أعيادا وإنما يفعل مثل هذا النصارى الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه السلام أعيادا أو اليهود وإنما العيد شريعة فما شرعه الله اتبع وإلا لم يحدث في الدين ما ليس منه )  .
والجواب : أن مسألة الأعياد من المسائل التي فصل رسول الله  الكلام فيها ، فحرم ما كان منها محرما ، وشرع ما كان منها مشروعا ، ولاشك أن بيانه في مثل هذه الأحوال يجب أن يكون كاملا ، إذ لايجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ، فلو بقي من الأعياد وراء ذلك عيد محرم لذكره ، وحذر منه ، فلا يعني سكوته بعد ذلك عن عيد آخر إلا الجواز (أي لنا الحرية في فعله أو عدم فعله ) .
1.        فعن أنس قال : قدم النبي  المدينة ، ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : ( قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما ، يوم الفطر ، ويوم الأضحى )   . فشرع عيدي الفطر والأضحى .
2.        عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله  يقول يوم الجمعة عيد ... )   . وهنا شرع عيد الجمعة . ويؤيده كذلك :
3.        قوله  عن يوم الجمعة حين وافق يوم عيد قد اجتمع في يومكم هذا عيدان ، فمن شاء أجزأه من الجمعة ، وإنا مجمعون )  
4.        عن أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ   : ( لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا ، ولا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا ، وَصَلُّوا عليّ ، فإن صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ )     . قال المناوي : معناه النهي عن الاجتماع لزيارته اجتماعهم للعيد إما لدفع المشقة أو كراهة أن يتجاوزوا حد التعظيم وقيل العيد ما يعاد إليه أي لا تجعلوا قبري عيدا تعودون إليه متى أردتم أن تصلوا علي فظاهره منهي عن المعاودة والمراد المنع عما يوجبه وهو ظنهم بأن دعاء الغائب لا يصل إليه ويؤيده قوله : (وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ) أي لا تتكلفوا المعاودة إلي فقد استغنيتم بالصلاة علي.   
فنهى في هذا الحديث عن نوع من أنواع الأعياد الممنوعة شرعا . ولو كان هناك نوع آخر من الأعياد المحرمة لبينه . فدل سكوته على جواز ما عداه . ولذلك ساغ للصحابة الإحتفال بأيام أخرى أخذت معنى العيد وتزيت بزيه .
قال القرطبي : قيل ليوم الفطر والأضحى عيدا : لأنهما يعودان كل سنة . وقال الخليل : العيد كل يوم يجمع ، كأنهم عادوا إليه . وقال ابن الأنباري : سمي عيدا : للعود في المرح والفرح ، فهو يوم سرور الخلق كلهم . وقال ابن حجر العسقلاني عن حديث (دعهما فإنها أيام عيد ): أي يوم سرور شرعي ، فلا ينكر فيه مثل هذا كما لاينكر في الأعراس    .
فإذا لم ينكر الفرح (الذي هو بمعنى العيد) في عرس أي إنسان عادي ، فكيف ينكر ذلك المعنى في الفرح بمولد سيد ولد آدم ؟ . ولذلك سمى الصحابة أياما أخرى عيدا :  
فقد روى البخاري عن عمربن الْخَطَّابِ ( أَنَّ رَجُلًا من الْيَهُودِ ، قال له: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، آيَةٌ في كِتَابِكُمْ تقرؤونها ، لو عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ ، لَاتَّخَذْنَا ذلك الْيَوْمَ عِيدًا ، قال : أَيُّ آيَةٍ ؟ قال : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا )  قال عُمَرُ: قدعَرَفْنَا ذلك الْيَوْمَ ، وَالْمَكَانَ الذي نَزَلَتْ فيه على النبي   ، وهو قَائِمٌ بِعَرَفَةَ ، يوم جُمُعَةٍ )   .  وذكرابن حجر العسقلاني أنه جاء في رواية الطبري قول عمر لليهودي : (نزلت يوم جمعة يوم عرفة ، وكلاهما بحمد الله لنا عيد) وعند الطبراني ، (وهما لنا عيدان)    . فهذا عمر رضي الله عنه يقر كون يوم عرفة عيدا .
قال ابن حجر العسقلاني : فإن العيد مشتق من العود ، وقيل له ذلك : لأنه يعود في كل عام ، وقد نقل الكرماني عن الزمخشري ، أن العيد هو السرور العائد ، وأقر ذلك ، فالمعنى : أن كل يوم شرع تعظيمه ، يسمى عيدا .....فلا يمنع أن يتخذ عيدا ، ويعظم ذلك اليوم من أوله ، لوقوع موجب التعظيم في أثنائه     .
وأصرح من ذلك أيضا :ما رواه الترمذي عن عَمَّارِ بن أبي عَمَّارٍ ، قال : قَرَأَ ابن عَبَّاسٍ ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا)   وَعِنْدَهُ يَهُودِيٌّ فقال ، لو أُنْزِلَتْ هذه عَلَيْنَا لَاتَّخَذْنَا يَوْمَهَا عِيدًا ، قال ابن عَبَّاسٍ: فَإِنَّهَا نَزَلَتْ في يَوْمِ عِيدٍ ، في يَوْمِ جُمْعَةٍ ،وَيَوْمِ عَرَفَةَ . قال أبو عِيسَى :هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ من حديث ابن عَبَّاسٍ وهو صحيح  
قال ابن حجر العسقلاني : فظهر أن الجواب تضمن أنهم اتخذوا ذلك اليوم عيدا وهو يوم الجمعة ، واتخذوا يوم عرفة عيدا ، لأنه ليلة العيد .   
وعندما أتي عمر بكنوز كسرى بكى ، فقال له عبدالرحمن بن عوف : ما يبكيك ياأمير المؤمنين ؟ فوالله إن هذا ليوم شكر ، ويوم سرور ، ويوم فرح ...    .
فيوم النصر على الأعداء يوم عيد أيضا ، وكذا يوم الهجرة ، ويوم المولد ، كل ذلك لابأس بتسميتها أعيادا بإذن الله تعالى .
بل ورد في الحديث تسمية شهر رمضان وشهر ذي الحجة عيدا ، روى  البخاري ومسلم عن عبدالرحمن بن أبي بَكْرَةَ عن أبيه  عن النبي  قال : شَهْرَا عِيدٍ لاينقصان ، رَمَضَانُ وَذُو الْحَجَّةِ    .
فتخصيص يوم بالفرح أو العبادة أو الذكر غير الأيام المنصوص عليها لايعد مخالفة ، لعدم النص على المنع من ذلك ولذلك كان ابن مسعود يذكّر الناس كل خميس ، فقال له رجل : ياأبا عبدالرحمن ، لوددت أنك ذكرتنا كل يوم ، قٌال : أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم ، وإني أتخولكم بالموعظة ، كما كان النبي  يتخولنا بها ، مخافة السآمة علينا    .
وروى ابن تيمية عن عبد العزيز بن محمد الداروردي قال : رأيت رجلا من أهل المدينة يقال له : محمد بن كيسان ، يأتي إذا صلى العصر من يوم الجمعة ، ونحن جلوس مع ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، فيقوم عند القبر  ، فيسلم على النبي  ، ويدعو حتى يمسي ، فيقول جلساء ربيعة : انظروا إلى ما يصنع هذا ، فيقول : دعوه فإنما للمرء ما نوى .
وهذه الحكاية قد يتمسك بها على الطرفين ، فإنها تتضمن أن الذي فعله هذا الرجل ، أمر مبتدع عندهم ، لم يكن من فعل الصحابة ولا غيرهم من علماء أهل المدينة ، وإلا لو كان هذا أمرا معروفا من عمل أهل المدينة ، لما استغربه جلساء ربيعة وأنكروه ...
ثم إن جلساء ربيعة وهم قوم فقهاء علماء ، أنكروا ذلك ، وربيعة أقره ، فغايته أن يكون في ذلك خلاف ، ولكن تعليل ربيعة له : بأن لكل امرئ ما نوى ، لا يقتضي الإقرار على ما يكره ، فإنه لو أراد الصلاة هناك لنهاه وكذلك لو أراد الصلاة في وقت نهي ، وإنما الذي اراده ربيعة والله أعلم ، أن من كانت له نية صالحة أثيب على نيته ، وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع ، إذا لم يتعمد مخالفة الشرع .فهذا الدعاء وإن لم يكن مشروعا لكن لصاحبه نية صالحة قد يثاب على نيته   .
ورحم الله أبا الطيب محمد بن إبراهيم السبتي ، الفقيه المالكي المتوفى سنة 695هـ  نزيل قوص ، وأحد العلماء العاملين ، فإنه كان يجتاز إلى الكتاتيب في يوم المولد النبوي ، فيقول للمعلمين : يافقيه ، هذا يوم سرور ، اصرف الصبيان ، فيصرفونهم    .

الدليل الثاني للمنكرين : أن عمل المولد لو كان خيرا محضا ، أو راجحا ، لكان السلف  أحق به منا ، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله  وتعظيما له منا ، وهم على الخير أحرص ، وإنما كمال محبته وتعظيمه ، في متابعته ، وطاعته ، واتباع أمره ، وإحياء سنته باطنا وظاهرا ، ونشر ما بعث به ، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان ، فإن هذه طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، والذين اتبعوهم بإحسان   .
ومثل هذا الكلام مردود أيضا : فإن القرآن الكريم أبطل هذا المذهب ، فقال تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْراً مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ)   . فادعوا أنهم حازوا كل الخير ، ولو كان الإسلام خيرا لحازوه قبل غيرهم . وكذا هنا ،لايصح هذا القول ، فالصحابة رضي الله عنهم قالوا عن بعض آرائهم أنها خطأ ، ومعلوم أن الخطأ ليس من الخير ، فقد كان أحدهم إذا أراد أن يفتي يقول : سأقول رأيي ، فإن كان صوابا فمن الله ، وإن كان خطأ ، فمني ومن الشيطان ، والله ورسوله بريئان. قال ذلك أبو بكر الصديق في الكلالة ، وقال نحوها ابن مسعود في المرأة التي توفي عنها زوجها ، ولم يكن فرض لها صداقا ، ولم يدخل بها ، وقال مثل ذلك: عمر وابن عمر وغيرهم   .  
فليس من الضروري أن يحوز الأنسان كل الخير، ولايفوته شيء منه ، وكذا أهل عصر دون غيرهم ، قال  ابن حجر العسقلاني عن قوله  :  ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة ، من يجدد لها دينها )  :  لا يلزم ان يكون في رأس كل مائة سنة واحد فقط ، بل يكون الأمر فيه كما ذكر في الطائفة ، ... فإن اجتماع الصفات المحتاج إلى تجديدها ، لا ينحصر في نوع من أنواع الخير ، ولا يلزم أن جميع خصال الخير كلها في شخص واحد    .
فلايلزم أن يحوز أهل عصر كل الخير ، ولايفوتهم منه شيء ، فقد ذكرنا سابقا ، أن المسلمين أحدثوا من الأمور التي فيها خير كثير للأمة ، وللدين ، ما لم يفعله من سبقهم ، كتصنيف الكتب ، وافتراض المسائل ، ووضع الحلول لها قبل حصولها ، مما نفع من أتى بعدهم النفع الكبير ، ووضعوا علوما لم تكن معروفة عند من قبلهم ، كعلم النحو والمعاني والبيان والأوزان ، ولايسعنا أن نقول: إن هذه الأمور لو كانت خيرا ، لسبقهم إليها الصحابة الكرام ، فسبحان من تفرد بالكمال ، واتصف غيره بالنقص ، وقد قال تعالى وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)     
فما وصلوا إليه بعلمهم ، لم يكن كل شيء ، وقد أخبر القرآن الكريم عن كثير من المعلومات ، أنها لن تفهم أو تعلم ، إلا بعد حين . قال تعالى : (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)  .
وقال : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )   .
فليس من الصواب القول : بأن الصحابة عرفوا كل شيء ، ولم يفتهم أي شيء، لكن يقال : عرفوا ما كان في زمانهم ، وما يلائم عصرهم ، ولم يفتهم منه شيء ، لكن أبواب العلم كثيرة ، وأبواب الخير واسعة ، ولعلهم كان لديهم ما يشغلهم بشكل أكبر من شغلهم بالمولد ، ومعلوم أننا يجب أن نأخذ بفقه الأولويات ، فمهمة نشر الدين ، والدعوة إلى الله ، في بداية الإسلام ، كانت أكبر وأعظم ، من كل شيء سواها ، كما كانت الدعوة إلى التوحيد فقط ، هي الأهم والأولى في العهد المكي ، قبل العهد المدني من تاريخ الدعوة ، ولذلك كان فيها فإن الله حرم على النار أن تأكل من قال لاإله إلا الله يبتغي بها وجه الله ) قال ابن شهاب الزهري : أدركنا الفقهاء وهم يرون أن ذلك كان من قول رسول الله  قبل أن تنزل موجبات الفرائض في القرآن     .
فليس هناك أهم من ذلك في تلك المرحلة .
ولعل المسلمين بعد أن استقرت دولتهم ، وقويت شوكتهم في العصور اللاحقة ، صار لديهم مايشبه الترف الديني والفكري والعملي ، فقالوا وعملوا ما لم يقله الصحابة والتابعون ولم يعملوه ، لكن ليس بدافع المخالفة ، وإنما بدافع الوصول إلى الكمال . والله تعالى أعلم .

الدليل الثالث : قال تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً)   .
فالله تعالى قد أكمل لنا الدين ، وإحداث مثل هذه الموالد ، يفهم منه أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة ، وأن الرسول  لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به ، حتى جاء هؤلاء المتأخرون ، فأحدثوا في شرع الله سبحانه ، ما لم يأذن به ، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم ، واعتراض على الله سبحانه ، وعلى رسوله  ، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين ، وأتم عليهم النعمة ، والرسول  قد بلغ البلاغ المبين ، ولم يترك طريقا يوصل إلى الجنة ، ويباعد من النار ، إلا بينه للأمة ، وقد صح عنه قوله : ( لم يكن نبي قبلي ، إلا كان حقا عليه ، أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم )   . ومعلوم أن نبينا  ، هو أفضل الأنبياء وخاتمهم ، وأكملهم بلاغا ونصحا ، فلو كان الإحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه ونبيه  للأمة ، لفعله في حياته ، أو فعله أصحابه ، فلما لم يقع شيء من ذلك ، علم أنه ليس من الإسلام في شيء ، بل هو من المحدثات التي حذر منها أمته    .
والجواب على ذلك : أن المقصود بإكمال الدين ،إكمال العقائد والأحكام الأساسية ، قال القرطبي : وقيل: ( أكملت لكم دينكم) بأن أهلكت لكم عدوكم وأظهرت دينكم على الدين كله كما تقول قد تم لنا ما نريد إذا كفيت عدوك . وقد نزل بعد ذلك قرآن كثير ونزلت آية الربا ونزلت آية الكلالة إلى غير ذلك وإنما كمل معظم الدين وأمر الحج إذ لم يطف معهم في هذه السنة مشرك ولا طاف بالبيت عريان ووقف الناس كلهم بعرفة     .
روى الطبري عن ابن عباس قوله:( اليوم أكملت لكم دينكم) وهو الإسلام قال: أخبر الله نبيه والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا ، وقد أتمه الله عز ذكره فلا ينقصه أبدا وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدا .      وقال قتادة :أخلص الله لهم دينهم ونفى المشركين عن البيت   .
وإنما ينصرف الذهن إلى معنى العقيدة دون غيرها ، لأن القرآن الكريم كثيرا ما يستعمل كلمة الدين في العقائد ، نظير ذلك قوله تعالى : ( ولاتكونوا من المشركين مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)   
وقوله أيضا :( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)   .
ومعلوم أن الإختلاف في الفروع الفقهية أمر مشروع ،  لكن الإختلاف في الأصول والعقائد أمر محرم في شرع الله تعالى . ولذلك تحمل هذه الآيات على الخلاف العقائدي المحرم ، وهذا دليل على أن كلمة ( الدين ) هي العقيدة . فقد جرى الإختلاف في الفروع الفقهية زمن رسول الله ، بين الصحابة الكرام ، وأقرهم جميعا ، ولم ينكر عليهم ، في حوادث مشهورة   . لكن ورد النهي عن الإختلاف في الأصول ومنها العقائد المقصودة بكلمة( الدين ) وعلى هذا فمعنى الآية : (أكملت لكم دينكم ) أي عقيدتكم . والله تعالى أعلم .
وقد سبق أن قررنا أن الإحتفال بالمولد ، من باب الفروع الفقهية ، وليس من باب العقائد ، وبالتالي فلا مصادمة بينه وبين هذه الآية . ولو حملنا هذه الآية على جميع الدين عقيدة وشريعة ، أصولا وفروعا ، لما جاز لمجتهد أن يحدث حكما ، أو يفتي في مسألة جديدة إلا بالتحريم والمنع منها ، لأن الدين قد كمل ، وهذا خطأ فادح لايقبله شرع الله ، وإلا لانتهى الفقه ، وانغلق باب الإجتهاد .
ثم إن الآية لم تكن آخر القرآن نزولا ، فقد نزل بعدها آيات تحمل أحكاما فقهية عملية ، فلا يصح حملها على الفروع الفقهية بحال لأن ذلك مناقض للواقع .
أما الحديث الذي أوردوه ، وقولهم : إن إحداث المولد معناه : أن الرسول  لم يبلغ الدين كاملا ، ولو كان ذلك من أبواب الخير لذكره رسول الله .
والجواب على ذلك : أن أبواب الخير كثيرة ، وأدنى الخير أن يكون الشيء مباحا ، قال تعالى عن رسوله  : ( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ )   . والطيبات لا بد أنها من الخير ، وإحلالها تشريع لها .
كما أنه من المعلوم ، بأن ماطلب الشارع الإتيان به درجات ، أعلاها : ماأوجبه ، ويأتي بعده مااستحب فعله ، وآخر المطلوب إتيانه ، ماأباحه . وقد قررنا سابقا بأن الله تعالى فرض فرائض ، وألزمنا بعدم تضييعها ، ونهى عن أشياء ، وألزمنا اجتنابها ، وسكت عن أشياء ، من غير نسيان ، وإنما رحمة بنا ، لئلا يكلفنا ما لانطيق ، وترك الأمر فيها إلينا ، فهي من المباح ، ولو كانت شرا أو تفضي إلى شر لحرمها ، ولعل الإحتفال بالمولد مما سكت عنه ، ولم يأمر به أو ينهى عنه ، فيكون مباحا ، والمباح داخل في المطلوب فعله ، لأنه أدنى درجات التكليف . فسكوته  بحد ذاته تشريع بإباحة ما سكت عنه ، كما في سكوته على ما يفعل بحضره فإنه يعد إقرارا له .
ومن المعلوم عند علماء الأصول ، أن الحكم التكليفي ، يقتضي طلب الفعل أو طلب الكف عنه أو التخيير بين الفعل والترك . قال الآمدي عن أقسام الحكم التكليفي : وإن لم يكن متعلقا بخطاب الإقتضاء ، فإما أن يكون متعلقا بخطاب التخيير ، أو غيره ، فإن كان الأول : فهو الإباحة ، وإن كان الثاني ، فهو الحكم الوضعي   .
أي أنه يقسم الحكم إلى ثلاثة أقسام : حكم اقتضائي : وهو مايقتضي طلب الفعل ، أو الكف عنه ، وحكم تخييري ، وهو ما يقتضي التخيير بين الفعل والترك ، وحكم وضعي ، وهو جعل شيء سببا لشيء ، أو شرطا له ، أو مانعا منه   .
وبالتالي : فاحتفال المولد شرعه الشارع بإباحته ، وتشريعه ، بناء على سكوت الله ورسوله  عنه ، فبعد ذلك لايصح أن يقال : لو كان من أبواب الخير لدلنا عليه رسول الله  ، فإن سكوته عنه دلالة إشارية إلى جواز فعله ، ولو كان شرا لنهى عنه ، لأن الشيء إما أن ينسب إلى الخير أو ينسب إلى الشر ، ليس بينهما شيء آخر . فلما لم يمنع منه رسول الله  ، علم أنه ليس من الشر ، فلزم أن يكون من الخير ، وشرعنا كله خير .
الدليل الرابع :أن الإحتفال بالمولد ، يدخل ضمن التشبه بأهل الكتاب ، من اليهود والنصارى ، في أعيادهم ، فهو ليس من دين الإسلام في شيء   .
قال ابن تيمية : وإنما يفعل مثل هذا النصارى الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه السلام أعيادا ، أو اليهود ، ... وكذلك ما يحدثه بعض الناس ، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي  ، وتعظيما له .   وقد صح في الحديث قوله  : ( إياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك من كان قبلكم ، الغلو في الدين )  .وقال  :( لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ...)  
والجواب : لاشك أن الله ورسوله  نهيا الأمة عن التشبه بأهل الكتاب ، وجاء الأمر بمخالفتهم ، لكن يبدو أن هذا النهي أو الأمر ليس على إطلاقه ، فإن المقصود بالتشبه المنهي عنه ، فعل مااختص به أهل الكتاب ، وعرفوا به دون غيرهم ، أم ما كان عاما عندهم وعند غيرهم ، فله حكم آخر ، فأهل الكتاب يؤمنون بالله ، ونحن نؤمن ، واليهودي أو المسيحي المتدين يطلق لحيته ، والمسلم كذلك ، ولايسمى هذا تشبها . والضابط في هذا : أن الأمر إن كان فيه خير ، وقصد به وجه الله تعالى ، أو إصلاح الدين ، أو اقتضته عقيدتنا الصحيحة ، فلا مانع منه إنشاء الله تعالى . ولنا في رسول الله أسوة حسنة ، فقد صح عن ابن عباس أنه قال : قدم النبي المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء ، فقال : ماهذا ؟ قالوا : هذا يوم صالح ، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم ، فصامه موسى . قال : أنا أحق بموسى منكم ، فصامه ، وأمر بصيامه  . وفي رواية : فقالوا : هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ، ونحن نصومه تعظيما له ، فقال رسول الله  : نحن أولى بموسى منكم ، ثم أمر بصيامه   .
وعن أبي موسى الأشعري قال : كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا ، قال النبي : فصوموه أنتم   .
كماصح عن ابن عباس أيضا : أن النبي كان يسدل شعره ، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم ، وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم ، وكان النبي  يحب موافقة أهل الكتاب ، فيما لم يؤمر فيه بشيء ، ثم فرق النبي  رأسه   .
فهل صيامه  عاشوراء ، يعد تشبها باليهود ؟ أم أنه رأى أن في  الأمر احتفالا بموسى عليه السلام ، وفرحا بنصره ، وأن ذلك اليوم ، يوم من أيام الله التي أعز فيه الإيمان وخذل الشرك ، وهو معنى مقبول شرعا ، كما قال تعالى :      ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُون بنصر الله)   . فإذا وافق ذلك العمل المشروع ، ماكان عند اليهود ، فهي محض موافقة غير مقصودة ، وإنما جاءت بدافع شرعي ، هو إظهار حب موسى وولائه ، ولايبطلها أن اليهود يعملون مثل ما عملنا . ومن هذ الباب قوله  : ( ...وَالْجِهَادُ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَنِي الله إلى أَنْ يُقَاتِلَ آخِرُ أُمَّتِي الدَّجَّالَ لَا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ ولا عَدْلُ عَادِلٍ ...)   . وفي رواية      : ( واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا )  ومعناه أن حكم الجهاد باق على الأمة لايبطله كون القائد أو الإمام فاجرا أو غير ذلك ،  فلايسقط بفسق الإمام أو جوره . وكذا هنا ، إذا كان الفعل خيرا فهو مشروع لنا ، ولايبطله فعل الكافر له.
وأما الحديث الثاني : فواضح فيه أن رسول الله  ، لما سدل شعره أراد مخالفة المشركين ، لأن فرق الرأس ليس فيه معنى شرعي مستساغ يدفعه إلى فعله ، فلما رأى أن اليهود يسدلون شعورهم ، ربما ظن أن السدل كان من سنن من سبقه من الأنبياء ، وهو مأمور بالاقتداء بهم بقوله تعالى : (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)   . أما مشابهة اليهود له فليست مقصودة لذاتها . ولذلك لايصح أن يقال : إنه لما عاد لفرق الرأس أنه تشبه بالمشركين .  وبالتالي فالنتيجة هي : أن العمل إن كان القصد منه شرعي ، أو يحقق مقصدا شرعيا ، أو مصلحة مشروعة ، فلا مانع من فعله ، وإن وافق فعل أهل الكفر ، فقد كتب الله عزوجل علينا الصيام ، وأهل الكتاب يصومون ، وأثبت ذلك القرآن الكريم : )َ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)   . وكتب علينا القصاص ، وهو عند اليهود ، وفي توراتهم :   ( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)   .
على أنه تجدر الإشارة إلى حقيقة هي : أنه ما من مسلم عاقل ، يحتفل بمولده   وهو قاصد التشبه بأهل الكتاب ، لكن ربما هذا المقصد موجود في احتفال بعضهم بمولد نفسه، أو قريب له، ولاسيما ممن يخف عنده الوازع الديني . أما الإحتفال بمولد الرسول الكريم   ، فلايشك أحد ، أن مثل هذا القصد ، أبعد ما يكون عن تفكيره وخاطره ، فكيف يتقرب المسلم إلى الله ورسوله بالتمثل بأعدائهما ، ومن كفر بهما ؟ لايقول هذا عاقل .
ولننظر إلى الشق الثاني من كلام ابن تيمية الذي أوردته في بداية هذا الدليل ، فإنه أقر بأن البعض يفعله محبة للنبي ، ولاأظن أن أحدا من المحتفلين ، يختلف قصده عن هذا المقصد ، فأي ضير أو مانع من محبته ، وهو القائل : لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين   .
أما ماذكره من الغلو في الدين ، والإطراء كما أطرت النصارى عيسى عليه السلام ، فذاك أمر متفق على حرمته ، فإذا بلغ الإنسان مرحلة الغلو ، وجاوز الحد ، وبلغ الإطراء إلى رفع الرسول   فوق مرتبة العبودية لله عزوجل ، فذلك هو الحرام المتفق على منعه ، فإن النصارى ادعو ألوهية عيسى عليه السلام ، ولايحق لمسلم أن يدعي ذلك في رسول الله   ، فإنما هو عبدالله ورسوله ، ولا مرتبة أعظم من أن يكون الإنسان عبدا لله تعالى بحق ، وقد قالها   بصريح العبارة :( لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، فإنما أنا عبده ، فقولوا : عبدالله ورسوله )   .
الدليل الخامس : إذا كان تاريخ مولد رسول الله  غير متفق عليه ، في أي شهر ، وفي أي يوم من ذلك الشهر ، فكيف يصح الإحتفال به ، وحصر ذلك الإحتفال بيوم معين من كل عام ؟ .
يقول ابن تيمية : والله قد يثيبهم على هذه المحبة ، والإجتهاد ، لاعلى البدع ، من اتخاذ مولد النبي  عيدا ، مع اختلاف الناس في مولده  .
وقال ابن حجر العسقلاني : وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه ..... ومن لم يلاحظ ذلك ، لايبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر ، بل توسع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة ، وفيه ما فيه   .
والجواب : أنه لاينكر أن هناك أقوالا كثيرة في تحديد يوم المولد وشهره . فقيل : هو الأول ، وقيل : الثالث ، وقيل : الثامن ، وقيل : العاشر ، وقيل : الثاني عشر ، وقيل : السابع عشر( يوم الجمعة ) ، وقيل : الثامن عشر من ربيع الأول ، وقيل : لثمان بقين منه ، وقيل : الثاني عشر من رمضان ، وقيل يوم عاشوراء ، وقيل: في صفر ، وقيل : في ربيع الثاني   .
ولاأدعي أن في وسعي تحديد الصحيح من هذه الأقوال ، لكن سأحاول الوصول إلى أرجحها بحسب الوسع مستعينا بالله عزوجل .
فقد اتفق معظم أئمة التاريخ والسير على : أنه و لد يوم الإثنين من شهر ربيع الأول عام الفيل   . لكنهم اختلفوا بعد ذلك :
وقد ذكر ابن كثير ،أن من قال : إنه ولد يوم الجمعة 17 ربيع الأول ، أبعد وأخطأ ، لأنه لاخلاف بين العلماء أنه ولد يوم الإثنين ، ونقل عن الحافظ ابن دحية ، تضعيفه ، ثم قال : وهو جدير بالتضعيف ، إذ هو خلاف النص  .وقال صاحب السيرة الحلبية : والله بل أخطأ من قال : ولد يوم الجمعة  
أما القول : بأنه ولد في رمضان ، فقال ابن كثير : قول غريب جدا ، وكأن مستنده : أنه عليه الصلاة والسلام ، أوحي إليه في رمضان بلا خلاف ... فيكون مولده في رمضان ، وهذا فيه نظر .
وأما القول : بأنه ولد في أول شهر ربيع الأول ، فالخبر فيه غريب جدا .
ثم عاد فقال عن مولده يوم 8 ربيع الأول : نقل ابن عبدالبر، عن أصحاب التاريخ ، أنهم صححوه ، وقطع به الحافظ الكبير محمد بن موسى الخوارزمي ، ورجحه الحافظ أبو الخطاب بن دحية ، في كتابه التنوير في مولد البشير النذير .قال صاحب السيرة الحلبية : قال ابن دحية : وهو الذي لايصح غيره ، وعليه أجمع أهل التاريخ .وقال القسطلاني : وهو اختيار أكثر أهل الحديث ، أي كالحميدي وشيخه ابن حزم .
وأما عن تاريخ 18 ربيع الأول ، فقال : رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن جابر وابن عباس ، وقال : هذا قول : ابن حزم ، وهو المشهور عند الجمهور . إلا أن صاحب السيرة الحلبية قال : عن رواية ابن أبي شيبة : هو حديث معلول.
أما من قال : إنه ولد لثمان بقين من ربيع الأول ، فقد نقله ابن دحية عن ابن حزم ، لكن قال ابن كثير : والصحيح عن ابن حزم أنه قال : ولد يوم 18 ربيع الأول .
أما يوم 12 ربيع الأول : فهو قول محمد بن إسحاق    . وقد رماه الإمام أحمد بالتدليس ، وسئل : إذا انفرد ابن إسحاق بحديث ، تقبله ؟ قال : لا . إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد ، ولا يفصل كلام ذا ، من كلام ذا   .
وقال صاحب السيرة الحلبية :  قال فيه ابن دحية :  ذكره ابن إسحاق مقطوعا دون إسناد ، وذلك لا يصح أصلا، ولو أسنده ابن إسحاق لم يقبل منه، لتجريح أهل العلم له ، فقد قال كل من ابن المديني وابن معين :إن ابن إسحاق ليس بحجة ، ووصفه مالك رضي الله تعالى عنه بالكذب ، قيل : وإنما طعن فيه مالك لأنه بلغه عنه أنه قال :هاتوا حديث مالك ، فأنا طبيب بعلله. فعند ذلك قال مالك: وما ابن إسحاق ؟ إنما هو رجل من الدجاجلة، أخرجناه من المدينة.وقال بعضهم: ابن إسحاق فقيه ثقة لكنه مدلس  .
أما القول : بأنه ولد في عاشوراء ، فقد ذكر الذهبي أن ذلك من الإفك ، أي الكذب ، وكذا عن قول من قال : في صفر أو رييع الثاني  
وعلى هذا فأرجح الأقوال في هذه المسألة : أنه ولد يوم 8 ربيع الأول .
وفي محاولة مني لإيجاد قرينة تقوي هذا التاريخ ، بالعودة إلى الحسابات الفلكية العلمية ، راجعت فيها الأستاذ الدكتور مجيد محمود جراد ، أستاذ الفيزياء الفلكية ، في جامعة الأنبار ، فذكر لي ما نصه : أن مجموع المصادر والمراجع التاريخية ، لاتتفق على يوم محدد ، لمولده  ، وإنما ذكرت أياما مختلفة ، فضلا عن إشارتها إلى سنين مختلفة ، فمنهم من يجعل عام الفيل هو العام الميلادي (570 )، ومنهم من يجعله العام (571).
ومما تجدر الإشارة إليه ، أن العرب قبل ولادة الرسول   ، وبعد ولادته بعدة سنوات ، لم تكن لديهم الوسائل العلمية المتيسرة لدينا في الوقت الحاضر ، لحساب وتثبيت بدايات الأشهر القمرية بالدقة المطلوبة ، إضافة إلى هيمنة أساليب الكبس والنسيء  ، التي كانت طاغية في ذلك الزمان ، فيحرّمون بعض الأشهر ، ويحللون الأخرى وفقا لمصالحهم وأهوائهم ، وظل ذلك طاغيا ، حتى جاء الإسلام ، وحرمه تحريما أبديا ، ولذلك ، فإننا نستطيع القول: بأن الحسابات العلمية الفلكية قد لاتتطابق مع واقع التاريخ المتعارف عليه في تلك الأزمنة ، وقد تعطينا هذه الحسابات ، نتائج تختلف عما كان يؤرخ له الناس في ذلك الحين .
ولكن مع وجود هذه الموانع ، فقد تم استخدام الحسابات الفلكية العلمية ، لحساب اليوم والتاريخ المقابل ليوم ( 8 ربيع الأول ) لعام (570م) ، فوجد أنه يقابل يوم الثلاثاء ( 29 / 4 / 570م ) . وبالنسبة ليوم (12 ربيع الأول ) لعام (570م) ، فوجد أنه يوافق يوم السبت ( 3/5/571م) . وبالتالي ، فلاصحة لقول من قال : إن العام الذي حصل فيه المولد هو العام (570) ، لأن الثابت في السنة النبوية ، أن يوم الولادة كان يوم الإثنين ، وليس الثلاثاء أو السبت .
ولكن من خلال استخدام الحسابات الفلكية ، وجد أن هلال شهر ربيع الأول للعام (571م) أو (عام الفيل) قد حدث في تمام الساعة العاشرة وثلاث عشرة دقيقة ، صباح يوم الجمعة الموافق : ( 10 / 4 / 571 ) وقد غاب الهلال الوليد ، خلف أفق مكة المكرمة ، بعد غياب الشمس بمدة قصيرة جدا ، بحيث أن رؤيته مساء ذلك اليوم ، كانت مستحيلة ، حتى لو تم استخدام المراقب والمناظير الفلكية ، التي لم تكن متوفرة حين ذاك .
وبناء على هذه النتيجة ، يكون اليوم الأول من شهر ربيع الأول هو : يوم الأحد الموافق ( 12/4/571م) . ومنه نعلم ، أن يوم ( 8 ربيع الأول ) الذي ورد في بعض الروايات التاريخية ( والتي ذكرنا تقوية العلماء وتصحيحهم له ) يوافق يوم الأحد ( 19/4/571م) . وأن يوم (12/ ربيع الأول ) يوافق يوم الخميس  ( 23/4/571) أي أن الولادة حصلت ،وفقا للحساب الفلكي ، إما يوم الأحد ،أو الخميس . انتهى كلام الدكتور مجيد محمود جراد .
وفيما يلي جدول بتواريخ أيام شهر ربيع الأول حسب الحسابات التي أجراها الأستاذ الدكتور مجيد محمود جراد ، يتبين من خلالها كيفية موافقة يوم الثامن من ربيع الأول ليوم الإثنين :

ربيع الأول سنة 571 م
السبت
        قمري        ---        7        14        21        28
        شمسي        ---        18/4        25/4        2/5        9/5
الأحـد
        قمري        1        8        15        22        29
        شمسي        12/4        19/4        26/4        3/5        10/5
الإثنـين
        قمري        2        9        16        23        30
        شمسي        13/4        20/4        27/        4/5        11/5
الثلاثاء
        قمري        3        10        17        24       
        شمسي        14/4        21/4        28/        5/5       
الأربعاء
        قمري        4        11        18        25       
        شمسي        15/4        22/4        29/4        6/5       
الخميس
        قمري        5        12        19        26       
        شمسي        16/4        23/4        30/4        7/5       
الجمعة
        قمري        6        13        20        27       
        شمسي        17/4        24/4        1/5        8/5       
وأقول : إن أعلام التاريخ قد ذكروا : أن ولادة الرسول الكريم   حصلت ليلا  قال ابن عباس : إن رسول الله  وضع ليلا ، وكان أهل الجاهلية ، إذا ولد لهم مولود من تحت الليل ، رموه تحت الإناء ، فلا ينظرون إليه حتى يصبحوا ، فلما ولد رسول الله   ، رموه تحت البرمة  ، فلما أصبحوا ، إذا هي قد انفلقت ، وعيناه إلى السماء...   .
فيمكن أن يقال : إذا وافقنا ما رجحه العلماء في تاريخ (8 ربيع الأول عام 571م) ، فإن الولادة المباركة تمت ليلة الإثنين ، ولأن بداية اليوم تكون من الليل ، كما يقال : ليلة الجمعة ، وليلة العيد ...الخ . فلا مانع من القول : إنه ولد بتاريخ ( 8 ربيع الأول ) الموافق ليوم الأحد ، ليلة الإثنين . فجمع الرواة بين تاريخ يوم الأحد ، وليلة الإثنين ، وإنما لم يقولوا : ولد يوم (9 ربيع الأول) لأن ولادته لم تكن صباحا ، فحسبت على اليوم السابق . والله تعالى أعلم .
وإنما تركت يوم الثاني عشر من ربيع الأول ، لأنه يوافق يوم الخميس ، وكذلك يوم الثامن عشر منه ،لأنه يوافق يوم الأربعاء . فكان أقرب التواريخ هو يوم الثامن من ربيع الأول .
فالذي تميل إليه النفس فعلا ، هو يوم الثامن من ربيع الأول ، لما ذكرت من تصحيح أهل التاريخ له ، وقطع الخوارزمي به،  وترجيح الحافظ ابن دحية له، وحكاية الحميدي له عن شيخه ابن حزم ، ورواية الرواة له عن الزهري    .
فهؤلاء علماء التاريخ والحساب والحديث والفقه وغيرهم ، كلهم رجحه ، وقواه ، واختاره . وإذا ثبت ذلك فلا حجة في قول المنكرين : ( مادام التاريخ غير متفق عليه ، فلا يصح الإحتفال به لجهالته .
وعلى فرض بقاء جهالته ، وعدم معرفتنا لوقته الصحيح الذي حصل فيه ، بسبب النسيء الذي كانت تستخدمه العرب ، فإننا نلمح في فعله   ، ما يدل على جواز فعله طيلة أيام العام ، فسوف نذكر ( أن رسول الله   سئل عن صيام يوم الإثنين . قال : ذاك يوم ولدت فيه ، ويوم بعثت أو أنزل علي فيه)   . فلعل الله تعالى لم يطلعه على تاريخ مولده في أي شهر كان ، لعدم ثبات الشهور في تلك الأزمنة بسبب النسيء ، فصام احتفالا بمولده وبعثته يوم الإثنين من كل إسبوع ، فكرر الإحتفال بذلك قرابة (48) مرة في العام الواحد . فلابأس أن يقام الإحتفال بمولده في أي يوم اثنين، من أي شهر . والله تعالى أعلم . وفي هذا جواب على اعتراض ابن حجر العسقلاني الذي قدمناه ، حينما اشترط تحري يوم المولد بعينه ، وحذر من فعل من توسع فيه ، فجعله يوما من السنة ، وقال : ( فيه ما فيه ).
ومن المناسب هنا ، ذكر اللطيفة التي أوردها ابن الحاج وغيره ، في بيان الحكمة ، من اختيار الله تعالى ، مولد نبيه  ، يوم الإثنين من شهر ربيع الأول حيث قال : فإن قال قائل : ما الحكمة في كونه عليه الصلاة والسلام ، خص مولده الكريم بشهر ربيع الأول ، وبيوم الإثنين منه على الصحيح والمشهور عند أكثر العلماء ، ولم يكن في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ، وفيه ليلة القدر ، واختص بفضائل عديدة ، ولا في الأشهر الحرم ، التي جعل الله لها الحرمة ، يوم خلق السماوات والأرض ، ولا في ليلة النصف من شعبان ، ولا في يوم الجمعة ، ولا في ليلتها ؟ فالجواب من أربعة أوجه :  
الوجه الأول : ما ورد في الحديث ، من أن الله تعالى ، خلق الشجر يوم الإثنين  . وفي ذلك تنبيه عظيم ، وهو أن خلق الأقوات والأرزاق ، والفواكه والخيرات التي يتغذى بها بنو آدم ، ويحيون ، ويتداوون ، وتنشرح صدورهم لرؤيتها ، وتطيب بها نفوسهم ، وتسكن بها خواطرهم عند رؤيتها ...  يشبه وجوده   في هذا الشهر ،في هذا اليوم ، بسبب ما وجد من الخير العظيم ، والبركة الشاملة ، لأمته صلوات الله عليه وسلامه .
الوجه الثاني : فيه إشارة وتفاؤل بالنسبة إلى اشتقاقه ، وقد قال الشيخ الإمام أبو عبدالرحمن الصقلي رحمه الله : لكل إنسان من اسمه نصيب . ففصل الربيع ، فيه تنشق الأرض عما في بطنها ، من نعم المولى سبحانه وتعالى ، وأرزاقه ...
الوجه الثالث :أن فصل الربيع أعدل الفصول وأحسنها ، وشريعته أعدل الشرائع وأسمحها .
الوجه الرابع : أن الحكيم سبحانه أراد أن يشرف به الزمان الذي ولد فيه ، فلو ولد في الأوقات المتقدم ذكرها ، لكان قد يتوهم أنه يتشرف بها . والعكس هو الصحيح    .
الدليل السادس : إذا كان الشهر الذي ولد فيه  هو ربيع الأول ، هو بعينه الشهر الذي توفي فيه ، فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه . قال ذلك الفاكهاني ، فيما نقله عنه السيوطي   .
وقد أجاب عن ذلك السيوطي بقوله : إن ولادته  أعظم النعم علينا، ووفاته أعظم المصائب لنا ، والشريعة حثت على إظهار شكرالنعم ، والصبر والسكون والكتم عند المصائب ، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة ، وهي إظهار شكر وفرح بالمولود ، ولم يأمر عند الموت بذبح ولا بغيره ، بل نهى عن النياحة ، وإظهار الجزع ، فدلت قواعد الشريعة ، على أنه يحسن في هذا الشهر ، إظهار الفرح بولادته  ، دون إظهار الحزن فيه بوفاته ، وقد قال ابن رجب في كتاب اللطائف ، في ذم من اتخذ يوم عاشوراء مأتما ، لأجل قتل الحسين : لم يأمر الله ولا رسوله ، باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما ، فكيف ممن هو دونهم    .
الدليل السابع : أن عمل المولد غالبا ما يرافقه بدع ومحرمات ، كالغناء ، وآلات الطرب المهيجة لطرب النفوس ، واختلاط النساء بالرجال ، وظهور العورات ، والنظر المحرم بينهم . وبالغ بعضهم فقال : إن غالب هذه الإحتفالات لاتخلو من شرب المسكرات والمخدرات ، وقد يقع فيها الشرك الأكبر ، بالغلو في رسول الله   ، أو غيره من الأولياء ، ودعائه والإستغاثة به ، وطلب المدد منه ، واعتقاد أنه يعلم الغيب ، وغير ذلك من الأمور الكفرية ، التي يتعاطاها الكثير من الناس ، حين احتفالهم بمولد الرسول   ، وغيره من الأولياء .
ومن العجائب والغرائب ، أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد في حضور هذه الإحتفالات ، ويدافع عنها ، ويتخلف عما أوجب الله تعالى عليه من حضور الجمع والجماعات ، ولايرفع بذلك رأسا ، ولا يرى أنه أتى منكرا عظيما . أو أن يظن بعضهم ، أن رسول الله   يحضر المولد ، ولهذا يقومون له محيين ومرحبين ، وهذا من أعظم الباطل ، وأقبح الجهل ، لأنه  لايخرج من قبره قبل يوم القيامة ، ولايتصل بأحد من الناس ، ولايحضر اجتماعاتهم ، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة ، وروحه في أعلى عليين ، عند ربه في دار الكرامة ، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ، ليس فيه نزاع بينهم   .
والجواب : أن ما ذكر ، ليس فيه ذم للمولد ، بل ذم لبعض ما قد يقع من بعض العوام من محرمات أو منكرات ، فهذه المحرمات شيء ، والمولد شيء آخر ، ولابد من القول : بأن البحث عن حكم شيء يجب أن ينصب عليه ، لاعلى ما قد يرافقه في بعض الأحيان ، وهو ما يسميه الفقهاء : بالوصف غير اللازم للحكم ، وهذا مماثل لما ذكره العلماء ، عن حكم البيع وقت النداء للجمعة ، فإن كثيرا منهم قال : البيع صحيح ، وفاعله آثم     وهو ما يسمى بالمحرم لغيره ، فهو مباح بأصله ، لكن رافقه وصف محرم فحرم لأجله ، ولو تخلف هذا الوصف لعاد مباحا .
فلو خلا احتفال المولد عن هذه المنكرات ، فلا مانع منه ، لأن الحرمة ليست أصلية فيه ، بل عارضة عليه .
ومن الجدير بالذكر ، وجوب التركيز على وجود فرق بين الإسلام والمسلم ، أو بين الحكم الشرعي ، والمكلف ، فالإسلام أحكام شرعية حقة ، ثابتة وواضحة ، أما المسلم ، فقد يلتزم بتلك الأحكام ، فيكون فعله مشروعا ، وقد يخالف تلك الأحكام ، فيكون فعله هو خصوصا غير مشروع ، أما أصل الفعل وحكمه فلايتغيران .
فإذا ثبت أن احتفال المولد النبوي مشروع في الأصل ، فهذا حكم شرعي نابع من الإسلام ، لاغبار عليه ، أما المسلم المحتفل بالمولد ، فقد يلتزم في احتفاله بما أقره الشرع ، فيكون المولد الذي عمله هو ، أو حضره ، مباح ، وأما أن يخالف ذلك المسلم شرع الله ، بارتكابه بعض المحرمات ، فلا يقال : إن المولد محرم ، لأن المسلم خالف شرع الله ، بل يقال : إن المولد مباح ومرتكب المحظور آثم . ولو أننا ألغينا كل فعل مشروع في الأصل ، بسبب أخطاء ، أو آثام يرتكبها بعض المسلمين ، لساغ لنا أن نقول : إن الصلاة حرام ، لأن كثيرا من المسلمين لايؤدونها على الوجه الصحيح ، وبعضهم يرائي فيها ، وبعضهم يأتي المسجد لينظر إلى النساء المصليات ، وكذا الحج وباقي العبادات . وهذا مالايقبله مسلم عاقل . بل يقال : إن الصلاة والحج في الأصل مشروعان ، وأما المسلم العاصي ، فهو آثم لوحده ، بسبب ارتكابه المعاصي ، وليس بسبب صلاته أو حجه ، وعلى المسلمين منعه من معصيته ، بالنصح أو بوسائل تغيير المنكر المعروفة .
المطلب الثاني : أدلة المجيزين للإحتفال بالمولد
كل ما تقدم من مناقشة لأدلة المنكرين ، مبني على فرض عدم وجود أدلة شرعية ، تثبت أصل المولد ومشروعيته في دين الإسلام ، لكن لابد من القول : بأن ذلك مجرد افتراض ، على سبيل التنزل ، وإلا فالأدلة وافرة في إثبات أصل لهذا الإحتفال ، وهي متنوعة نجملها فيما يأتي :
  الدليل الأول : قوله تعالى : ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)   .
وجه الدلالة : قوله (وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ) . وقد ذكر المفسرون لمعنى الرحمة هنا معاني عدة منها : القرآن ، أوأن جعلنا الله من أهل القرآن ، أو تزيين الإسلام في القلوب ،أو الجنة ، أو السنن   .
إلا أن بعضهم حمل الآية على عمومها ، قال ابن جزيء الكلبي  : والفضل والرحمة عموم   . فهي بعمومها تشمل كل ما سماه الله تعالى رحمة ، ومن جملة ذلك : رسول الله  ، قال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)   .
وقد صرح بهذا المعنى ابن عباس فيما رواه عنه السيوطي ، قال : أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في الآية قال : فضل الله : العلم ، ورحمته : محمد  ، قال الله تعالى :( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)     .
ومن مظاهر الفرح برسول الله   ، الإحتفال بموعد مجيئه إلى الدنيا رحمة لأهلها وللمؤمنين به . قال تعالى : ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)   .
الدليل الثاني: صحّ عن أبي قتادة الأنصاري : أن رسول الله سئل عن صوم يوم الإثنين فقال :(ذاك يوم ولدت فيه ، ويوم بعثت أو أنزل علي فيه)   
وقد مرّ ذكر هذا الحديث الشريف ، وواضح فيه أن رسول الله  ، شرع فيه الصيام ، كنوع من أنواع الشكر لله تعالى على مولده وبعثته للبشرية ، أو نزول القرآن الكريم عليه ، فمن استطاع الصيام فيه ، فقد أتى بالسنة ، وشكر الله تعالى بعين ما فعله رسوله الكريم  ، ومن لم يصم ، استعاض عن ذلك بإطعام الطعام ، أو الإجتماع على ذكر الله والصلاة على رسوله، أو قراءة القرآن الكريم أوسيرة الرسول   ، وعمل ما شابه من الأعمال الصالحة ، إظهارا للفرح ، واحتفالا بمولد سيد البشر .
ولايقال : لايجوز أن يفعل غير الصيام . فإن رسول الله   لما صام ذلك اليوم ، فإن فعله لايدل إلا على جواز فعل الصوم ، لكنه لم ينص على منع ما سوى الصيام . ونستطيع أن نلمح في أحكام الشريعة الإسلامية ، أن الله تعالى أقام الإطعام مقام الصيام ، لمن لم يؤده في رمضان ، لمرض أو سفر ، وكذا الإعتاق . فإذا قام الإطعام والإعتاق مقام صيام رمضان ، لمن لم يقدر عليه ، فلا داعي لحصر الإحتفال بالصيام فقط ، فأبواب الشكر لله تعالى أوسع من أن تضيق بدون دليل . والله تعالى أعلم .
الدليل الثالث : عن ابن عباس قال : لما قدم النبي  المدينة ، وجد اليهود يصومون عاشوراء ، فسئلوا عن ذلك ، فقالوا : هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل ، على فرعون ، ونحن نصومه تعظيما له . فقال رسول الله  : نحن أولى بموسى منكم . ثم أمر بصومه   .
وواضح من قول اليهود : أنهم يصومون هذا اليوم تعظيما له ، ومن أمره   بصيامه ، أنه أقر تعظيم هذا اليوم ، وأوجب صيامه ، وعده عيدا آخر من أعياد المسلمين .
ولعل في ذلك ردا على من يدعي أن أعياد المسلمين محصورة بعيدي الفطر والأضحى ويوم الجمعة ، قال أبوالدرداء رضي الله عنه  : التمسوا الخير دهركم كله ، وتعرضوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته ، يصيب بها من يشاء من عباده ، واسألوا الله أن يستر عوراتكم ، ويؤمن روعاتكم   .
بل روى أنس بن مالك أن رسول الله  قال : افعلوا الخير دهركم ، وتعرضوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته ، يصيب بها من يشاء من عباده ...   . وفي رواية : إن لربكم ، في أيام دهركم نفحات ، فتعرضوا له ، لعله أن يصيبكم نفحة منها ، فلا تشقون بعدها أبدا   .
قال المناوي :ومقصود الحديث أن لله فيوضا ومواهب تبدو لوامعها من فتحات أبواب خزائن الكرم والمنن في بعض أوقات ... ووقت النفحة غير معلوم بل مبهم في الأزمنة والساعات وإنما غيب علمه لتدوام على الطلب بالسؤال المتداول كما في ليلة القدر وساعة الجمعة فقصد أن يكونوا متعرضين له في كل وقت قياما وقعودا وعلى جنوبهم وفي وقت التصرف في أشغال الدنيا فإنه إذا داوم أوشك أن يوافق الوقت الذي يفتح فيه ... فيسعد بسعادة الأبد   .
ولعل يوم المولد فيه هذا المعنى ، فليس عبثا أن يختار الله تعالى هذا الزمان ، ليخلق فيه الرحمة المهداة ، ويرسلها لتعم الدنيا ، وجميع المخلوقات ، فلعل التعرض من العبد لهذا الوقت ، وذاك الزمان ، يعرضه لنفحة من رحمات رب العباد ، فيسعد بها السعادة الكبرى .
الدليل الرابع : عن أنس :(أن النبي  عقّ عن نفسه بعدما بعث نبيا )
قال صاحب الأحاديث المختارة : إسناده صحيح ، وله طرق متعددة ، ذكرها ابن حجر ، وقال عن أحدها : قوي الإسناد . وقال العراقي : له طريق لابأس بها . وهذه الطريق اعترض عليها ، لأن فيها عبدالله بن المثنى ، قال ابن حجر : فلولا ما في عبدالله بن المثنى من المقال ، لكان هذا الحديث صحيحا ، لكن ذكره ابن حبان في الثقات وقال : ربما أخطأ ، ووثقه العجلي والترمذي . فالرجل ليس مجمعا على ضعفه     .
قال السيوطي : وقد ظهر لي مشروعية الإحتفال بالمولد ، بناء على هذا الحديث ، فقد عقّ  عن نفسه بعد النبوة ، مع أنه قد ورد أن جده عبدالمطلب عقّ عنه في سابع ولادته   ، والعقيقة لاتعاد مرة ثانية ، فيحمل ذلك على ، أن الذي فعله النبي  ، إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين ، وتشريع لأمته ، كما كان يصلي على نفسه ، لذلك فيستحب لنا إظهار الشكر بمولده ، بالاجتماع ، وإطعام الطعام ، ونحو ذلك من وجوه القربات ، وإظهار المسرات   .
الدليل الخامس : روى البخاري أن عروة قال : وثويبة مولاة لأبي لهب ، كان أبو لهب أعتقها ، فأرضعت النبي  ، فلما مات أبو لهب ، أريه بعض أهله بشر حيبة   ، قال له : ماذا لقيت ؟ قال أبو لهب : لم ألق بعدكم ، غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة   .
وفي رواية أخرى ، قال عروة : قال أبو لهب : لم ألق أو أجد بعدكم رخاء ، غير أني سقيت في هذه مني ، لعتقي ثويبة ، وأشار إلى النقرة التي تلي الإبهام ، والتي تليها    .
وقال ابن حجر : ذكر السهيلي أن العباس قال لما مات أبو لهب : رأيته في منامي بعد حول ، في شر حال ، فقال : مالقيت بعدكم راحة ، إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين ، قال : وذلك أن النبي   ولد يوم الإثنين ، وكانت ثويبة بشرت أبا لهب بمولده فأعتقها   .
فهذا أبولهب مخلد في النار ، كافر بالله ورسوله   ومع ذلك يخفف عنه العذاب ، لسروره بمولد رسول الله   ، وعتقه بهذه المناسبة جاريته ثويبة . فكيف بمن يسر بمولد المصطفى  وهو مؤمن به ؟ فهذا من باب أولى أن يكتب له القبول ، وتناله الرحمة في الدنيا والآخرة .
وقد قال الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدين الدمشقي ، حافظ الشام ، في كتابه ( مورد الصادي في مولد الهادي ) : فقد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الإثنين ، لإعتاقه ثويبة ، سرورا بميلاد النبي   ، ثم أنشد :  
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه       00000          وتبت يداه في الجحيم مخلدا
أتى أنه في يوم الاثنين دائما      00000          يخفف عنه للسرور بأحمدا
فماالظن بالعبد الذي كان عمره   00000        بأحمد مسرورا ومات موحدا
الدليل السادس : تقدم في بداية البحث ، أن أول من أحدث الإحتفال بالمولد ، على الشكل المتعارف عليه اليوم ، هو عمر بن محمد الملاء ، المتوفى سنة 571هـ  في الموصل ، وبعده الملك المظفر ملك أربيل ، المتوفى سنة 630هـ . وأن أول من أنكر هذه الإحتفالات ، الإمام تاج الدين عمر بن علي اللخمي المشهور بالفاكهاني ، المولود سنة 654هـ أو 656هـ ، والمتوفى سنة 734هـ ، وجاء بعده الإمام ابن تيمية الحراني ، المولود سنة 661هـ ، والمتوفى سنة 728هـ   .
وقد ذكرنا في أوائل هذا البحث ، أن الملك المظفر ، كان يجمع أهل العلم والفقه والعبادة ، لهذه الإحتفالات ، دون نكير من أحد منهم أو من غيرهم ، وبقي الحال هكذا ، مع شهرته ومعرفة الجميع به ، وألأخبار التي أوردناها في كيفية هذه الإحتفالات ، دالة على ذلك ، ومثل هذه الحال يمكن أن يقال : إن فيها حصول إجماع أو اتفاق على مشروعية ذلك ، مع مضي مايزيد على قرن من الزمان ، دون نكير ، إلى أن حصل الإنكار من هذين الإمامين .
فهل يصح في مثل هذه الحالة ، أن يرفض حكم استقر عليه علماء عصر من العصور ؟ ولعل جميعهم أو أكثرهم مات قبل أن يظهر من ينكر عليهم مافعلوا .
أقول : أليس مثل هذا الإنكار يعد خرقا للإجماع ، ومخالفة غير سائغة له ، بعد أن استقر وثبت ؟ .
فلو نظرنا إلى سنة وفاة الإمام الفاكهاني ، وسنة وفاة الشيخ عمر بن محمد الملاء ، لتبين أن بينهما مالايقل عن 163سنة ، وما بين الفاكهاني وبين الملك المظفر في الوفاة ، مالايقل عن 104 سنة . هذا إذا قلنا : إن أول من أنكر الإحتفال هو الشيخ الفاكهاني ، لأن سنة ولادته متقدمة على سنة ولادة الشيخ ابن تيمية .
أما لو اعتبرنا سنة الوفاة ، فسيكون ابن تيمية هو أول المنكرين ، وما بين وفاته ووفاة الشيخ عمر الملاء ما لايقل عن 157 سنة ، وبين وفاة ابن تيمية ووفاة الملك المظفر ما لايقل عن 98 سنة .
وهذ يعني : أن أول من أنكر ، إنما أنكر على إجماع حصل ، وحكم ثبت ، لأن الجمهور من علماء المسلمين يرون ، انعقاد الإجماع دون اشتراط انقراض عصر المجمعين ، وحتى على رأي من اشترط الإنقراض ، فإن هذا الشرط متحقق هنا ، لوجود فارق بين الطرفين يصل إلى قرن أو أكثر من الزمان .
ومعلوم أن الإجماع حجة قطعية ملزمة للمسلمين ، لاتجوز معها المخالفة أو النقض  . وأقل ما يقال عن مخالفة الإجماع أو نقضه : إنه معصية   .
وبعد ما تقدم ، فالراجح بإذن الله تعالى ، قول من أجاز أو استحسن هذه الإحتفالات ، ولايسعنا أن نقول ، إلا بمثل ما قالت طائفة من أعلام العلماء ، ومحققيهم ، وفضلائهم . وأسوق الآن بعض أقوالهم ، تأييدا لما ذهبنا إليه وما رجحناه :
1.        قال الإمام أبو شامة شيخ النووي : فالبدع الحسنة متفق على جواز فعلها ، والإستحباب لها ، ورجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها، وهي كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة ، غير مخالف لشيء منها، ولا يلزم من فعله محذور شرعي ، وذلك نحو بناء المنابر والربط والمدارس وخانات السبيل ، وغير ذلك من أنواع البر التي لم تعد في الصدر الأول ، فإنه موافق لما جاءت به الشريعة ، من اصطناع المعروف ، والمعاونة على البر والتقوى ، ومن أحسن ما ابتدع في زماننا من هذا القبيل ،  ما كان يفعل بمدينة اربل جبرها الله تعالى ، كل عام في اليوم الموافق ليوم مولد النبي  ، من الصدقات والمعروف واظهار الزينة والسرور، فان ذلك مع ما فيه من الإحسان الى الفقراء ، مشعر بمحبة النبي  ، وتعظيمه وجلالته في قلب فاعله ، وشكرا لله تعالى على ما من به ، من إيجاد رسوله ، الذي أرسله رحمة للعالمين ،  وعلى جميع المرسلين   .
2.        قال السخاوي إن عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم  
3.        وقال ابن الجوزي من خواصه أنه أمان في ذلك العام وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام   .
4.        وسئل ابن حجر العسقلاني عن عمل المولد فأجاب : أصل عمل المولد بدعة ، لم تنقل عن أحد من السلف الصالح ، من القرون الثلاثة ، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها ، فمن تحرى في عملها المحاسن ، وتجنب ضدها ، كان بدعة حسنة ، وإلا فلا ، وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت ، وهو ما ثبت في الصحيحين ، من أن النبي  قدم المدينة ، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فسألهم فقالوا : هو يوم أغرق الله فيه فرعون ، ونجى موسى ، فنحن نصومه شكرا لله تعالى . فيستفاد منه فعل الشكر لله ، على ما من به ، في يوم معين ، من إسداء نعمة أو دفع نقمة ، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة ، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة ، كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة ، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي ، نبي الرحمة في ذلك اليوم ...   .
وفي الختام أقول : على فرض أن كل ما قدمناه غير صحيح ، ولا دليل يدل على صحة هذه الإحتفالات ، وأنها مبتدعة محرمة ، تهدي إلى الضلال . فقد ثبت في سنة رسول الله  ، أن الفعل قد يكون منهيا عنه ، ومحرما ، لكن حكمه يتغير ، لظرف طاريء ، أو في حال خاص ، كما قرر العلماء قاعدة تقضي : بأنه قد تتغير الأحكام بتغير الزمان ، أو الظروف المحيطة بالحكم ، أو الفعل المراد معرفة حكمه .
فقد روي أن أبا دجانة  ، شد رأسه يوم أحد بعصابة حمراء ، فنظر إليه رسول الله  ، وهو مختال في مشيته بين الصفين ، فقال : إنها مشية يبغضها الله ، إلا في هذا الموضع   .
ويعضده حديث : ( وإن من الخيلاء ما يحب الله ، ومنها ما يبغض الله ... والخيلاء التي يحب الله ، فاختيال الرجل بنفسه عند القتال ...   .
قال ابن عربي : الخضوع واجب في كل حال ، إلى الله تعالى باطنا وظاهرا ، فإذا اتفق أن يقام العبد في موطن ، الأولى فيه ظهور عزة الإيمان وجبروته وعظمته ، لعز المؤمن وعظمته وجبروته ، ويظهر في المؤمن من الأنفة والجبروت ، ما يناقض الخضوع والذلة ، فالأولى إظهار ما يقتضيه ذلك الموطن ، قال تعالى : ( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ )   ، وقال:( وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ )   . فهذا من باب إظهار عزة الإيمان ، بعزة المؤمن ، وفي الحديث ( إن التبختر مشية يبغضها الله إلا بين الصفين) فإذا علمت أن للمواطن أحكاما ، فافعل بمقتضاها تكن حكيما   .
وجه الدلالة : أن رسول الله  ، شأنه شأن من سبقه من الأنبياء ، كان ومازال ،  له أعداء كثيرون ، يناصبونه العداء ، وكلنا رآى وسمع ما يصنعه اليوم بعض أعدائه ، من رسوم مسيئة لشخصه ودينه ، ولاأظن أن فاعليها قصدهم النيل منه شخصيا ، فهم أبعد ما يكونون عن نيل ذلك، لكن مقصدهم ومبتغاهم ، أن يعرفوا أمازال في أمته من يعتز به ، ويدافع عنه ، ويغضب لحرمته . ولعل أسهل طريق اليوم ، لنُري أعداءه مكانته في قلوبنا ، وقدر محبتنا له ، ومدى تمسكنا بنهجه ، أن نكثر من احتفالنا بمولده الكريم ، حتى وإن كان هذا الإحتفال بدعة ، لم يسبقنا إليه سلفنا الصالح ، فيكون من باب : ( هذه مشية يبغضها الله إلا في هذا الموضع ) . فليكن المولد بدعة ، يبغضه الله إلا في هذا الموضع ، أي إذا أريد به الرد على كل مسيء لرسولنا الكريم  ، إعلاء لقدره ، وإظهارا لإيماننا وتمسكنا به ، وحبنا له ، على أن لانقتصر على ذلك فقط ، بل يجب أن نضم إليه تمسكنا بمنهجه ، وتطبيقنا لسنته ، على الوجه الذي أمر به . والله تعالى أعلم .












الخاتمــــة
بعد هذه الجولة في ثنايا هذا الموضوع ، واستعراض أدلة الخصوم فيه ، أود أن أسجل أهم النتائج التي وصلت إليها فيه وهي :
1.        للإحتفال بالمولد مظهران : قديم ومحدث ، فأما القديم : فهو إقامة العبادات التي فيها شكر الله تعالى ، على النعمة ببروز هذا الرسول الكريم ، رحمة للعالمين ، بصيام يوم هذه المناسبة ، أو إطعام الطعام فيها ، أو الإجتماع على ذكر الله عزوجل ، والصلاة على رسوله ، وتلاوة مولده ، وتذكير الناس بمكانته ، مستندين في ذلك إلى فعله   في يوم الإثنين من كل إسبوع .
أما المحدث : فهو ما دخل بعض تلك الإحتفالات في بعض بلاد المسلمين، وليس كلها ، من أمور فيها مخالفات شرعية ، كالإختلاط والغناء وما شابه ، ولاشك أن الحلال بيّن ، والحرام بيّن ، في الفرق بين هذه الإحتفالات ، وإن كان الحرام ليس في أصل الإحتفال ، وإنما في بعض ما رافق تلك الإحتفالات ، فلا يقال : إن الإحتفال محرم ، لأنه رافقته هذه المخالفات ، وإنما الإحتفال جائز أو مستحسن ، والمخالفة محرمة .
2.        الإحتفالات المعروفة بشكلها الحالي ، لم تكن موجودة في زمن النبي   ، أو صحابته الكرام ، وإنما ظهر ذلك في الثلث الأخير من القرن السادس الهجري ، وبدايات القرن السابع ، على يد الملك المظفر ـ أحد ملوك أربيل في شمال العراق ـ وكان يقتدي في ذلك ، بأحد شيوخ الموصل وصالحيها ، وهو معين الدين عمر بن محمد الملاء .
3.        بدء هذه الإحتفالات لاقى قبولا واستحسانا لدى علماء تلك العصور ، وموافقة لم يظهر لها نكير من أحد منهم ، فكان ذلك إجماعا على صحة الأمر ومشروعيته ، وأول من حدث منه الإنكار أو الإعتراض ، هو الشيخ الفاكهاني ، من متأخري المالكية ، وتابعه الإمام ابن تيمية في ذلك، وكلاهما محجوج بالإجماع المنعقد قبله ، لمرور قرن أو قرن ونصف قبلهما ، دون نكير من أحد أو اعتراض على ما جرى .
4.        الأرجح في تحديد يوم المولد ، إن كان لابد من تحديده ، هو يوم الثامن من ربيع الأول من العام 571م ، وإلا ففي السنة الصحيحة إشارة إلى عدم القدرة على تحديد ذلك اليوم بالضبط ، ولذلك صام رسول الله   يوم الإثنين ، (وهو يوم المولد)، من كل إسبوع ، وفي ذلك إشارة إلى إمكانية الإحتفال بهذه المناسبة ، طيلة أيام السنة ، في كل إثنين من أيامها ، وعدم اشتراط وقوع ذلك ، في شهر ربيع الأول ، وإن كانت توجد علامات ترجح كونه في ذلك الشهر .
5.        البدعة التي تكون ضلالة ، إنما هي في المسائل الإعتقادية ، سواء نهى عنها الله ورسوله ، أو لم ينهيا عنها ، أما المحدثات في غير العقائد ، كمسائل الفروع الفقهية ، فلاتكون ضلالة ، إلا إذا ورد النص بالنهي عنها ، أما إن سكت الشارع عنها ، فلم يأمر بها ، ولم ينه عنها ، وكان في إحداثها جلب خير أو مصلحة للمسلمين ، فلا تسمى بدعة ، ضلالة ، ولاتؤدي بصاحبها إلى النار ، ولنا في صحابة رسول الله   في ذلك أسوة حسنة  .     
                                      الباحث





المصـــادر
أولا : كتب التفسير
1.        أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، تأليف: محمد الأمين بن محمد بن المختار الجكني الشنقيطي. ، دار النشر: دار الفكر للطباعة والنشر.  - بيروت. - 1415هـ - 1995م. ، تحقيق: مكتب البحوث والدراسات.
2.        التسهيل لعلوم التنزيل، تأليف: محمد بن أحمد بن محمد الغرناطي الكلبي، دار النشر: دار الكتاب العربي - لبنان - 1403هـ- 1983م، الطبعة: الرابعة .
3.        تفسير البغوي، تأليف: البغوي، دار النشر: دار المعرفة - بيروت، تحقيق: خالد عبد الرحمن العك .
4.        التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، تأليف: فخر الدين محمد بن عمر التميمي الرازي الشافعي، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1421هـ - 2000م، الطبعة: الأولى .
5.        جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تأليف: محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري أبو جعفر، دار النشر: دار الفكر - بيروت – 1405.
6.        الجامع لأحكام القرآن، تأليف: أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، دار النشر: دار الشعب – القاهرة .
7.        الدر المنثور، تأليف: عبد الرحمن بن الكمال جلال الدين السيوطي، دار النشر: دار الفكر - بيروت – 1993.
8.        زاد المسير في علم التفسير، تأليف: عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي، دار النشر: المكتب الإسلامي - بيروت - 1404، الطبعة: الثالثة.
ثانيا : كتب الحديث وشروحه :
1.        الأحاديث المختارة، تأليف: أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد الحنبلي المقدسي، دار النشر: مكتبة النهضة الحديثة - مكة المكرمة - 1410، الطبعة: الأولى، تحقيق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش .
2.        الأوائل لابن أبي عاصم، تأليف: أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الشيباني أبو بكر، دار النشر: دار الخلفاء للكتاب الإسلامي - الكويت، تحقيق: محمد بن ناصر العجمي .
3.        الأوائل للطبراني، تأليف: سليمان بن أحمد الطبراني أبو القاسم، دار النشر: مؤسسة الرسالة , دار الفرقان - بيروت - 1403، الطبعة: الأولى، تحقيق: محمد شكور بن محمود الحاجي أمرير .
4.        التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، تأليف: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري، دار النشر: وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب - 1387، تحقيق: مصطفى بن أحمد العلوي ,‏محمد عبد الكبير البكري .
5.        الجامع الصحيح المختصر، تأليف: محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي، دار النشر: دار ابن كثير , اليمامة - بيروت - 1407 - 1987، الطبعة: الثالثة، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا .
6.        جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم، تأليف: زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين البغدادي، دار النشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1417هـ - 1997م، الطبعة: السابعة، تحقيق: شعيب الأرناؤوط / إبراهيم باجس .
7.        الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم، تأليف: محمد بن فتوح الحميدي، دار النشر: دار ابن حزم - لبنان/ بيروت - 1423هـ - 2002م، الطبعة: الثانية، تحقيق: د. علي حسين البواب .
8.        سنن ابن ماجه، تأليف: محمد بن يزيد أبو عبدالله القزويني، دار النشر: دار الفكر - بيروت -  -، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي .
9.        سنن أبي داود، تأليف: سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني الأزدي، دار النشر: دار الفكر -  -، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد .
10.        سنن البيهقي الكبرى، تأليف: أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي، دار النشر: مكتبة دار الباز - مكة المكرمة - 1414 - 1994، تحقيق: محمد عبد القادر عطا .
11.        سنن الترمذي، تأليف: محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي، دار النشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت -  -، تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرون .
12.        سنن الدارمي، تأليف: عبدالله بن عبدالرحمن أبو محمد الدارمي، دار النشر: دار الكتاب العربي - بيروت - 1407، الطبعة: الأولى، تحقيق: فواز أحمد زمرلي , خالد السبع العلمي .
13.        شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك، تأليف: محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1411، الطبعة: الأولى .
14.        شرح السنة، تأليف: الحسين بن مسعود البغوي، دار النشر: المكتب الإسلامي - دمشق _ بيروت - 1403هـ - 1983م، الطبعة: الثانية، تحقيق: شعيب الأرناؤوط - محمد زهير الشاويش .
15.        صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، تأليف: محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي، دار النشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1414 - 1993، الطبعة: الثانية، تحقيق: شعيب الأرنؤوط .
16.        شرح النووي على صحيح مسلم ، تأليف: أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي، دار النشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1392، الطبعة: الطبعة الثانية .
17.        صحيح مسلم، تأليف: مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري، دار النشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي .
18.        طرح التثريب في شرح التقريب ، تأليف: زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسيني العراقي ، دار النشر: دار الكتب العلمية  - بيروت  - 2000م ، الطبعة: الأولى ، تحقيق: عبد القادر محمد علي
19.        عمدة القاري شرح صحيح البخاري، تأليف: بدر الدين محمود بن أحمد العيني، دار النشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت .
20.        عون المعبود شرح سنن أبي داود، تأليف: محمد شمس الحق العظيم آبادي، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1995م، الطبعة: الثانية .
21.        فتح الباري شرح صحيح البخاري، تأليف: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، دار النشر: دار المعرفة - بيروت، تحقيق: محب الدين الخطيب .
22.        فيض القدير شرح الجامع الصغير، تأليف: عبد الرؤوف المناوي، دار النشر: المكتبة التجارية الكبرى - مصر - 1356هـ، الطبعة: الأولى .
23.        الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، تأليف: أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي، دار النشر: مكتبة الرشد - الرياض - 1409، الطبعة: الأولى، تحقيق: كمال يوسف الحوت .
24.        كشف المشكل من حديث الصحيحين، تأليف: أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي، دار النشر: دار الوطن  - الرياض - 1418هـ - 1997م. ، تحقيق: علي حسين البواب .
25.        المجتبى من السنن، تأليف: أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي، دار النشر: مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب - 1406 - 1986، الطبعة: الثانية، تحقيق: عبدالفتاح أبو غدة .
26.        مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، تأليف: علي بن أبي بكر الهيثمي، دار النشر: دار الريان للتراث/‏دار الكتاب العربي - القاهرة , بيروت – 1407 .
27.        المستدرك على الصحيحين، تأليف: محمد بن عبدالله أبو عبدالله الحاكم النيسابوري، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1411هـ - 1990م، الطبعة: الأولى، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا .
28.        مسند أبي عوانة، تأليف: الإمام أبي عوانة يعقوب بن إسحاق الاسفرائني، دار النشر: دار المعرفة – بيروت .
29.        مسند الإمام أحمد بن حنبل، تأليف: أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني، دار النشر: مؤسسة قرطبة – مصر .
30.        مسند الشاميين، تأليف: سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، دار النشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1405 - 1984، الطبعة: الأولى، تحقيق: حمدي بن عبدالمجيد السلفي .
31.        مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه، تأليف: أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل الكناني، دار النشر: دار العربية - بيروت - 1403، الطبعة: الثانية، تحقيق: محمد المنتقى الكشناوي .
32.        المصنف، تأليف: أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، دار النشر: المكتب الإسلامي - بيروت - 1403، الطبعة: الثانية، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي .
33.        المعجم الأوسط، تأليف: أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، دار النشر: دار الحرمين - القاهرة - 1415، تحقيق: طارق بن عوض الله بن محمد ,‏عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني .
34.        المعجم الكبير، تأليف: سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، دار النشر: مكتبة الزهراء - الموصل - 1404 - 1983، الطبعة: الثانية، تحقيق: حمدي بن عبدالمجيد السلفي .
35.        معرفة السنن والآثار عن الامام أبي عبد الله محمد بن أدريس الشافعي ، تأليف: الحافظ الامام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو أحمد. البيهقي. الخسروجردي ، دار النشر: دار الكتب العلمية  - لبنان/ بيروت  - بدون ، الطبعة: بدون ، تحقيق: سيد كسروي حسن .
36.        المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، تأليف: أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي، دار النشر: دار الكتاب العربي - بيروت - 1405 هـ - 1985م، الطبعة: الأولى، تحقيق: محمد عثمان الخشت .
37.        نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار، تأليف: محمد بن علي بن محمد الشوكاني، دار النشر: دار الجيل - بيروت – 1973 .
ثالثا : كتب العقائد :
1.        اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، تأليف: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس، دار النشر: مطبعة السنة المحمدية - القاهرة - 1369، الطبعة: الثانية، تحقيق: محمد حامد الفقي .
2.        الباعث على إنكار البدع والحوادث، تأليف: عبد الرحمن بن إسماعيل أبو شامة، دار النشر: دار الهدى - القاهرة - 1398 - 1978، الطبعة: الأولى، تحقيق: عثمان أحمد عنبر .
3.        منهاج السنة النبوية، تأليف: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس، دار النشر: مؤسسة قرطبة - 1406، الطبعة: الأولى، تحقيق: د. محمد رشاد سالم .
رابعا : كتب الفقه وأصوله :
10        . إعلام الموقعين عن رب العالمين، تأليف: أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي، دار النشر: دار الجيل - بيروت - 1973، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد .
11        . الإحكام في أصول الأحكام، تأليف: علي بن محمد الآمدي أبو الحسن، دار النشر: دار الكتاب العربي - بيروت - 1404، الطبعة: الأولى، تحقيق: د. سيد الجميلي .
12        . البحر الرائق شرح كنز الدقائق، تأليف: زين الدين ابن نجيم الحنفي، دار النشر: دار المعرفة - بيروت، الطبعة: الثانية
13        . المنثور في القواعد، تأليف: محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي أبو عبد الله، دار النشر: وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت - 1405، الطبعة: الثانية، تحقيق: د. تيسير فائق أحمد محمود .
14        . الوجيز في أصول الفقه : د. عبدالكريم زيدان ، مطبعة سلمان الأعظمي ـ بغداد 1387هـ .
15        . حاشية الرملي : أبو العباس أحمد الرملي الأنصاري .
16        .الأشباه والنظائر، تأليف: عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، دار النشر:     دار الكتب العلمية - بيروت - 1403، الطبعة: الأولى .
1.        التقرير والتحرير في علم الأصول، تأليف: ابن أمير الحاج. ، دار النشر: دار الفكر - بيروت - 1417هـ - 1996م .
2.        حاشية إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين لشرح قرة العين بمهمات الدين، تأليف: أبي بكر ابن السيد محمد شطا الدمياطي، دار النشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت .
3.        الحاوي للفتاوى : جلال الدين السيوطي ، دار الكتب العلمية ـ بيروت 1408هـ .
4.        حواشي الشرواني على تحفة المحتاج بشرح المنهاج، تأليف: عبد الحميد الشرواني، دار النشر: دار الفكر – بيروت .
5.        الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية، تأليف: شيخ الإسلام أبي العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني ، دار النشر: دار المعرفة - بيروت، تحقيق: قدم له حسنين محمد مخلوف .
6.        كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، تأليف: أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس، دار النشر: مكتبة ابن تيمية، الطبعة: الثانية، تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي .
7.        كشاف القناع عن متن الإقناع، تأليف: منصور بن يونس بن إدريس البهوتي، دار النشر: دار الفكر - بيروت - 1402، تحقيق: هلال مصيلحي مصطفى هلال .
8.        المجموع، تأليف: النووي، دار النشر: دار الفكر - بيروت - 1997م .
9.        المحلى، تأليف: علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري أبو محمد، دار النشر: دار الآفاق الجديدة - بيروت، تحقيق: لجنة إحياء التراث العربي .
خامسا : كتب السير والتاريخ والتراجم :
1.        إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، تأليف: محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله، دار النشر: دار المعرفة - بيروت - 1395 - 1975، الطبعة: الثانية، تحقيق: محمد حامد الفقي .
2.        البدء والتاريخ، تأليف: وهو المطهر بن طاهر المقدسي، دار النشر: مكتبة الثقافة الدينية – بورسعيد .
3.        البداية والنهاية، تأليف: إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفداء، دار النشر: مكتبة المعارف – بيروت .
4.        تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، دار النشر: دار الكتاب العربي - لبنان/ بيروت - 1407هـ - 1987م، الطبعة: الأولى، تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمرى .
5.        تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، تأليف: أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله الشافعي، دار النشر: دار الفكر - بيروت - 1995، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري .
6.        تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار( رحلة ابن بطوطة)، تأليف: محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي أبو عبد الله، دار النشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1405، الطبعة: الرابعة، تحقيق: د. علي المنتصر الكتاني .
7.        تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير، تأليف: جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي، دار النشر: شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم - بيروت - 1997، الطبعة: الأولى .
8.        تنوير الحوالك شرح موطأ مالك، تأليف: عبدالرحمن بن أبي بكر أبو الفضل السيوطي، دار النشر: المكتبة التجارية الكبرى - مصر - 1389 – 1969.
9.        تهذيب التهذيب، تأليف: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، دار النشر: دار الفكر - بيروت - 1404 - 1984، الطبعة: الأولى .
10.        الثقات، تأليف: محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي، دار النشر: دار الفكر - 1395 - 1975، الطبعة: الأولى، تحقيق: السيد شرف الدين أحمد .
11.        الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، تأليف: الحافظ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني، دار النشر: مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند - 1392هـ/ 1972م، الطبعة: الثانية، تحقيق: مراقبة / محمد عبد المعيد ضان .
12.        دلائل النبوة، تأليف: للبيهقي مؤسسة البراق   عبد الله جربوع   .
13.        الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، تأليف: إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون اليعمري المالكي، دار النشر: دار الكتب العلمية – بيروت .
14.        الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، تأليف:  شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي، دار النشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1418هـ/ 1997م، الطبعة: الأولى، تحقيق: إبراهيم الزيبق .
15.        سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي، تأليف: عبد الملك بن حسين بن عبد الملك الشافعي العاصمي المكي، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1419هـ- 1998م، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض .
16.        السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون، تأليف: علي بن برهان الدين الحلبي، دار النشر: دار المعرفة - بيروت – 1400.
17.        شذرات الذهب في أخبار من ذهب، تأليف: عبد الحي بن أحمد بن محمد العكري الحنبلي، دار النشر: دار بن كثير  - دمشق - 1406هـ، الطبعة: ط1، تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط، محمود الأرناؤوط .
18.        صفة الصفوة، تأليف: عبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج، دار النشر: دار المعرفة - بيروت - 1399 - 1979، الطبعة: الثانية، تحقيق: محمود فاخوري - د.محمد رواس قلعه جي .
19.        طبقات الحفاظ، تأليف: عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي أبو الفضل، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1403، الطبعة: الأولى .
20.        الطبقات الكبرى، تأليف: محمد بن سعد بن منيع أبو عبدالله البصري الزهري، دار النشر: دار صادر - بيروت  .
21.        المختصر الكبير في سيرة الرسول  ، تأليف: عز الدين بن جماعة الكتاني ، دار النشر: دار البشير  - عمان  - 1993م، الطبعة: الأولى ، تحقيق: سامي مكي العاني .
22.        مشاهير علماء الأمصار، تأليف: محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت -  - 1959، تحقيق: م. فلايشهمر .
23.        نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تأليف: أحمد بن محمد المقري التلمساني، دار النشر: دار صادر - بيروت - 1388هـ، تحقيق: د. إحسان عباس .
24.        وفيات الأعيان و انباء أبناء الزمان، تأليف: أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان، دار النشر: دار الثقافة - لبنان، تحقيق: احسان عباس .
سابعا : كتب متنوعة :
1.        لسان العرب، تأليف: محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، دار النشر: دار صادر - بيروت، الطبعة: الأولى .
2.        المدخل، تأليف: أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد العبدري الفاسي المالكي الشهير بابن الحاج، دار النشر: دار الفكر - 1401هـ - 1981م .
3.        معجم البلدان، تأليف: ياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله، دار النشر: دار الفكر – بيروت .














                                                     22/1/2010م
                                                   6 /صفر /1431هـ
作者: 匿名    时间: 2010-7-4 17:17
المبحث الثاني : التأصيل الشرعي لإحتفال المولد النبوي
المطلب الأول : أدلة المنكرين لمشروعية الإحتفال

يكاد المتتبع لآراء العلماء المتقدمين والمتأخرين ، أن يجزم بأن أول من ثبت عنه الإنكار ، أو الإعتراض على عمل الإحتفال بالمولد النبوي ، هو واحد من اثنين من الأئمة ، أحدهما : الإمام تاج الدين عمر بن علي اللخمي السكندري المشهور بالفاكهاني ، من متأخري المالكية ، وألف في ذلك كتابا سماه ( المورد في الكلام على  عمل المولد) .
وثانيهما : الإمام ابن تيمية الحراني ، شيخ الإسلام .
أما من كان قبلهما ، فلم أجد رواية عن أحد من العلماء تدل على استنكاره ، أو اعتراضه على ذلك .
وقد سبق أن أوردت قول السيوطي وغيره : أن الملك المظفر حين كان يعمل الإحتفال بالمولد ، كان يحضر عنده أعيان العلماء والصوفية ، دون نكير من أحدهم ، أو غيرهم في زمانهم ، على مايفعله ذلك الملك ، أومن سبقه من أهل العلم ، أو من جاء بعده من الولاة والأمراء . وتقدم أن الملك المظفر توفي سنة 630هـ .
لكن أول إشارات الاعتراض صدرت عن هذين الإمامين ، وكلاهما سابق لصاحبه في الزمن . فالفاكهاني ولد سنة 654هـ وقيل سنة 656 هـ ، وتوفي سنة 734هـ    .
وأما ابن تيمية فمولده كان سنة 661هـ ، ووفاته سنة 728هـ    .
فإذا نظرنا الى سنة الولادة ، فالفاكهاني هو أقدم من اعترض ، وإذا نظرنا إلى سنة الوفاة ، يكون ابن تيمية هو أقدم المنكرين .
وسواء أكان المتقدم هذا أو ذاك ، فالفارق بينه وبين الملك المظفر لايقل عن قرن من الزمان ، هذا إذا اعتبرنا أن الملك المظفر هو أول من فعل ذلك ، على الرغم من أن بعض الروايات التي أوردتها تفيد بوجود علماء أفاضل سبقوا الملك المظفر بزمن ، بل ذكر صاحب تفسير أضواء البيان أن هذه الإحتفالات بدأت منذ القرن الرابع الهجري كما تقدم  .
وهذا يعني أن الإجماع انعقد على مشروعية هذه الإحتفالات قبل الفاكهاني وابن تيمية بما لايقل عن ثلاثة قرون أو أكثر من الزمان .
وقد ذكرت هذا الأمر لأن له علاقة بما سأورده من أدلة تؤصل لمشروعية هذا الإحتفال فيما بعد .
وعلى كل حال ، فإن المنكرين لهذه الإحتفالات ، استدلوا على ماذهبوا إليه، بجملة أدلة ، أوردها ، ثم أتبعها بما يسر الله تعالى به من ردود عليها ، قبل أن أسرد الأدلة المؤيدة إن شاء الله تعالى . ومن تلك الأدلة مايأتي :
الدليل الأول : أن اتخاذ موسم غيرالمواسم الشرعية المعروفة ، كالعيدين، وأيام التشريق ، أمر لم يفعله السلف الصالح من هذه الأمة ، في القرون الثلاثة الأولى ، المشهود لها بالخيرية ، وما لم يفعله السلف ، لايجوز فعله . قال ابن تيمية : ( إذ الأعياد شريعة من الشرائع ، فيجب فيها الإتباع لاالإبتداع ، وللنبي خطب وعهود ، ووقائع في أيام متعددة ، مثل يوم بدر، وحنين ، والخندق ،وفتح مكة ، ووقت هجرته ، ودخوله المدينة ، وخطب له متعددة ، يذكر فيها قواعد الدين ، ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ مثال تلك الأيام أعيادا ، وإنما يفعل مثل هذا النصارى ، الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه السلام أعيادا ، أو اليهود ، وإنما العيد شريعة ، فما شرعه الله اتبع ، وإلا لم يحدث في الدين ما ليس منه   .
ولأن رسول الله  لم يفعله ، ولاخلفاؤه الراشدون ، ولاغيرهم من الصحابة ، ولاالتابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة ، وهم أعلم الناس بالسنة ، وأكمل حبا لرسول الله  ، ومتابعة لشرعه ممن بعدهم ، ففعله من البدع المحدثة في الدين ، وقد ثبت عن النبي  أنه قال : (من أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليس منه فَهُوَ رَدٌّ)   أي مردود عليه ، وقال في حديث آخر : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الإمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة )  .
ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع ، والعمل بها ، وقد قال الله سبحانه : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) . وقال عزوجل:
( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)  .وقال سبحانه : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)   و   .

والجواب على ذلك : أن هذا الدليل قائم على أساس أن البدعة ، التي تفضي إلى الضلالة والنار ، هي كل ما لم يفعله رسول الله  ، أو سلفنا الصالح في القرون الثلاثة الأولى ، لأن ذلك زيادة في دين الله ، ليست منه ، وما ليس من دين الله ، فهو مردود على صاحبه .
والحقيقة أن مثل هذا التعريف للبدعة أمر فيه مغالاة ، ومجانبة للصواب من عدة جوانب منها :
أ.  أن السلف الصالح ، ولاسيما الصحابة الكرام ، قد فعلوا أو قالوا أمورا ، لم يكن رسول الله قد فعلها أو قالها، ولم يستأذنوه أولا في فعلها أو الإتيان بها ، وإنما بادروا إلى فعلها ، ثم بعد ذلك علم هو بها ، أو فعلوها بعد وفاته  ، دون علمه بها .والأمثلة على ذلك كثيرة منها :
1 . سنة الوضوء التي أحدثها الصحابي الجليل بلال  ، ولم يكن قد أخبر بها رسول الله  ، ولااستأذنه فيها ، إلى أن قال له يابلال ، حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام ، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة ، قال : ما عملت عملا أرجى عندي ، أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار ، إلا صليت بذلك الطهور ، ما كتب لي أن أصلي)  .
     نعم ، قد تم الإقرار لهذه السنة ، لكن بعد أن أحدثها بلال من                    نفسه أولا . فهل يعد بلال مبتدعا ضالا ؟ حاشا لله .
2 . أخرج عبد الرزاق عن ابن المسيب ، أن رسول الله   قال : ( إن بلالا        يؤذن بليل ... فلما كان ذات ليلة ، أذن بلال ، ثم جاء يؤذن النبي  ، فقيل له : إنه نائم ، فنادى بلال :الصلاة خير من النوم . فأقرت في الصبح )   .
    وفي بعض الروايات قال الزُّهْرِيُّ : وزاد بِلَالٌ في نِدَاءِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ الصَّلَاة
    خَيْرٌ من النَّوْمِ فَأَقَرَّهَا رسول اللَّهِ   )  .
    وفي روايةقال سعيد : فأدخلت هذه الكلمة في التأذين في صلاة الفجر  
    وفي رواية: فقال له النبي  : ما هذا الذي زدت في أذانك قال رأيت منك ثقلةفأحببت أن تنشط فقال اذهب فزده في أذانك
    وفي رواية :  ما أَحْسَنَ هذا يا بِلالُ اجْعَلْهُ في أَذَانِكَ  
    وفي رواية : فلم يكره رسول الله  وأدخله في الأذان .
    وواضح من مجموع هذه الروايات أن بلالا ابتدع وأحدث هذه العبارة ، ومع
    ذلك لم يعنفه رسول الله  ، ولم يبدعه ، ولم ينكر عليه ، ولم يمنع بلالا
     من قولها ، أن رسول الله   لم يكن قد شرعها قبل ذلك . فأين البدعة بالمعنى الذي ذكروه من هذا ؟  ومعلوم أن بلالا ليس من الخلفاء الراشدين حتى يقال : إن ذلك سنتهم التي أمرنا باتباعها .
3.  إقراره  الصحابي على ملازمة قراءة سورة الإخلاص في الصلاة دون غيرها من السور  .
      أخرج البخاري عن أَنَسِ رضي الله عنه :  كان رَجُلٌ من الْأَنْصَارِ يَؤُمُّهُمْ في مَسْجِدِ قُبَاءٍ وكان كُلَّمَا افْتَتَحَ سُورَةً يَقْرَأُ بها لهم في الصَّلَاةِ مِمَّا يَقْرَأُ بِهِ افْتَتَحَ قُلْ هو الله أَحَدٌ حتى يَفْرُغَ منها ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً أُخْرَى مَعَهَا وكان يَصْنَعُ ذلك في كل رَكْعَةٍ فَكَلَّمَهُ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا إِنَّكَ تَفْتَتِحُ بِهَذِهِ السُّورَةِ ثُمَّ لَا تَرَى أنها تُجْزِئُكَ حتى تَقْرَأَ بِأُخْرَى فَإِمَّا تَقْرَأُ بها وَإِمَّا أَنْ تَدَعَهَا وَتَقْرَأَ بِأُخْرَى فقال ما أنا بِتَارِكِهَا إن أَحْبَبْتُمْ أَنْ أَؤُمَّكُمْ بِذَلِكَ فَعَلْتُ وَإِنْ كَرِهْتُمْ تَرَكْتُكُمْ وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ من أَفْضَلِهِمْ وَكَرِهُوا أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ فلما أَتَاهُمْ النبي  أَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ فقال يا فُلَانُ ما يَمْنَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ ما يَأْمُرُكَ بِهِ أَصْحَابُكَ وما يَحْمِلُكَ على لُزُومِ هذه السُّورَةِ في كل رَكْعَةٍ فقال إني أُحِبُّهَا فقال حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ  
     وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَجُلًا سمع رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هو الله أَحَدٌ يُرَدِّدُهَا فلما أَصْبَحَ جاء إلى رسول اللَّهِ  فذكر ذلك له وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا فقال رسول اللَّهِ  وَالَّذِي نَفْسِي بيده إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ .وفي رواية :  أَنَّ رَجُلًا قام في زَمَنِ النبي  يَقْرَأُ من السَّحَرِ قُلْ هو الله أَحَدٌ لَا يَزِيدُ عليها فلما أَصْبَحْنَا أتى رجل النبي    نَحْوَهُ  
      وعن عَائِشَةَ أَنَّ النبي  بَعَثَ رَجُلًا على سَرِيَّةٍ وكان يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ في صلاته فَيَخْتِمُ بـ (قل هو الله أَحَدٌ ) فلما رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلك لِلنَّبِيِّ    فقال سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذلك فَسَأَلُوهُ فقال لِأَنَّهَا صِفَةُ الرحمن وأنا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بها فقال النبي : أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ   .
     وظاهر هذه الروايات أنها في مواقف متغايرة ،لأشخاص مختلفين .
4. عن انس بن مالك قال : قال رسول الله  : يقدم عليكم غدا أقوام ، هم أرق قلوبا للإسلام منكم . قال :فقدم الأشعريون ، فيهم أبو موسى الأشعري ، فلما دنوا من المدينة ، جعلوا يرتجزون يقولون :
غدا نلقى الأحبة  **********   محمدا وحزبه
     فلما أن قدموا ، تصافحوا ، فكانوا هم أول من أحدث المصافحة . وفي رواية أخرى عن أَنَسٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  قال أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ وَهُمْ أَرَقُّ قُلُوباً مِنْكُمْ وَهُمْ أَوَّلُ من جاء بِالْمُصَافَحَةِ . ففعلوها قبل أن تشرع لهم ولم يمنعهم من فعلها أن يقال لهم : أنكم مبتدعة .
5.  عن رِفَاعَةَ بن رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ قال كنا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النبي    فلما رَفَعَ رَأْسَهُ من الرَّكْعَةِ قال سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ قال رَجُلٌ وَرَاءَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فيه فلما انْصَرَفَ قال من الْمُتَكَلِّمُ قال أنا قال رأيت بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ   . وهذا دليل آخر عن الصحابة الكرام أنهم كانوا يبادرون إلى الخير دون انتظار الإذن بذلك ، ولو كانت مبادرتهم ممنوعة لبينها لهم رسول الله   ولامتنعوا من ذلك خوف البدعة المزعومة .
6.   قال البخاري : ( ويذكر أن عمرو بن العاص أجنب في ليلة باردة ، فتيمم وتلا (( وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً))   ، فذكر للنبي ، فلم يعنف    . فهذا الصحابي بادر (ابتدع ) إلى التيمم بدل الغسل من الجنابة بسبب البرد في الحضر ولم يكن مسافرا ، فعل ذلك دون أن يرجع أولا إلى النبي  . فهل يسمى ضالا ؟ حاشا لله ، بل لم يعنفه ، لاعلى فعله ذلك ، ولا على كونه ابتدعه من نفسه، دون أن يوجد فيه نص مسبق.
   
وهناك أمور أخرى فعلها الصحابة بعد وفاة رسول الله  ، لم يفعلها هو في حياته ، ولم يمنعهم من فعلها أنه لم يفعلها ، ومن ذلك :
1.        قول عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان : نعم البدعة هذه . حين جمع الناس في صلاةالتراويح على قاريء واحد   .
2.        جمع المصحف زمن أبي بكر الصديق  ، فقد روى البخاري عن زيد بن ثابت أنه قال : أرسل إلي أبوبكر فقال :إن عمر أتاني فقال :  إِنَّ الْقَتْلَ قد اسْتَحَرَّ يوم الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْمَوَاطِنِ ، فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ من الْقُرْآنِ ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ ، قلت لِعُمَرَ: كَيْفَ تَفْعَلُ شيئا لم يَفْعَلْهُ رسول اللَّهِ  ؟  قال عُمَرُ: هذا والله خَيْرٌ ، فلم يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي حتى شَرَحَ الله صَدْرِي لِذَلِكَ ، وَرَأَيْتُ في ذلك الذي رَأَى عُمَرُ.....  فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ..... قلت: كَيْفَ تَفْعَلُونَ شيئا لم يَفْعَلْهُ رسول اللَّهِ ؟ قال : هو والله خَيْرٌ ، فلم يَزَلْ أبو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حتى شَرَحَ الله صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ له صَدْرَ أبي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما، فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ من الْعُسُبِ وَاللِّخَافِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ ... .
فانظر إلى قول أبي بكر لعمر ، وقول زيد بن ثابت لأبي بكر ( كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله ) ؟ بمعنى أنهم فعلوا أمورا لم يكن لها وجود قبل زمنهما . فهل هم مبتدعون أصحاب ضلالة؟
3.        قتال مانعي الزكاة ، فعله أبو بكر الصديق ، وليس عندنا خبر واحد يدل على أن رسول الله قاتلهم ، أو قتلهم ،  وربما كان هذا هو السبب في عدم موافقة عمر رضي الله عنه أول الأمر على قتالهم ، قال ابن تيمية : فلما توفي رسول الله   ، ارتدت العرب ، قال بعضهم : نصلي ولا نزكي ، وقال بعضهم : نزكي ولا نصلي، فأتيته ـ يقصد عمر رضي الله عنه أتى أبا بكر  ـ  لا آلوه نصحا ، فقلت : يا خليفة رسول الله ، تألف الناس وارفق بهم، فقال لي: أجبار في الجاهلية وخوار في الإسلام ... .
4.        روى ابن أبي شيبة طائفة من الروايات ، تحت عنوان ( الأوائل ) ذكر فيها أول من أحدث بعض الأفعال والسنن في الإسلام ، أذكر منها :
•        عن مجاهد قال : أول من جهر ، أو أول من أعلن التسليم في الصلاة ، عمر بن الخطاب .
•        عن ابن المسيب قال : أول من أحدث الأذان في العيدين معاوية . وعن أبي قلابة قال : أول من أحدث الأذان في العيدين ابن الزبير . ولعل هذا الإختلاف في الروايات من اختلاف المكان لكن في زمن واحد .
•        عن أبي أمامة : أول من صلى الضحى ذو الزوائد .
•        عن الحكم قال : أول من جعل للفرس سهمين ، عمر بن الخطاب ، أشار به عليه رجل من تميم .
•        عن الزهري في اليمين مع الشاهد : بدعة ، وأول من قضى بها معاوية .
•        قيل للزهري : من أول من ورث العرب من الموالي ؟ قال : عمر بن الخطاب .
•        عن الشعبي ، قال : لم يقطع النبي  ، ولاأبو بكر ، ولاعمر ، ولاعلي ، وأول من أقطع القطائع : عثمان ، وبيعت الأرضون في إمارة عثمان .
•        عن طاووس : أول من جلس على المنبر في الجمعة معاوية .
•        عن الشعبي : أول من جعل العشور عمر بن الخطاب .
•        قيل للحسن البصري : من أول من أعتق أمهات الأولاد ؟ قال : عمر .
•        عن النخعي : أول من فرض العطاء ، عمر بن الخطاب ، وفرض فيه الدية كاملة . ورواه عنه مصعب بن سعد أيضا .
•        عن الزهري : أول من قطع الرجل أبو بكر .
•        أول من حصّب المسجد عمر ( أي فرش أرضه بالحصباء ) .
•        عن محرز بن صالح : أن عليا أول من فرق ين الشهود   .  
وهنا قد يعترض على هذا : بأن جمع القرآن الكريم ، وحرب المرتدين ، وما شابه ، هما من سنة الخلفاء الراشدين ، وقد ورد النص بوجوب اتباع سنة الخلفاء الراشدين  .
والجواب :أن هناك روايات عن غير الراشدين أوردناها .
أما الروايات عن الراشدين فتوجيهها: أن السنة هي الطريقة في معناها العام، والمعنى واضح فيما لو اتفق الراشدون  على رأي واحد ، فإننا مأمورون باتباع سنتهم ، لكن كيف يكون العمل بحديث ( عليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء المهديين الراشدين)  فيما لو اختلفت آراء الخلفاء الأربعة ؟
ولاأظن عاقلا يقول : بوجوب اتباعهم مع تناقضهم في الرأي ، لأننا سنجمع بين المتناقضات ، وهذا لايمكن ، فلا يبقى إلا أن يؤول الحديث المذكور ، على وجوب اتباع المنهج ، والطريقة العامة التي كان عليها الخلفاء الراشدون في الإستنباط ، وليس مجرد اتباع رأي خاص بواحد منهم ، في واقعة معينة ، لأننا بذلك سنحكم بعصمتهم ، وكونهم مصدرا من مصادر التشريع ، وهذا غير صحيح لأن التشريع محصور بالله ورسوله ، اللهم إلا إذا أجمعوا فيكون إجماعهم هو المصدر التشريعي ، وليس أقوالهم المتفرقة لأنها حينئذ رأي فقيه تحتاج إلى دليل .
ولو تأملنا قول أبي بكر وعمر عن جمع القرآن الكريم : (هذا والله خير، هو والله خير) لأمكن أن نفهم ، أن المنهج الذي اختطاه للأمة في كل حادثة جديدة يراد معرفة حكمها ، أنها مشروعة ما دامت لاتصطدم بنص  يمنع من فعلها أولا، وتؤدي إلى خير ومصلحة للأمة ثانيا .
ولذلك يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : المحدثات من الأمور ضربان ، أحدهما ماأحدث ، مما يخالف كتابا أو سنة ، أو أثرا ، أوإجماعا ، فهذه البدعة الضلالة ، والثاني ، ماأحدث من الخير ، لاخلاف فيه لواحد من هذا ، وهذه محدثة غير مذمومة )    .
والاحتفال بالمولد ، من هذا القبيل ، فهو لايصادم كتابا ولا سنة ولاإجماعا ، وفيه من الخير ما قد عرف ، كقراءة القرآن ، والصلاة على النبي  ،  وإطعام الطعام ، وما شابه من أعمال الخير . فلا أقل أن يكون من المحدثات غير المذمومة ، ولذلك يقول ابن تيمية عنه : ( هذا لم يفعله السلف ، مع قيام المقتضي وعدم المانع )   . ومعنى عدم المانع : عدم وجود ما يمنع من فعله شرعا ، فهو ليس من باب الشر ولا يخالف كتابا ولاسنة ولاإجماعا، فكيف يكون بعد ذلك ضلالة ؟   .
ب . ولو جاز القول : بأن البدعة المحرمة، هي كل ما لم يفعله السلف ، لبطل باب المصلحة المرسلة في التشريع وأصول الفقه ، بينما
َصَحَّ أَنَّ عَلِيًّا كان يُضَمِّنُ الْقَصَّارَ وَالصَّوَّاغَ وقال لاَ يُصْلِحُ الناس إِلاَّ ذلك   وهو استدلال بالمصلحة على حكم لم يفعله من سبقه .
ولبطل أيضا العرف الصحيح والإستصحاب في التشريع ، وكل ذلك ثابت في شرع الله ، لاسبيل إلى رده ، فلا يسمى الأمر الجديد بدعة ، إلا إذا خالف ما ثبت في دين الله ، وناقض النصوص المقدسة ، من قرآن أو سنة ، وهذا عين ماقال سبحانه وتعالى وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)   . فما لم يأمرنا به ، ولم ينهنا عنه ، لايدخل ضمن الآية . وكذا قوله سبحانه فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)   . فمن فعل شيئا لم ينه عنه الشارع ، لم يدخل نطاق هذه الآية . ولذلك ابتدع المسلمون التصانيف في جميع العلوم النافعة ، الشرعية وغير الشرعية ، على اختلاف فنونها ، وافترضوا المسائل التي لم تقع ، ووضعوا الحكم الشرعي لها ، وتكلموا في تفسير القرآن الكريم بالرأي المنضبط باللغة ، وصنفوا كتب السير ، والكلام على الأسانيد والمتون ، ووضعوا علم النحو والمعاني والبيان ، والأوزان ، وباقي العلوم التي تعين على معرفة أحكام الله تعالى ، ومعاني كتابه ، وسنة رسوله  ، وكل ذلك لم يرد فيه أمر خاص بجزئياته ، ولا يلزم من فعله محذور شرعي باتفاق الجميع .
أما قوله  من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) ، فمعناه أن من أحدث ما ليس له أصل في ديننا فهو مردود ، لأن المراد من ( أمرنا ) هو ديننا بدليل أن هذا الحديث ورد برواية أخرى هي (من أحدث في ديننا ما ليس منه...) أورده كذلك البغوي والنووي وابن تيمية وابن رجب الحنبلي وغيرهم     . قال صاحب التقرير والتحبير : يجوز أن يكون المراد بالأمر هنا دينه وشرعه كما في الحديث الصحيح ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) بدليل ما في لفظ آخر له ( من أحدث في ديننا ما ليس فيه فهو رد)     .
وقال ابن رجب الحنبلي : والمراد بأمره ههنا دينه وشرعه ... فمن كان عمله جاريا تحت أحكام الشريعة موافقا لها فهو مقبول ومن كان خارجا عن ذلك فهو مردود   .
ولاأعتقد أن الإحتفال بالمولد المبني على محبة النبي  ، ليس له أصل في الدين ، فالمحبة له واجبة ، قال  لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)  وإطعام الطعام من أفضل القربات ، وفي الحديث : ( أن رجلا سأل النبي  : أي الإسلام خير ؟ قال : تطعم الطعام ... ) فضلا عن تلاوة القرآن الكريم ، والصلاة على رسول الله  ،
وسيأتي في الأدلة الدالة على أصل الإحتفال ، أن رسول الله كان يحتفل بمولده بصيام يوم الإثنين .
بل حتى كثير من المدائح النبوية التي لامغالاة فيها ، ليس فيها خروج عن السنة القويمة ، فقد مدح رسول الله  من شعراء معروفين وأقر ذلك وأكرم بعضهم ، فكيف يقال بعد ذلك : إن الإحتفال بدعة مردودة ليس عليه أمرنا ؟ .
ج. ولعل سكوت النبي عن أشياء ، في كثير من الأوقات، وعدم تشريعه لها ، كان خوفا منه أن تفرض على الأمة ، فلا يقال بعد ذلك : إنها بدعة ، ضلالة . فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( إن كان رسول الله ليدع العمل ، وهو يحب أن يعمل به ، خشية أن يعمل به الناس ، فيفرض عليهم ، وما سبح رسول الله  سبحة الضحى قط ، وإني لأسبحها )    .
فهل يصح أن يسمى عمل أعرض عنه رسول الله  بدعة ، وهو يحب أن يعمله ، لكن منعه من ذلك الخوف من فرضه على الناس ؟ فكيف يحب رسول الله البدع والضلال ؟ .
ثم هذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، تفعل ما لم يفعله رسول الله  ، حسب قولها ، فهل وقعت في الضلال ؟
وعن أبي أمامة قال : أول من صلى الضحى رجل من أصحاب رسول الله  ، يكنى بأبي الزوائد   . قال السيوطي : وقد تأولوا هذا الأثر على أنه أول من صلاها في المسجد جماعة كما تصلى التراويح   .
وعن مجاهد قال : دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد ، فإذا عبدالله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة ، والناس يصلون الضحى في المسجد فسألناه عن صلاتهم فقال : بدعة ...  . قال القاضي عياض والنووي كلاهما في شرح مسلم : مراده أن إظهارها في المسجد بدعة ، والإجتماع لها هو البدعة . قال النووي : أو يقال : المواظبة عليها بدعة ، لأن النبي  لم يواظب عليها ، خشية أن تفرض  .
ومع كل ذلك ، يقول ابن عمر : لقد قتل عثمان ، وما أحد يسبحها ، وماأحدث الناس شيئا أحب إلي منها   .
فهل تستحب مثل هذه البدع ، لولا أنها خير ؟ ولاأظن الإحتفال بالمولد إلا من هذا القبيل .ولهذا السبب ، يجب أن نفهم ما دفع شيخ الإسلام ابن تيمية ، إلى القول في حق من احتفل بالمولد (( محبة للنبي ، وتعظيما له ، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والإجتهاد ... ثم يقول : إذا كان في البدعة نوع من الخير ، فعوض عنه من الخير المشروع بحسب الإمكان ... ولاينبغي لأحد أن يترك خيرا ، إلا إلى مثله ، أو إلى خير منه ))   .
فكيف يجوز أن يحصل فاعل البدعة على الثواب ، والبدعة ضلالة ، والضلالة هي وصاحبها في النار ؟ .
والأمثلة كثيرة ، وقد تطول ، على ما أحدثه الصحابة من أمور تعبدية ليس لها مثيل سابق في عهد النبي  ، فالأذان الأول للجمعة زمن عثمان ، والزيادة على أربعين جلدة في حد الخمر، وإيقاع التطليقات الثلاث بلفظ واحد، زمن عمر  ، وكثير من هذا القبيل مما لايخفى على متتبع .
د.عن أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله  قال : ( إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدودا فلا تعتدوها ، وسكت عن كثير عن غير نسيان ، فلا تكلفوها ، رحمة من الله فاقبلوها )   .
وفي رواية : عن أبي ثعلبة قال : إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدودا فلا تعتدوها ، ونهى عن أشياء فلاتنتهكوها ، وسكت عن أشياء رخصة لكم ، ليس بنسيان ، فلا تبحثوا عنها    .
وفي رواية : عن أبي الدرداء مرفوعا : ( ما أحل الله فهو حلال ، وما حرم فهو حرام ، وما سكت عنه فهو عفو ، فاقبلوا من الله عافيته ، فإن الله لم يكن لينسى شيئا )    .
وعن سلمان أنه سئل عن الجبن والسمن والفراء فقال : ( الحلال ما أحل الله في كتابه ، والحرام ما حرم الله في كتابه ، وما سكت عنه ، فهو مما عفا عنه )   .
وإذا كان الإحتفال بالمولد لم يؤمر به ، ولم ينه عنه ، فيكون ضمن المسكوت عنه ، المرخص فيه . والمعنى واضح جدا .
هـ. وبناء على ما مر من أمثلة ، أصبح من المهم جدا التمييز في البدع بين ما يبتدع في العقائد ، وما يبتدع في الفقه ( الأحكام العملية : العبادات والمعاملات ) ، فالفرق شاسع كبير .
فإن من المتفق عليه ، أن الإبتداع في مسائل العقائد شر وضلال ، ولايسامح فاعله إلا بالتوبة ، ولا يثاب ، قال تعالى وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )   .
وقال : (فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)   .
ولذلك غضب رسول الله  على الصحابة لما تراجعوا في القدر ، ونهاهم عن الخوض فيه مرة أخرى   . وضرب عمر رضي الله عنه صبيغ بن عسيل على رأسه ، حتى أدماه ، لأنه سأل عن متشابه القرآن الكريم   .
لكن الأمر مختلف في أبواب الفقه ومسائله ، فالمجتهد مأجور وإن أخطأ ، ولايعنف ، ولايبدّع إن اجتهد فأداه اجتهاده إلى حكم جديد لم يسبق له ، مادام أن له مسوغا . ولاشك أن العبادات باب من أبواب الفقه ، لأن علم الفقه يشتمل على الأحكام العملية الشرعية ، وهي : ( العبادات ، والمعاملات ) . والإحتفال بالمولد عمل عبادي ، لادخل له بالعقيدة . قال ابن تيمية : ( الأعياد شريعة من الشرائع )  . فقال : شريعة ، ولم يقل عقيدة . ولو قلنا بأن البدعة الضلالة تنطبق على أبواب العبادات بالمعنى العام ، لكان الصحابة مبتدعة فيما عملوه من عبادات جديدة فيما أوردناه عنهم من أمثلة ، كيف ؟ وهم أبعد الناس عن البدع ، وأشدهم تمسكا بالسنة الصحيحة .
وعلى فرض أن المحتفلين بالمولد على خطأ ، فلا يصح نعتهم بالمبتدعة ، ولايوصف فعلهم بالضلال ، لأن الضلالة في بدع العقائد ، وما عداها قد تذم وقد تحمد ، وتذم إن تعارضت مع نص أو إجماع ، كما ذكر الإمام الشافعي ، وما عداه فهو خير ، ولا يوصل إلا إلى خير .
قال الخطابي  في شرح حديث ( كل محدثة بدعة ) : هذا خاص في بعض الأمور دون بعض ، وهي شيء أحدث على غير مثال ، أو أصل من أصول الدين ، وعلى غير عبادته وقياسه ، وأما ماكان منها مبنيا على قواعد الأصول ، ومردودا إليها فليس بدعة ولا ضلالة    .
وقال ابن حجر الهيتمي : والحاصل أن البدعة الحسنة ، متفق على ندبها ، وعمل المولد ، واجتماع الناس له كذلك ،( أي بدعة حسنة )  .
و.وأما قول المنكرين للإحتفال بالمولد : إن ذلك يعني إحداث عيد جديد في
الإسلام ، لادليل عليه ، والأعياد توقيفية ، لايجوز مجاوزتها  . قال ابن تيمية : (إذ الأعياد شريعة من الشرائع فيجب فيها الاتباع لا الابتداع وللنبي  خطب وعهود ووقائع في أيام متعددة مثل يوم بدر وحنين والخندق وفتح مكة ووقت هجرته ودخوله المدينة وخطب له متعددة يذكر فيها قواعد الدين ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ مثال تلك الأيام أعيادا وإنما يفعل مثل هذا النصارى الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه السلام أعيادا أو اليهود وإنما العيد شريعة فما شرعه الله اتبع وإلا لم يحدث في الدين ما ليس منه )  .
والجواب : أن مسألة الأعياد من المسائل التي فصل رسول الله  الكلام فيها ، فحرم ما كان منها محرما ، وشرع ما كان منها مشروعا ، ولاشك أن بيانه في مثل هذه الأحوال يجب أن يكون كاملا ، إذ لايجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ، فلو بقي من الأعياد وراء ذلك عيد محرم لذكره ، وحذر منه ، فلا يعني سكوته بعد ذلك عن عيد آخر إلا الجواز (أي لنا الحرية في فعله أو عدم فعله ) .
1.        فعن أنس قال : قدم النبي  المدينة ، ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : ( قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما ، يوم الفطر ، ويوم الأضحى )   . فشرع عيدي الفطر والأضحى .
2.        عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله  يقول يوم الجمعة عيد ... )   . وهنا شرع عيد الجمعة . ويؤيده كذلك :
3.        قوله  عن يوم الجمعة حين وافق يوم عيد قد اجتمع في يومكم هذا عيدان ، فمن شاء أجزأه من الجمعة ، وإنا مجمعون )  
4.        عن أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ   : ( لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا ، ولا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا ، وَصَلُّوا عليّ ، فإن صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ )     . قال المناوي : معناه النهي عن الاجتماع لزيارته اجتماعهم للعيد إما لدفع المشقة أو كراهة أن يتجاوزوا حد التعظيم وقيل العيد ما يعاد إليه أي لا تجعلوا قبري عيدا تعودون إليه متى أردتم أن تصلوا علي فظاهره منهي عن المعاودة والمراد المنع عما يوجبه وهو ظنهم بأن دعاء الغائب لا يصل إليه ويؤيده قوله : (وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ) أي لا تتكلفوا المعاودة إلي فقد استغنيتم بالصلاة علي.   
فنهى في هذا الحديث عن نوع من أنواع الأعياد الممنوعة شرعا . ولو كان هناك نوع آخر من الأعياد المحرمة لبينه . فدل سكوته على جواز ما عداه . ولذلك ساغ للصحابة الإحتفال بأيام أخرى أخذت معنى العيد وتزيت بزيه .
قال القرطبي : قيل ليوم الفطر والأضحى عيدا : لأنهما يعودان كل سنة . وقال الخليل : العيد كل يوم يجمع ، كأنهم عادوا إليه . وقال ابن الأنباري : سمي عيدا : للعود في المرح والفرح ، فهو يوم سرور الخلق كلهم . وقال ابن حجر العسقلاني عن حديث (دعهما فإنها أيام عيد ): أي يوم سرور شرعي ، فلا ينكر فيه مثل هذا كما لاينكر في الأعراس    .
فإذا لم ينكر الفرح (الذي هو بمعنى العيد) في عرس أي إنسان عادي ، فكيف ينكر ذلك المعنى في الفرح بمولد سيد ولد آدم ؟ . ولذلك سمى الصحابة أياما أخرى عيدا :  
فقد روى البخاري عن عمربن الْخَطَّابِ ( أَنَّ رَجُلًا من الْيَهُودِ ، قال له: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، آيَةٌ في كِتَابِكُمْ تقرؤونها ، لو عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ ، لَاتَّخَذْنَا ذلك الْيَوْمَ عِيدًا ، قال : أَيُّ آيَةٍ ؟ قال : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا )  قال عُمَرُ: قدعَرَفْنَا ذلك الْيَوْمَ ، وَالْمَكَانَ الذي نَزَلَتْ فيه على النبي   ، وهو قَائِمٌ بِعَرَفَةَ ، يوم جُمُعَةٍ )   .  وذكرابن حجر العسقلاني أنه جاء في رواية الطبري قول عمر لليهودي : (نزلت يوم جمعة يوم عرفة ، وكلاهما بحمد الله لنا عيد) وعند الطبراني ، (وهما لنا عيدان)    . فهذا عمر رضي الله عنه يقر كون يوم عرفة عيدا .
قال ابن حجر العسقلاني : فإن العيد مشتق من العود ، وقيل له ذلك : لأنه يعود في كل عام ، وقد نقل الكرماني عن الزمخشري ، أن العيد هو السرور العائد ، وأقر ذلك ، فالمعنى : أن كل يوم شرع تعظيمه ، يسمى عيدا .....فلا يمنع أن يتخذ عيدا ، ويعظم ذلك اليوم من أوله ، لوقوع موجب التعظيم في أثنائه     .
وأصرح من ذلك أيضا :ما رواه الترمذي عن عَمَّارِ بن أبي عَمَّارٍ ، قال : قَرَأَ ابن عَبَّاسٍ ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا)   وَعِنْدَهُ يَهُودِيٌّ فقال ، لو أُنْزِلَتْ هذه عَلَيْنَا لَاتَّخَذْنَا يَوْمَهَا عِيدًا ، قال ابن عَبَّاسٍ: فَإِنَّهَا نَزَلَتْ في يَوْمِ عِيدٍ ، في يَوْمِ جُمْعَةٍ ،وَيَوْمِ عَرَفَةَ . قال أبو عِيسَى :هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ من حديث ابن عَبَّاسٍ وهو صحيح  
قال ابن حجر العسقلاني : فظهر أن الجواب تضمن أنهم اتخذوا ذلك اليوم عيدا وهو يوم الجمعة ، واتخذوا يوم عرفة عيدا ، لأنه ليلة العيد .   
وعندما أتي عمر بكنوز كسرى بكى ، فقال له عبدالرحمن بن عوف : ما يبكيك ياأمير المؤمنين ؟ فوالله إن هذا ليوم شكر ، ويوم سرور ، ويوم فرح ...    .
فيوم النصر على الأعداء يوم عيد أيضا ، وكذا يوم الهجرة ، ويوم المولد ، كل ذلك لابأس بتسميتها أعيادا بإذن الله تعالى .
بل ورد في الحديث تسمية شهر رمضان وشهر ذي الحجة عيدا ، روى  البخاري ومسلم عن عبدالرحمن بن أبي بَكْرَةَ عن أبيه  عن النبي  قال : شَهْرَا عِيدٍ لاينقصان ، رَمَضَانُ وَذُو الْحَجَّةِ    .
فتخصيص يوم بالفرح أو العبادة أو الذكر غير الأيام المنصوص عليها لايعد مخالفة ، لعدم النص على المنع من ذلك ولذلك كان ابن مسعود يذكّر الناس كل خميس ، فقال له رجل : ياأبا عبدالرحمن ، لوددت أنك ذكرتنا كل يوم ، قٌال : أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم ، وإني أتخولكم بالموعظة ، كما كان النبي  يتخولنا بها ، مخافة السآمة علينا    .
وروى ابن تيمية عن عبد العزيز بن محمد الداروردي قال : رأيت رجلا من أهل المدينة يقال له : محمد بن كيسان ، يأتي إذا صلى العصر من يوم الجمعة ، ونحن جلوس مع ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، فيقوم عند القبر  ، فيسلم على النبي  ، ويدعو حتى يمسي ، فيقول جلساء ربيعة : انظروا إلى ما يصنع هذا ، فيقول : دعوه فإنما للمرء ما نوى .
وهذه الحكاية قد يتمسك بها على الطرفين ، فإنها تتضمن أن الذي فعله هذا الرجل ، أمر مبتدع عندهم ، لم يكن من فعل الصحابة ولا غيرهم من علماء أهل المدينة ، وإلا لو كان هذا أمرا معروفا من عمل أهل المدينة ، لما استغربه جلساء ربيعة وأنكروه ...
ثم إن جلساء ربيعة وهم قوم فقهاء علماء ، أنكروا ذلك ، وربيعة أقره ، فغايته أن يكون في ذلك خلاف ، ولكن تعليل ربيعة له : بأن لكل امرئ ما نوى ، لا يقتضي الإقرار على ما يكره ، فإنه لو أراد الصلاة هناك لنهاه وكذلك لو أراد الصلاة في وقت نهي ، وإنما الذي اراده ربيعة والله أعلم ، أن من كانت له نية صالحة أثيب على نيته ، وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع ، إذا لم يتعمد مخالفة الشرع .فهذا الدعاء وإن لم يكن مشروعا لكن لصاحبه نية صالحة قد يثاب على نيته   .
ورحم الله أبا الطيب محمد بن إبراهيم السبتي ، الفقيه المالكي المتوفى سنة 695هـ  نزيل قوص ، وأحد العلماء العاملين ، فإنه كان يجتاز إلى الكتاتيب في يوم المولد النبوي ، فيقول للمعلمين : يافقيه ، هذا يوم سرور ، اصرف الصبيان ، فيصرفونهم    .

الدليل الثاني للمنكرين : أن عمل المولد لو كان خيرا محضا ، أو راجحا ، لكان السلف  أحق به منا ، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله  وتعظيما له منا ، وهم على الخير أحرص ، وإنما كمال محبته وتعظيمه ، في متابعته ، وطاعته ، واتباع أمره ، وإحياء سنته باطنا وظاهرا ، ونشر ما بعث به ، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان ، فإن هذه طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، والذين اتبعوهم بإحسان   .
ومثل هذا الكلام مردود أيضا : فإن القرآن الكريم أبطل هذا المذهب ، فقال تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْراً مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ)   . فادعوا أنهم حازوا كل الخير ، ولو كان الإسلام خيرا لحازوه قبل غيرهم . وكذا هنا ،لايصح هذا القول ، فالصحابة رضي الله عنهم قالوا عن بعض آرائهم أنها خطأ ، ومعلوم أن الخطأ ليس من الخير ، فقد كان أحدهم إذا أراد أن يفتي يقول : سأقول رأيي ، فإن كان صوابا فمن الله ، وإن كان خطأ ، فمني ومن الشيطان ، والله ورسوله بريئان. قال ذلك أبو بكر الصديق في الكلالة ، وقال نحوها ابن مسعود في المرأة التي توفي عنها زوجها ، ولم يكن فرض لها صداقا ، ولم يدخل بها ، وقال مثل ذلك: عمر وابن عمر وغيرهم   .  
فليس من الضروري أن يحوز الأنسان كل الخير، ولايفوته شيء منه ، وكذا أهل عصر دون غيرهم ، قال  ابن حجر العسقلاني عن قوله  :  ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة ، من يجدد لها دينها )  :  لا يلزم ان يكون في رأس كل مائة سنة واحد فقط ، بل يكون الأمر فيه كما ذكر في الطائفة ، ... فإن اجتماع الصفات المحتاج إلى تجديدها ، لا ينحصر في نوع من أنواع الخير ، ولا يلزم أن جميع خصال الخير كلها في شخص واحد    .
فلايلزم أن يحوز أهل عصر كل الخير ، ولايفوتهم منه شيء ، فقد ذكرنا سابقا ، أن المسلمين أحدثوا من الأمور التي فيها خير كثير للأمة ، وللدين ، ما لم يفعله من سبقهم ، كتصنيف الكتب ، وافتراض المسائل ، ووضع الحلول لها قبل حصولها ، مما نفع من أتى بعدهم النفع الكبير ، ووضعوا علوما لم تكن معروفة عند من قبلهم ، كعلم النحو والمعاني والبيان والأوزان ، ولايسعنا أن نقول: إن هذه الأمور لو كانت خيرا ، لسبقهم إليها الصحابة الكرام ، فسبحان من تفرد بالكمال ، واتصف غيره بالنقص ، وقد قال تعالى وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)     
فما وصلوا إليه بعلمهم ، لم يكن كل شيء ، وقد أخبر القرآن الكريم عن كثير من المعلومات ، أنها لن تفهم أو تعلم ، إلا بعد حين . قال تعالى : (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)  .
وقال : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )   .
فليس من الصواب القول : بأن الصحابة عرفوا كل شيء ، ولم يفتهم أي شيء، لكن يقال : عرفوا ما كان في زمانهم ، وما يلائم عصرهم ، ولم يفتهم منه شيء ، لكن أبواب العلم كثيرة ، وأبواب الخير واسعة ، ولعلهم كان لديهم ما يشغلهم بشكل أكبر من شغلهم بالمولد ، ومعلوم أننا يجب أن نأخذ بفقه الأولويات ، فمهمة نشر الدين ، والدعوة إلى الله ، في بداية الإسلام ، كانت أكبر وأعظم ، من كل شيء سواها ، كما كانت الدعوة إلى التوحيد فقط ، هي الأهم والأولى في العهد المكي ، قبل العهد المدني من تاريخ الدعوة ، ولذلك كان فيها فإن الله حرم على النار أن تأكل من قال لاإله إلا الله يبتغي بها وجه الله ) قال ابن شهاب الزهري : أدركنا الفقهاء وهم يرون أن ذلك كان من قول رسول الله  قبل أن تنزل موجبات الفرائض في القرآن     .
فليس هناك أهم من ذلك في تلك المرحلة .
ولعل المسلمين بعد أن استقرت دولتهم ، وقويت شوكتهم في العصور اللاحقة ، صار لديهم مايشبه الترف الديني والفكري والعملي ، فقالوا وعملوا ما لم يقله الصحابة والتابعون ولم يعملوه ، لكن ليس بدافع المخالفة ، وإنما بدافع الوصول إلى الكمال . والله تعالى أعلم .

الدليل الثالث : قال تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً)   .
فالله تعالى قد أكمل لنا الدين ، وإحداث مثل هذه الموالد ، يفهم منه أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة ، وأن الرسول  لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به ، حتى جاء هؤلاء المتأخرون ، فأحدثوا في شرع الله سبحانه ، ما لم يأذن به ، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم ، واعتراض على الله سبحانه ، وعلى رسوله  ، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين ، وأتم عليهم النعمة ، والرسول  قد بلغ البلاغ المبين ، ولم يترك طريقا يوصل إلى الجنة ، ويباعد من النار ، إلا بينه للأمة ، وقد صح عنه قوله : ( لم يكن نبي قبلي ، إلا كان حقا عليه ، أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم )   . ومعلوم أن نبينا  ، هو أفضل الأنبياء وخاتمهم ، وأكملهم بلاغا ونصحا ، فلو كان الإحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه ونبيه  للأمة ، لفعله في حياته ، أو فعله أصحابه ، فلما لم يقع شيء من ذلك ، علم أنه ليس من الإسلام في شيء ، بل هو من المحدثات التي حذر منها أمته    .
والجواب على ذلك : أن المقصود بإكمال الدين ،إكمال العقائد والأحكام الأساسية ، قال القرطبي : وقيل: ( أكملت لكم دينكم) بأن أهلكت لكم عدوكم وأظهرت دينكم على الدين كله كما تقول قد تم لنا ما نريد إذا كفيت عدوك . وقد نزل بعد ذلك قرآن كثير ونزلت آية الربا ونزلت آية الكلالة إلى غير ذلك وإنما كمل معظم الدين وأمر الحج إذ لم يطف معهم في هذه السنة مشرك ولا طاف بالبيت عريان ووقف الناس كلهم بعرفة     .
روى الطبري عن ابن عباس قوله:( اليوم أكملت لكم دينكم) وهو الإسلام قال: أخبر الله نبيه والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا ، وقد أتمه الله عز ذكره فلا ينقصه أبدا وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدا .      وقال قتادة :أخلص الله لهم دينهم ونفى المشركين عن البيت   .
وإنما ينصرف الذهن إلى معنى العقيدة دون غيرها ، لأن القرآن الكريم كثيرا ما يستعمل كلمة الدين في العقائد ، نظير ذلك قوله تعالى : ( ولاتكونوا من المشركين مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)   
وقوله أيضا :( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)   .
ومعلوم أن الإختلاف في الفروع الفقهية أمر مشروع ،  لكن الإختلاف في الأصول والعقائد أمر محرم في شرع الله تعالى . ولذلك تحمل هذه الآيات على الخلاف العقائدي المحرم ، وهذا دليل على أن كلمة ( الدين ) هي العقيدة . فقد جرى الإختلاف في الفروع الفقهية زمن رسول الله ، بين الصحابة الكرام ، وأقرهم جميعا ، ولم ينكر عليهم ، في حوادث مشهورة   . لكن ورد النهي عن الإختلاف في الأصول ومنها العقائد المقصودة بكلمة( الدين ) وعلى هذا فمعنى الآية : (أكملت لكم دينكم ) أي عقيدتكم . والله تعالى أعلم .
وقد سبق أن قررنا أن الإحتفال بالمولد ، من باب الفروع الفقهية ، وليس من باب العقائد ، وبالتالي فلا مصادمة بينه وبين هذه الآية . ولو حملنا هذه الآية على جميع الدين عقيدة وشريعة ، أصولا وفروعا ، لما جاز لمجتهد أن يحدث حكما ، أو يفتي في مسألة جديدة إلا بالتحريم والمنع منها ، لأن الدين قد كمل ، وهذا خطأ فادح لايقبله شرع الله ، وإلا لانتهى الفقه ، وانغلق باب الإجتهاد .
ثم إن الآية لم تكن آخر القرآن نزولا ، فقد نزل بعدها آيات تحمل أحكاما فقهية عملية ، فلا يصح حملها على الفروع الفقهية بحال لأن ذلك مناقض للواقع .
أما الحديث الذي أوردوه ، وقولهم : إن إحداث المولد معناه : أن الرسول  لم يبلغ الدين كاملا ، ولو كان ذلك من أبواب الخير لذكره رسول الله .
والجواب على ذلك : أن أبواب الخير كثيرة ، وأدنى الخير أن يكون الشيء مباحا ، قال تعالى عن رسوله  : ( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ )   . والطيبات لا بد أنها من الخير ، وإحلالها تشريع لها .
كما أنه من المعلوم ، بأن ماطلب الشارع الإتيان به درجات ، أعلاها : ماأوجبه ، ويأتي بعده مااستحب فعله ، وآخر المطلوب إتيانه ، ماأباحه . وقد قررنا سابقا بأن الله تعالى فرض فرائض ، وألزمنا بعدم تضييعها ، ونهى عن أشياء ، وألزمنا اجتنابها ، وسكت عن أشياء ، من غير نسيان ، وإنما رحمة بنا ، لئلا يكلفنا ما لانطيق ، وترك الأمر فيها إلينا ، فهي من المباح ، ولو كانت شرا أو تفضي إلى شر لحرمها ، ولعل الإحتفال بالمولد مما سكت عنه ، ولم يأمر به أو ينهى عنه ، فيكون مباحا ، والمباح داخل في المطلوب فعله ، لأنه أدنى درجات التكليف . فسكوته  بحد ذاته تشريع بإباحة ما سكت عنه ، كما في سكوته على ما يفعل بحضره فإنه يعد إقرارا له .
ومن المعلوم عند علماء الأصول ، أن الحكم التكليفي ، يقتضي طلب الفعل أو طلب الكف عنه أو التخيير بين الفعل والترك . قال الآمدي عن أقسام الحكم التكليفي : وإن لم يكن متعلقا بخطاب الإقتضاء ، فإما أن يكون متعلقا بخطاب التخيير ، أو غيره ، فإن كان الأول : فهو الإباحة ، وإن كان الثاني ، فهو الحكم الوضعي   .
أي أنه يقسم الحكم إلى ثلاثة أقسام : حكم اقتضائي : وهو مايقتضي طلب الفعل ، أو الكف عنه ، وحكم تخييري ، وهو ما يقتضي التخيير بين الفعل والترك ، وحكم وضعي ، وهو جعل شيء سببا لشيء ، أو شرطا له ، أو مانعا منه   .
وبالتالي : فاحتفال المولد شرعه الشارع بإباحته ، وتشريعه ، بناء على سكوت الله ورسوله  عنه ، فبعد ذلك لايصح أن يقال : لو كان من أبواب الخير لدلنا عليه رسول الله  ، فإن سكوته عنه دلالة إشارية إلى جواز فعله ، ولو كان شرا لنهى عنه ، لأن الشيء إما أن ينسب إلى الخير أو ينسب إلى الشر ، ليس بينهما شيء آخر . فلما لم يمنع منه رسول الله  ، علم أنه ليس من الشر ، فلزم أن يكون من الخير ، وشرعنا كله خير .
الدليل الرابع :أن الإحتفال بالمولد ، يدخل ضمن التشبه بأهل الكتاب ، من اليهود والنصارى ، في أعيادهم ، فهو ليس من دين الإسلام في شيء   .
قال ابن تيمية : وإنما يفعل مثل هذا النصارى الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه السلام أعيادا ، أو اليهود ، ... وكذلك ما يحدثه بعض الناس ، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي  ، وتعظيما له .   وقد صح في الحديث قوله  : ( إياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك من كان قبلكم ، الغلو في الدين )  .وقال  :( لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ...)  
والجواب : لاشك أن الله ورسوله  نهيا الأمة عن التشبه بأهل الكتاب ، وجاء الأمر بمخالفتهم ، لكن يبدو أن هذا النهي أو الأمر ليس على إطلاقه ، فإن المقصود بالتشبه المنهي عنه ، فعل مااختص به أهل الكتاب ، وعرفوا به دون غيرهم ، أم ما كان عاما عندهم وعند غيرهم ، فله حكم آخر ، فأهل الكتاب يؤمنون بالله ، ونحن نؤمن ، واليهودي أو المسيحي المتدين يطلق لحيته ، والمسلم كذلك ، ولايسمى هذا تشبها . والضابط في هذا : أن الأمر إن كان فيه خير ، وقصد به وجه الله تعالى ، أو إصلاح الدين ، أو اقتضته عقيدتنا الصحيحة ، فلا مانع منه إنشاء الله تعالى . ولنا في رسول الله أسوة حسنة ، فقد صح عن ابن عباس أنه قال : قدم النبي المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء ، فقال : ماهذا ؟ قالوا : هذا يوم صالح ، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم ، فصامه موسى . قال : أنا أحق بموسى منكم ، فصامه ، وأمر بصيامه  . وفي رواية : فقالوا : هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ، ونحن نصومه تعظيما له ، فقال رسول الله  : نحن أولى بموسى منكم ، ثم أمر بصيامه   .
وعن أبي موسى الأشعري قال : كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا ، قال النبي : فصوموه أنتم   .
كماصح عن ابن عباس أيضا : أن النبي كان يسدل شعره ، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم ، وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم ، وكان النبي  يحب موافقة أهل الكتاب ، فيما لم يؤمر فيه بشيء ، ثم فرق النبي  رأسه   .
فهل صيامه  عاشوراء ، يعد تشبها باليهود ؟ أم أنه رأى أن في  الأمر احتفالا بموسى عليه السلام ، وفرحا بنصره ، وأن ذلك اليوم ، يوم من أيام الله التي أعز فيه الإيمان وخذل الشرك ، وهو معنى مقبول شرعا ، كما قال تعالى :      ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُون بنصر الله)   . فإذا وافق ذلك العمل المشروع ، ماكان عند اليهود ، فهي محض موافقة غير مقصودة ، وإنما جاءت بدافع شرعي ، هو إظهار حب موسى وولائه ، ولايبطلها أن اليهود يعملون مثل ما عملنا . ومن هذ الباب قوله  : ( ...وَالْجِهَادُ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَنِي الله إلى أَنْ يُقَاتِلَ آخِرُ أُمَّتِي الدَّجَّالَ لَا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ ولا عَدْلُ عَادِلٍ ...)   . وفي رواية      : ( واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا )  ومعناه أن حكم الجهاد باق على الأمة لايبطله كون القائد أو الإمام فاجرا أو غير ذلك ،  فلايسقط بفسق الإمام أو جوره . وكذا هنا ، إذا كان الفعل خيرا فهو مشروع لنا ، ولايبطله فعل الكافر له.
وأما الحديث الثاني : فواضح فيه أن رسول الله  ، لما سدل شعره أراد مخالفة المشركين ، لأن فرق الرأس ليس فيه معنى شرعي مستساغ يدفعه إلى فعله ، فلما رأى أن اليهود يسدلون شعورهم ، ربما ظن أن السدل كان من سنن من سبقه من الأنبياء ، وهو مأمور بالاقتداء بهم بقوله تعالى : (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)   . أما مشابهة اليهود له فليست مقصودة لذاتها . ولذلك لايصح أن يقال : إنه لما عاد لفرق الرأس أنه تشبه بالمشركين .  وبالتالي فالنتيجة هي : أن العمل إن كان القصد منه شرعي ، أو يحقق مقصدا شرعيا ، أو مصلحة مشروعة ، فلا مانع من فعله ، وإن وافق فعل أهل الكفر ، فقد كتب الله عزوجل علينا الصيام ، وأهل الكتاب يصومون ، وأثبت ذلك القرآن الكريم : )َ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)   . وكتب علينا القصاص ، وهو عند اليهود ، وفي توراتهم :   ( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)   .
على أنه تجدر الإشارة إلى حقيقة هي : أنه ما من مسلم عاقل ، يحتفل بمولده   وهو قاصد التشبه بأهل الكتاب ، لكن ربما هذا المقصد موجود في احتفال بعضهم بمولد نفسه، أو قريب له، ولاسيما ممن يخف عنده الوازع الديني . أما الإحتفال بمولد الرسول الكريم   ، فلايشك أحد ، أن مثل هذا القصد ، أبعد ما يكون عن تفكيره وخاطره ، فكيف يتقرب المسلم إلى الله ورسوله بالتمثل بأعدائهما ، ومن كفر بهما ؟ لايقول هذا عاقل .
ولننظر إلى الشق الثاني من كلام ابن تيمية الذي أوردته في بداية هذا الدليل ، فإنه أقر بأن البعض يفعله محبة للنبي ، ولاأظن أن أحدا من المحتفلين ، يختلف قصده عن هذا المقصد ، فأي ضير أو مانع من محبته ، وهو القائل : لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين   .
أما ماذكره من الغلو في الدين ، والإطراء كما أطرت النصارى عيسى عليه السلام ، فذاك أمر متفق على حرمته ، فإذا بلغ الإنسان مرحلة الغلو ، وجاوز الحد ، وبلغ الإطراء إلى رفع الرسول   فوق مرتبة العبودية لله عزوجل ، فذلك هو الحرام المتفق على منعه ، فإن النصارى ادعو ألوهية عيسى عليه السلام ، ولايحق لمسلم أن يدعي ذلك في رسول الله   ، فإنما هو عبدالله ورسوله ، ولا مرتبة أعظم من أن يكون الإنسان عبدا لله تعالى بحق ، وقد قالها   بصريح العبارة :( لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، فإنما أنا عبده ، فقولوا : عبدالله ورسوله )   .
الدليل الخامس : إذا كان تاريخ مولد رسول الله  غير متفق عليه ، في أي شهر ، وفي أي يوم من ذلك الشهر ، فكيف يصح الإحتفال به ، وحصر ذلك الإحتفال بيوم معين من كل عام ؟ .
يقول ابن تيمية : والله قد يثيبهم على هذه المحبة ، والإجتهاد ، لاعلى البدع ، من اتخاذ مولد النبي  عيدا ، مع اختلاف الناس في مولده  .
وقال ابن حجر العسقلاني : وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه ..... ومن لم يلاحظ ذلك ، لايبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر ، بل توسع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة ، وفيه ما فيه   .
والجواب : أنه لاينكر أن هناك أقوالا كثيرة في تحديد يوم المولد وشهره . فقيل : هو الأول ، وقيل : الثالث ، وقيل : الثامن ، وقيل : العاشر ، وقيل : الثاني عشر ، وقيل : السابع عشر( يوم الجمعة ) ، وقيل : الثامن عشر من ربيع الأول ، وقيل : لثمان بقين منه ، وقيل : الثاني عشر من رمضان ، وقيل يوم عاشوراء ، وقيل: في صفر ، وقيل : في ربيع الثاني   .
ولاأدعي أن في وسعي تحديد الصحيح من هذه الأقوال ، لكن سأحاول الوصول إلى أرجحها بحسب الوسع مستعينا بالله عزوجل .
فقد اتفق معظم أئمة التاريخ والسير على : أنه و لد يوم الإثنين من شهر ربيع الأول عام الفيل   . لكنهم اختلفوا بعد ذلك :
وقد ذكر ابن كثير ،أن من قال : إنه ولد يوم الجمعة 17 ربيع الأول ، أبعد وأخطأ ، لأنه لاخلاف بين العلماء أنه ولد يوم الإثنين ، ونقل عن الحافظ ابن دحية ، تضعيفه ، ثم قال : وهو جدير بالتضعيف ، إذ هو خلاف النص  .وقال صاحب السيرة الحلبية : والله بل أخطأ من قال : ولد يوم الجمعة  
أما القول : بأنه ولد في رمضان ، فقال ابن كثير : قول غريب جدا ، وكأن مستنده : أنه عليه الصلاة والسلام ، أوحي إليه في رمضان بلا خلاف ... فيكون مولده في رمضان ، وهذا فيه نظر .
وأما القول : بأنه ولد في أول شهر ربيع الأول ، فالخبر فيه غريب جدا .
ثم عاد فقال عن مولده يوم 8 ربيع الأول : نقل ابن عبدالبر، عن أصحاب التاريخ ، أنهم صححوه ، وقطع به الحافظ الكبير محمد بن موسى الخوارزمي ، ورجحه الحافظ أبو الخطاب بن دحية ، في كتابه التنوير في مولد البشير النذير .قال صاحب السيرة الحلبية : قال ابن دحية : وهو الذي لايصح غيره ، وعليه أجمع أهل التاريخ .وقال القسطلاني : وهو اختيار أكثر أهل الحديث ، أي كالحميدي وشيخه ابن حزم .
وأما عن تاريخ 18 ربيع الأول ، فقال : رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن جابر وابن عباس ، وقال : هذا قول : ابن حزم ، وهو المشهور عند الجمهور . إلا أن صاحب السيرة الحلبية قال : عن رواية ابن أبي شيبة : هو حديث معلول.
أما من قال : إنه ولد لثمان بقين من ربيع الأول ، فقد نقله ابن دحية عن ابن حزم ، لكن قال ابن كثير : والصحيح عن ابن حزم أنه قال : ولد يوم 18 ربيع الأول .
أما يوم 12 ربيع الأول : فهو قول محمد بن إسحاق    . وقد رماه الإمام أحمد بالتدليس ، وسئل : إذا انفرد ابن إسحاق بحديث ، تقبله ؟ قال : لا . إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد ، ولا يفصل كلام ذا ، من كلام ذا   .
وقال صاحب السيرة الحلبية :  قال فيه ابن دحية :  ذكره ابن إسحاق مقطوعا دون إسناد ، وذلك لا يصح أصلا، ولو أسنده ابن إسحاق لم يقبل منه، لتجريح أهل العلم له ، فقد قال كل من ابن المديني وابن معين :إن ابن إسحاق ليس بحجة ، ووصفه مالك رضي الله تعالى عنه بالكذب ، قيل : وإنما طعن فيه مالك لأنه بلغه عنه أنه قال :هاتوا حديث مالك ، فأنا طبيب بعلله. فعند ذلك قال مالك: وما ابن إسحاق ؟ إنما هو رجل من الدجاجلة، أخرجناه من المدينة.وقال بعضهم: ابن إسحاق فقيه ثقة لكنه مدلس  .
أما القول : بأنه ولد في عاشوراء ، فقد ذكر الذهبي أن ذلك من الإفك ، أي الكذب ، وكذا عن قول من قال : في صفر أو رييع الثاني  
وعلى هذا فأرجح الأقوال في هذه المسألة : أنه ولد يوم 8 ربيع الأول .
وفي محاولة مني لإيجاد قرينة تقوي هذا التاريخ ، بالعودة إلى الحسابات الفلكية العلمية ، راجعت فيها الأستاذ الدكتور مجيد محمود جراد ، أستاذ الفيزياء الفلكية ، في جامعة الأنبار ، فذكر لي ما نصه : أن مجموع المصادر والمراجع التاريخية ، لاتتفق على يوم محدد ، لمولده  ، وإنما ذكرت أياما مختلفة ، فضلا عن إشارتها إلى سنين مختلفة ، فمنهم من يجعل عام الفيل هو العام الميلادي (570 )، ومنهم من يجعله العام (571).
ومما تجدر الإشارة إليه ، أن العرب قبل ولادة الرسول   ، وبعد ولادته بعدة سنوات ، لم تكن لديهم الوسائل العلمية المتيسرة لدينا في الوقت الحاضر ، لحساب وتثبيت بدايات الأشهر القمرية بالدقة المطلوبة ، إضافة إلى هيمنة أساليب الكبس والنسيء  ، التي كانت طاغية في ذلك الزمان ، فيحرّمون بعض الأشهر ، ويحللون الأخرى وفقا لمصالحهم وأهوائهم ، وظل ذلك طاغيا ، حتى جاء الإسلام ، وحرمه تحريما أبديا ، ولذلك ، فإننا نستطيع القول: بأن الحسابات العلمية الفلكية قد لاتتطابق مع واقع التاريخ المتعارف عليه في تلك الأزمنة ، وقد تعطينا هذه الحسابات ، نتائج تختلف عما كان يؤرخ له الناس في ذلك الحين .
ولكن مع وجود هذه الموانع ، فقد تم استخدام الحسابات الفلكية العلمية ، لحساب اليوم والتاريخ المقابل ليوم ( 8 ربيع الأول ) لعام (570م) ، فوجد أنه يقابل يوم الثلاثاء ( 29 / 4 / 570م ) . وبالنسبة ليوم (12 ربيع الأول ) لعام (570م) ، فوجد أنه يوافق يوم السبت ( 3/5/571م) . وبالتالي ، فلاصحة لقول من قال : إن العام الذي حصل فيه المولد هو العام (570) ، لأن الثابت في السنة النبوية ، أن يوم الولادة كان يوم الإثنين ، وليس الثلاثاء أو السبت .
ولكن من خلال استخدام الحسابات الفلكية ، وجد أن هلال شهر ربيع الأول للعام (571م) أو (عام الفيل) قد حدث في تمام الساعة العاشرة وثلاث عشرة دقيقة ، صباح يوم الجمعة الموافق : ( 10 / 4 / 571 ) وقد غاب الهلال الوليد ، خلف أفق مكة المكرمة ، بعد غياب الشمس بمدة قصيرة جدا ، بحيث أن رؤيته مساء ذلك اليوم ، كانت مستحيلة ، حتى لو تم استخدام المراقب والمناظير الفلكية ، التي لم تكن متوفرة حين ذاك .
وبناء على هذه النتيجة ، يكون اليوم الأول من شهر ربيع الأول هو : يوم الأحد الموافق ( 12/4/571م) . ومنه نعلم ، أن يوم ( 8 ربيع الأول ) الذي ورد في بعض الروايات التاريخية ( والتي ذكرنا تقوية العلماء وتصحيحهم له ) يوافق يوم الأحد ( 19/4/571م) . وأن يوم (12/ ربيع الأول ) يوافق يوم الخميس  ( 23/4/571) أي أن الولادة حصلت ،وفقا للحساب الفلكي ، إما يوم الأحد ،أو الخميس . انتهى كلام الدكتور مجيد محمود جراد .
وفيما يلي جدول بتواريخ أيام شهر ربيع الأول حسب الحسابات التي أجراها الأستاذ الدكتور مجيد محمود جراد ، يتبين من خلالها كيفية موافقة يوم الثامن من ربيع الأول ليوم الإثنين :

ربيع الأول سنة 571 م
السبت
        قمري        ---        7        14        21        28
        شمسي        ---        18/4        25/4        2/5        9/5
الأحـد
        قمري        1        8        15        22        29
        شمسي        12/4        19/4        26/4        3/5        10/5
الإثنـين
        قمري        2        9        16        23        30
        شمسي        13/4        20/4        27/        4/5        11/5
الثلاثاء
        قمري        3        10        17        24       
        شمسي        14/4        21/4        28/        5/5       
الأربعاء
        قمري        4        11        18        25       
        شمسي        15/4        22/4        29/4        6/5       
الخميس
        قمري        5        12        19        26       
        شمسي        16/4        23/4        30/4        7/5       
الجمعة
        قمري        6        13        20        27       
        شمسي        17/4        24/4        1/5        8/5       
وأقول : إن أعلام التاريخ قد ذكروا : أن ولادة الرسول الكريم   حصلت ليلا  قال ابن عباس : إن رسول الله  وضع ليلا ، وكان أهل الجاهلية ، إذا ولد لهم مولود من تحت الليل ، رموه تحت الإناء ، فلا ينظرون إليه حتى يصبحوا ، فلما ولد رسول الله   ، رموه تحت البرمة  ، فلما أصبحوا ، إذا هي قد انفلقت ، وعيناه إلى السماء...   .
فيمكن أن يقال : إذا وافقنا ما رجحه العلماء في تاريخ (8 ربيع الأول عام 571م) ، فإن الولادة المباركة تمت ليلة الإثنين ، ولأن بداية اليوم تكون من الليل ، كما يقال : ليلة الجمعة ، وليلة العيد ...الخ . فلا مانع من القول : إنه ولد بتاريخ ( 8 ربيع الأول ) الموافق ليوم الأحد ، ليلة الإثنين . فجمع الرواة بين تاريخ يوم الأحد ، وليلة الإثنين ، وإنما لم يقولوا : ولد يوم (9 ربيع الأول) لأن ولادته لم تكن صباحا ، فحسبت على اليوم السابق . والله تعالى أعلم .
وإنما تركت يوم الثاني عشر من ربيع الأول ، لأنه يوافق يوم الخميس ، وكذلك يوم الثامن عشر منه ،لأنه يوافق يوم الأربعاء . فكان أقرب التواريخ هو يوم الثامن من ربيع الأول .
فالذي تميل إليه النفس فعلا ، هو يوم الثامن من ربيع الأول ، لما ذكرت من تصحيح أهل التاريخ له ، وقطع الخوارزمي به،  وترجيح الحافظ ابن دحية له، وحكاية الحميدي له عن شيخه ابن حزم ، ورواية الرواة له عن الزهري    .
فهؤلاء علماء التاريخ والحساب والحديث والفقه وغيرهم ، كلهم رجحه ، وقواه ، واختاره . وإذا ثبت ذلك فلا حجة في قول المنكرين : ( مادام التاريخ غير متفق عليه ، فلا يصح الإحتفال به لجهالته .
وعلى فرض بقاء جهالته ، وعدم معرفتنا لوقته الصحيح الذي حصل فيه ، بسبب النسيء الذي كانت تستخدمه العرب ، فإننا نلمح في فعله   ، ما يدل على جواز فعله طيلة أيام العام ، فسوف نذكر ( أن رسول الله   سئل عن صيام يوم الإثنين . قال : ذاك يوم ولدت فيه ، ويوم بعثت أو أنزل علي فيه)   . فلعل الله تعالى لم يطلعه على تاريخ مولده في أي شهر كان ، لعدم ثبات الشهور في تلك الأزمنة بسبب النسيء ، فصام احتفالا بمولده وبعثته يوم الإثنين من كل إسبوع ، فكرر الإحتفال بذلك قرابة (48) مرة في العام الواحد . فلابأس أن يقام الإحتفال بمولده في أي يوم اثنين، من أي شهر . والله تعالى أعلم . وفي هذا جواب على اعتراض ابن حجر العسقلاني الذي قدمناه ، حينما اشترط تحري يوم المولد بعينه ، وحذر من فعل من توسع فيه ، فجعله يوما من السنة ، وقال : ( فيه ما فيه ).
ومن المناسب هنا ، ذكر اللطيفة التي أوردها ابن الحاج وغيره ، في بيان الحكمة ، من اختيار الله تعالى ، مولد نبيه  ، يوم الإثنين من شهر ربيع الأول حيث قال : فإن قال قائل : ما الحكمة في كونه عليه الصلاة والسلام ، خص مولده الكريم بشهر ربيع الأول ، وبيوم الإثنين منه على الصحيح والمشهور عند أكثر العلماء ، ولم يكن في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ، وفيه ليلة القدر ، واختص بفضائل عديدة ، ولا في الأشهر الحرم ، التي جعل الله لها الحرمة ، يوم خلق السماوات والأرض ، ولا في ليلة النصف من شعبان ، ولا في يوم الجمعة ، ولا في ليلتها ؟ فالجواب من أربعة أوجه :  
الوجه الأول : ما ورد في الحديث ، من أن الله تعالى ، خلق الشجر يوم الإثنين  . وفي ذلك تنبيه عظيم ، وهو أن خلق الأقوات والأرزاق ، والفواكه والخيرات التي يتغذى بها بنو آدم ، ويحيون ، ويتداوون ، وتنشرح صدورهم لرؤيتها ، وتطيب بها نفوسهم ، وتسكن بها خواطرهم عند رؤيتها ...  يشبه وجوده   في هذا الشهر ،في هذا اليوم ، بسبب ما وجد من الخير العظيم ، والبركة الشاملة ، لأمته صلوات الله عليه وسلامه .
الوجه الثاني : فيه إشارة وتفاؤل بالنسبة إلى اشتقاقه ، وقد قال الشيخ الإمام أبو عبدالرحمن الصقلي رحمه الله : لكل إنسان من اسمه نصيب . ففصل الربيع ، فيه تنشق الأرض عما في بطنها ، من نعم المولى سبحانه وتعالى ، وأرزاقه ...
الوجه الثالث :أن فصل الربيع أعدل الفصول وأحسنها ، وشريعته أعدل الشرائع وأسمحها .
الوجه الرابع : أن الحكيم سبحانه أراد أن يشرف به الزمان الذي ولد فيه ، فلو ولد في الأوقات المتقدم ذكرها ، لكان قد يتوهم أنه يتشرف بها . والعكس هو الصحيح    .
الدليل السادس : إذا كان الشهر الذي ولد فيه  هو ربيع الأول ، هو بعينه الشهر الذي توفي فيه ، فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه . قال ذلك الفاكهاني ، فيما نقله عنه السيوطي   .
وقد أجاب عن ذلك السيوطي بقوله : إن ولادته  أعظم النعم علينا، ووفاته أعظم المصائب لنا ، والشريعة حثت على إظهار شكرالنعم ، والصبر والسكون والكتم عند المصائب ، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة ، وهي إظهار شكر وفرح بالمولود ، ولم يأمر عند الموت بذبح ولا بغيره ، بل نهى عن النياحة ، وإظهار الجزع ، فدلت قواعد الشريعة ، على أنه يحسن في هذا الشهر ، إظهار الفرح بولادته  ، دون إظهار الحزن فيه بوفاته ، وقد قال ابن رجب في كتاب اللطائف ، في ذم من اتخذ يوم عاشوراء مأتما ، لأجل قتل الحسين : لم يأمر الله ولا رسوله ، باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما ، فكيف ممن هو دونهم    .
الدليل السابع : أن عمل المولد غالبا ما يرافقه بدع ومحرمات ، كالغناء ، وآلات الطرب المهيجة لطرب النفوس ، واختلاط النساء بالرجال ، وظهور العورات ، والنظر المحرم بينهم . وبالغ بعضهم فقال : إن غالب هذه الإحتفالات لاتخلو من شرب المسكرات والمخدرات ، وقد يقع فيها الشرك الأكبر ، بالغلو في رسول الله   ، أو غيره من الأولياء ، ودعائه والإستغاثة به ، وطلب المدد منه ، واعتقاد أنه يعلم الغيب ، وغير ذلك من الأمور الكفرية ، التي يتعاطاها الكثير من الناس ، حين احتفالهم بمولد الرسول   ، وغيره من الأولياء .
ومن العجائب والغرائب ، أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد في حضور هذه الإحتفالات ، ويدافع عنها ، ويتخلف عما أوجب الله تعالى عليه من حضور الجمع والجماعات ، ولايرفع بذلك رأسا ، ولا يرى أنه أتى منكرا عظيما . أو أن يظن بعضهم ، أن رسول الله   يحضر المولد ، ولهذا يقومون له محيين ومرحبين ، وهذا من أعظم الباطل ، وأقبح الجهل ، لأنه  لايخرج من قبره قبل يوم القيامة ، ولايتصل بأحد من الناس ، ولايحضر اجتماعاتهم ، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة ، وروحه في أعلى عليين ، عند ربه في دار الكرامة ، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ، ليس فيه نزاع بينهم   .
والجواب : أن ما ذكر ، ليس فيه ذم للمولد ، بل ذم لبعض ما قد يقع من بعض العوام من محرمات أو منكرات ، فهذه المحرمات شيء ، والمولد شيء آخر ، ولابد من القول : بأن البحث عن حكم شيء يجب أن ينصب عليه ، لاعلى ما قد يرافقه في بعض الأحيان ، وهو ما يسميه الفقهاء : بالوصف غير اللازم للحكم ، وهذا مماثل لما ذكره العلماء ، عن حكم البيع وقت النداء للجمعة ، فإن كثيرا منهم قال : البيع صحيح ، وفاعله آثم     وهو ما يسمى بالمحرم لغيره ، فهو مباح بأصله ، لكن رافقه وصف محرم فحرم لأجله ، ولو تخلف هذا الوصف لعاد مباحا .
فلو خلا احتفال المولد عن هذه المنكرات ، فلا مانع منه ، لأن الحرمة ليست أصلية فيه ، بل عارضة عليه .
ومن الجدير بالذكر ، وجوب التركيز على وجود فرق بين الإسلام والمسلم ، أو بين الحكم الشرعي ، والمكلف ، فالإسلام أحكام شرعية حقة ، ثابتة وواضحة ، أما المسلم ، فقد يلتزم بتلك الأحكام ، فيكون فعله مشروعا ، وقد يخالف تلك الأحكام ، فيكون فعله هو خصوصا غير مشروع ، أما أصل الفعل وحكمه فلايتغيران .
فإذا ثبت أن احتفال المولد النبوي مشروع في الأصل ، فهذا حكم شرعي نابع من الإسلام ، لاغبار عليه ، أما المسلم المحتفل بالمولد ، فقد يلتزم في احتفاله بما أقره الشرع ، فيكون المولد الذي عمله هو ، أو حضره ، مباح ، وأما أن يخالف ذلك المسلم شرع الله ، بارتكابه بعض المحرمات ، فلا يقال : إن المولد محرم ، لأن المسلم خالف شرع الله ، بل يقال : إن المولد مباح ومرتكب المحظور آثم . ولو أننا ألغينا كل فعل مشروع في الأصل ، بسبب أخطاء ، أو آثام يرتكبها بعض المسلمين ، لساغ لنا أن نقول : إن الصلاة حرام ، لأن كثيرا من المسلمين لايؤدونها على الوجه الصحيح ، وبعضهم يرائي فيها ، وبعضهم يأتي المسجد لينظر إلى النساء المصليات ، وكذا الحج وباقي العبادات . وهذا مالايقبله مسلم عاقل . بل يقال : إن الصلاة والحج في الأصل مشروعان ، وأما المسلم العاصي ، فهو آثم لوحده ، بسبب ارتكابه المعاصي ، وليس بسبب صلاته أو حجه ، وعلى المسلمين منعه من معصيته ، بالنصح أو بوسائل تغيير المنكر المعروفة .
المطلب الثاني : أدلة المجيزين للإحتفال بالمولد
كل ما تقدم من مناقشة لأدلة المنكرين ، مبني على فرض عدم وجود أدلة شرعية ، تثبت أصل المولد ومشروعيته في دين الإسلام ، لكن لابد من القول : بأن ذلك مجرد افتراض ، على سبيل التنزل ، وإلا فالأدلة وافرة في إثبات أصل لهذا الإحتفال ، وهي متنوعة نجملها فيما يأتي :
  الدليل الأول : قوله تعالى : ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)   .
وجه الدلالة : قوله (وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ) . وقد ذكر المفسرون لمعنى الرحمة هنا معاني عدة منها : القرآن ، أوأن جعلنا الله من أهل القرآن ، أو تزيين الإسلام في القلوب ،أو الجنة ، أو السنن   .
إلا أن بعضهم حمل الآية على عمومها ، قال ابن جزيء الكلبي  : والفضل والرحمة عموم   . فهي بعمومها تشمل كل ما سماه الله تعالى رحمة ، ومن جملة ذلك : رسول الله  ، قال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)   .
وقد صرح بهذا المعنى ابن عباس فيما رواه عنه السيوطي ، قال : أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في الآية قال : فضل الله : العلم ، ورحمته : محمد  ، قال الله تعالى :( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)     .
ومن مظاهر الفرح برسول الله   ، الإحتفال بموعد مجيئه إلى الدنيا رحمة لأهلها وللمؤمنين به . قال تعالى : ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)   .
الدليل الثاني: صحّ عن أبي قتادة الأنصاري : أن رسول الله سئل عن صوم يوم الإثنين فقال :(ذاك يوم ولدت فيه ، ويوم بعثت أو أنزل علي فيه)   
وقد مرّ ذكر هذا الحديث الشريف ، وواضح فيه أن رسول الله  ، شرع فيه الصيام ، كنوع من أنواع الشكر لله تعالى على مولده وبعثته للبشرية ، أو نزول القرآن الكريم عليه ، فمن استطاع الصيام فيه ، فقد أتى بالسنة ، وشكر الله تعالى بعين ما فعله رسوله الكريم  ، ومن لم يصم ، استعاض عن ذلك بإطعام الطعام ، أو الإجتماع على ذكر الله والصلاة على رسوله، أو قراءة القرآن الكريم أوسيرة الرسول   ، وعمل ما شابه من الأعمال الصالحة ، إظهارا للفرح ، واحتفالا بمولد سيد البشر .
ولايقال : لايجوز أن يفعل غير الصيام . فإن رسول الله   لما صام ذلك اليوم ، فإن فعله لايدل إلا على جواز فعل الصوم ، لكنه لم ينص على منع ما سوى الصيام . ونستطيع أن نلمح في أحكام الشريعة الإسلامية ، أن الله تعالى أقام الإطعام مقام الصيام ، لمن لم يؤده في رمضان ، لمرض أو سفر ، وكذا الإعتاق . فإذا قام الإطعام والإعتاق مقام صيام رمضان ، لمن لم يقدر عليه ، فلا داعي لحصر الإحتفال بالصيام فقط ، فأبواب الشكر لله تعالى أوسع من أن تضيق بدون دليل . والله تعالى أعلم .
الدليل الثالث : عن ابن عباس قال : لما قدم النبي  المدينة ، وجد اليهود يصومون عاشوراء ، فسئلوا عن ذلك ، فقالوا : هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل ، على فرعون ، ونحن نصومه تعظيما له . فقال رسول الله  : نحن أولى بموسى منكم . ثم أمر بصومه   .
وواضح من قول اليهود : أنهم يصومون هذا اليوم تعظيما له ، ومن أمره   بصيامه ، أنه أقر تعظيم هذا اليوم ، وأوجب صيامه ، وعده عيدا آخر من أعياد المسلمين .
ولعل في ذلك ردا على من يدعي أن أعياد المسلمين محصورة بعيدي الفطر والأضحى ويوم الجمعة ، قال أبوالدرداء رضي الله عنه  : التمسوا الخير دهركم كله ، وتعرضوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته ، يصيب بها من يشاء من عباده ، واسألوا الله أن يستر عوراتكم ، ويؤمن روعاتكم   .
بل روى أنس بن مالك أن رسول الله  قال : افعلوا الخير دهركم ، وتعرضوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته ، يصيب بها من يشاء من عباده ...   . وفي رواية : إن لربكم ، في أيام دهركم نفحات ، فتعرضوا له ، لعله أن يصيبكم نفحة منها ، فلا تشقون بعدها أبدا   .
قال المناوي :ومقصود الحديث أن لله فيوضا ومواهب تبدو لوامعها من فتحات أبواب خزائن الكرم والمنن في بعض أوقات ... ووقت النفحة غير معلوم بل مبهم في الأزمنة والساعات وإنما غيب علمه لتدوام على الطلب بالسؤال المتداول كما في ليلة القدر وساعة الجمعة فقصد أن يكونوا متعرضين له في كل وقت قياما وقعودا وعلى جنوبهم وفي وقت التصرف في أشغال الدنيا فإنه إذا داوم أوشك أن يوافق الوقت الذي يفتح فيه ... فيسعد بسعادة الأبد   .
ولعل يوم المولد فيه هذا المعنى ، فليس عبثا أن يختار الله تعالى هذا الزمان ، ليخلق فيه الرحمة المهداة ، ويرسلها لتعم الدنيا ، وجميع المخلوقات ، فلعل التعرض من العبد لهذا الوقت ، وذاك الزمان ، يعرضه لنفحة من رحمات رب العباد ، فيسعد بها السعادة الكبرى .
الدليل الرابع : عن أنس :(أن النبي  عقّ عن نفسه بعدما بعث نبيا )
قال صاحب الأحاديث المختارة : إسناده صحيح ، وله طرق متعددة ، ذكرها ابن حجر ، وقال عن أحدها : قوي الإسناد . وقال العراقي : له طريق لابأس بها . وهذه الطريق اعترض عليها ، لأن فيها عبدالله بن المثنى ، قال ابن حجر : فلولا ما في عبدالله بن المثنى من المقال ، لكان هذا الحديث صحيحا ، لكن ذكره ابن حبان في الثقات وقال : ربما أخطأ ، ووثقه العجلي والترمذي . فالرجل ليس مجمعا على ضعفه     .
قال السيوطي : وقد ظهر لي مشروعية الإحتفال بالمولد ، بناء على هذا الحديث ، فقد عقّ  عن نفسه بعد النبوة ، مع أنه قد ورد أن جده عبدالمطلب عقّ عنه في سابع ولادته   ، والعقيقة لاتعاد مرة ثانية ، فيحمل ذلك على ، أن الذي فعله النبي  ، إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين ، وتشريع لأمته ، كما كان يصلي على نفسه ، لذلك فيستحب لنا إظهار الشكر بمولده ، بالاجتماع ، وإطعام الطعام ، ونحو ذلك من وجوه القربات ، وإظهار المسرات   .
الدليل الخامس : روى البخاري أن عروة قال : وثويبة مولاة لأبي لهب ، كان أبو لهب أعتقها ، فأرضعت النبي  ، فلما مات أبو لهب ، أريه بعض أهله بشر حيبة   ، قال له : ماذا لقيت ؟ قال أبو لهب : لم ألق بعدكم ، غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة   .
وفي رواية أخرى ، قال عروة : قال أبو لهب : لم ألق أو أجد بعدكم رخاء ، غير أني سقيت في هذه مني ، لعتقي ثويبة ، وأشار إلى النقرة التي تلي الإبهام ، والتي تليها    .
وقال ابن حجر : ذكر السهيلي أن العباس قال لما مات أبو لهب : رأيته في منامي بعد حول ، في شر حال ، فقال : مالقيت بعدكم راحة ، إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين ، قال : وذلك أن النبي   ولد يوم الإثنين ، وكانت ثويبة بشرت أبا لهب بمولده فأعتقها   .
فهذا أبولهب مخلد في النار ، كافر بالله ورسوله   ومع ذلك يخفف عنه العذاب ، لسروره بمولد رسول الله   ، وعتقه بهذه المناسبة جاريته ثويبة . فكيف بمن يسر بمولد المصطفى  وهو مؤمن به ؟ فهذا من باب أولى أن يكتب له القبول ، وتناله الرحمة في الدنيا والآخرة .
وقد قال الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدين الدمشقي ، حافظ الشام ، في كتابه ( مورد الصادي في مولد الهادي ) : فقد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الإثنين ، لإعتاقه ثويبة ، سرورا بميلاد النبي   ، ثم أنشد :  
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه       00000          وتبت يداه في الجحيم مخلدا
أتى أنه في يوم الاثنين دائما      00000          يخفف عنه للسرور بأحمدا
فماالظن بالعبد الذي كان عمره   00000        بأحمد مسرورا ومات موحدا
الدليل السادس : تقدم في بداية البحث ، أن أول من أحدث الإحتفال بالمولد ، على الشكل المتعارف عليه اليوم ، هو عمر بن محمد الملاء ، المتوفى سنة 571هـ  في الموصل ، وبعده الملك المظفر ملك أربيل ، المتوفى سنة 630هـ . وأن أول من أنكر هذه الإحتفالات ، الإمام تاج الدين عمر بن علي اللخمي المشهور بالفاكهاني ، المولود سنة 654هـ أو 656هـ ، والمتوفى سنة 734هـ ، وجاء بعده الإمام ابن تيمية الحراني ، المولود سنة 661هـ ، والمتوفى سنة 728هـ   .
وقد ذكرنا في أوائل هذا البحث ، أن الملك المظفر ، كان يجمع أهل العلم والفقه والعبادة ، لهذه الإحتفالات ، دون نكير من أحد منهم أو من غيرهم ، وبقي الحال هكذا ، مع شهرته ومعرفة الجميع به ، وألأخبار التي أوردناها في كيفية هذه الإحتفالات ، دالة على ذلك ، ومثل هذه الحال يمكن أن يقال : إن فيها حصول إجماع أو اتفاق على مشروعية ذلك ، مع مضي مايزيد على قرن من الزمان ، دون نكير ، إلى أن حصل الإنكار من هذين الإمامين .
فهل يصح في مثل هذه الحالة ، أن يرفض حكم استقر عليه علماء عصر من العصور ؟ ولعل جميعهم أو أكثرهم مات قبل أن يظهر من ينكر عليهم مافعلوا .
أقول : أليس مثل هذا الإنكار يعد خرقا للإجماع ، ومخالفة غير سائغة له ، بعد أن استقر وثبت ؟ .
فلو نظرنا إلى سنة وفاة الإمام الفاكهاني ، وسنة وفاة الشيخ عمر بن محمد الملاء ، لتبين أن بينهما مالايقل عن 163سنة ، وما بين الفاكهاني وبين الملك المظفر في الوفاة ، مالايقل عن 104 سنة . هذا إذا قلنا : إن أول من أنكر الإحتفال هو الشيخ الفاكهاني ، لأن سنة ولادته متقدمة على سنة ولادة الشيخ ابن تيمية .
أما لو اعتبرنا سنة الوفاة ، فسيكون ابن تيمية هو أول المنكرين ، وما بين وفاته ووفاة الشيخ عمر الملاء ما لايقل عن 157 سنة ، وبين وفاة ابن تيمية ووفاة الملك المظفر ما لايقل عن 98 سنة .
وهذ يعني : أن أول من أنكر ، إنما أنكر على إجماع حصل ، وحكم ثبت ، لأن الجمهور من علماء المسلمين يرون ، انعقاد الإجماع دون اشتراط انقراض عصر المجمعين ، وحتى على رأي من اشترط الإنقراض ، فإن هذا الشرط متحقق هنا ، لوجود فارق بين الطرفين يصل إلى قرن أو أكثر من الزمان .
ومعلوم أن الإجماع حجة قطعية ملزمة للمسلمين ، لاتجوز معها المخالفة أو النقض  . وأقل ما يقال عن مخالفة الإجماع أو نقضه : إنه معصية   .
وبعد ما تقدم ، فالراجح بإذن الله تعالى ، قول من أجاز أو استحسن هذه الإحتفالات ، ولايسعنا أن نقول ، إلا بمثل ما قالت طائفة من أعلام العلماء ، ومحققيهم ، وفضلائهم . وأسوق الآن بعض أقوالهم ، تأييدا لما ذهبنا إليه وما رجحناه :
1.        قال الإمام أبو شامة شيخ النووي : فالبدع الحسنة متفق على جواز فعلها ، والإستحباب لها ، ورجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها، وهي كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة ، غير مخالف لشيء منها، ولا يلزم من فعله محذور شرعي ، وذلك نحو بناء المنابر والربط والمدارس وخانات السبيل ، وغير ذلك من أنواع البر التي لم تعد في الصدر الأول ، فإنه موافق لما جاءت به الشريعة ، من اصطناع المعروف ، والمعاونة على البر والتقوى ، ومن أحسن ما ابتدع في زماننا من هذا القبيل ،  ما كان يفعل بمدينة اربل جبرها الله تعالى ، كل عام في اليوم الموافق ليوم مولد النبي  ، من الصدقات والمعروف واظهار الزينة والسرور، فان ذلك مع ما فيه من الإحسان الى الفقراء ، مشعر بمحبة النبي  ، وتعظيمه وجلالته في قلب فاعله ، وشكرا لله تعالى على ما من به ، من إيجاد رسوله ، الذي أرسله رحمة للعالمين ،  وعلى جميع المرسلين   .
2.        قال السخاوي إن عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم  
3.        وقال ابن الجوزي من خواصه أنه أمان في ذلك العام وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام   .
4.        وسئل ابن حجر العسقلاني عن عمل المولد فأجاب : أصل عمل المولد بدعة ، لم تنقل عن أحد من السلف الصالح ، من القرون الثلاثة ، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها ، فمن تحرى في عملها المحاسن ، وتجنب ضدها ، كان بدعة حسنة ، وإلا فلا ، وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت ، وهو ما ثبت في الصحيحين ، من أن النبي  قدم المدينة ، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فسألهم فقالوا : هو يوم أغرق الله فيه فرعون ، ونجى موسى ، فنحن نصومه شكرا لله تعالى . فيستفاد منه فعل الشكر لله ، على ما من به ، في يوم معين ، من إسداء نعمة أو دفع نقمة ، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة ، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة ، كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة ، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي ، نبي الرحمة في ذلك اليوم ...   .
وفي الختام أقول : على فرض أن كل ما قدمناه غير صحيح ، ولا دليل يدل على صحة هذه الإحتفالات ، وأنها مبتدعة محرمة ، تهدي إلى الضلال . فقد ثبت في سنة رسول الله  ، أن الفعل قد يكون منهيا عنه ، ومحرما ، لكن حكمه يتغير ، لظرف طاريء ، أو في حال خاص ، كما قرر العلماء قاعدة تقضي : بأنه قد تتغير الأحكام بتغير الزمان ، أو الظروف المحيطة بالحكم ، أو الفعل المراد معرفة حكمه .
فقد روي أن أبا دجانة  ، شد رأسه يوم أحد بعصابة حمراء ، فنظر إليه رسول الله  ، وهو مختال في مشيته بين الصفين ، فقال : إنها مشية يبغضها الله ، إلا في هذا الموضع   .
ويعضده حديث : ( وإن من الخيلاء ما يحب الله ، ومنها ما يبغض الله ... والخيلاء التي يحب الله ، فاختيال الرجل بنفسه عند القتال ...   .
قال ابن عربي : الخضوع واجب في كل حال ، إلى الله تعالى باطنا وظاهرا ، فإذا اتفق أن يقام العبد في موطن ، الأولى فيه ظهور عزة الإيمان وجبروته وعظمته ، لعز المؤمن وعظمته وجبروته ، ويظهر في المؤمن من الأنفة والجبروت ، ما يناقض الخضوع والذلة ، فالأولى إظهار ما يقتضيه ذلك الموطن ، قال تعالى : ( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ )   ، وقال:( وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ )   . فهذا من باب إظهار عزة الإيمان ، بعزة المؤمن ، وفي الحديث ( إن التبختر مشية يبغضها الله إلا بين الصفين) فإذا علمت أن للمواطن أحكاما ، فافعل بمقتضاها تكن حكيما   .
وجه الدلالة : أن رسول الله  ، شأنه شأن من سبقه من الأنبياء ، كان ومازال ،  له أعداء كثيرون ، يناصبونه العداء ، وكلنا رآى وسمع ما يصنعه اليوم بعض أعدائه ، من رسوم مسيئة لشخصه ودينه ، ولاأظن أن فاعليها قصدهم النيل منه شخصيا ، فهم أبعد ما يكونون عن نيل ذلك، لكن مقصدهم ومبتغاهم ، أن يعرفوا أمازال في أمته من يعتز به ، ويدافع عنه ، ويغضب لحرمته . ولعل أسهل طريق اليوم ، لنُري أعداءه مكانته في قلوبنا ، وقدر محبتنا له ، ومدى تمسكنا بنهجه ، أن نكثر من احتفالنا بمولده الكريم ، حتى وإن كان هذا الإحتفال بدعة ، لم يسبقنا إليه سلفنا الصالح ، فيكون من باب : ( هذه مشية يبغضها الله إلا في هذا الموضع ) . فليكن المولد بدعة ، يبغضه الله إلا في هذا الموضع ، أي إذا أريد به الرد على كل مسيء لرسولنا الكريم  ، إعلاء لقدره ، وإظهارا لإيماننا وتمسكنا به ، وحبنا له ، على أن لانقتصر على ذلك فقط ، بل يجب أن نضم إليه تمسكنا بمنهجه ، وتطبيقنا لسنته ، على الوجه الذي أمر به . والله تعالى أعلم .












الخاتمــــة
بعد هذه الجولة في ثنايا هذا الموضوع ، واستعراض أدلة الخصوم فيه ، أود أن أسجل أهم النتائج التي وصلت إليها فيه وهي :
1.        للإحتفال بالمولد مظهران : قديم ومحدث ، فأما القديم : فهو إقامة العبادات التي فيها شكر الله تعالى ، على النعمة ببروز هذا الرسول الكريم ، رحمة للعالمين ، بصيام يوم هذه المناسبة ، أو إطعام الطعام فيها ، أو الإجتماع على ذكر الله عزوجل ، والصلاة على رسوله ، وتلاوة مولده ، وتذكير الناس بمكانته ، مستندين في ذلك إلى فعله   في يوم الإثنين من كل إسبوع .
أما المحدث : فهو ما دخل بعض تلك الإحتفالات في بعض بلاد المسلمين، وليس كلها ، من أمور فيها مخالفات شرعية ، كالإختلاط والغناء وما شابه ، ولاشك أن الحلال بيّن ، والحرام بيّن ، في الفرق بين هذه الإحتفالات ، وإن كان الحرام ليس في أصل الإحتفال ، وإنما في بعض ما رافق تلك الإحتفالات ، فلا يقال : إن الإحتفال محرم ، لأنه رافقته هذه المخالفات ، وإنما الإحتفال جائز أو مستحسن ، والمخالفة محرمة .
2.        الإحتفالات المعروفة بشكلها الحالي ، لم تكن موجودة في زمن النبي   ، أو صحابته الكرام ، وإنما ظهر ذلك في الثلث الأخير من القرن السادس الهجري ، وبدايات القرن السابع ، على يد الملك المظفر ـ أحد ملوك أربيل في شمال العراق ـ وكان يقتدي في ذلك ، بأحد شيوخ الموصل وصالحيها ، وهو معين الدين عمر بن محمد الملاء .
3.        بدء هذه الإحتفالات لاقى قبولا واستحسانا لدى علماء تلك العصور ، وموافقة لم يظهر لها نكير من أحد منهم ، فكان ذلك إجماعا على صحة الأمر ومشروعيته ، وأول من حدث منه الإنكار أو الإعتراض ، هو الشيخ الفاكهاني ، من متأخري المالكية ، وتابعه الإمام ابن تيمية في ذلك، وكلاهما محجوج بالإجماع المنعقد قبله ، لمرور قرن أو قرن ونصف قبلهما ، دون نكير من أحد أو اعتراض على ما جرى .
4.        الأرجح في تحديد يوم المولد ، إن كان لابد من تحديده ، هو يوم الثامن من ربيع الأول من العام 571م ، وإلا ففي السنة الصحيحة إشارة إلى عدم القدرة على تحديد ذلك اليوم بالضبط ، ولذلك صام رسول الله   يوم الإثنين ، (وهو يوم المولد)، من كل إسبوع ، وفي ذلك إشارة إلى إمكانية الإحتفال بهذه المناسبة ، طيلة أيام السنة ، في كل إثنين من أيامها ، وعدم اشتراط وقوع ذلك ، في شهر ربيع الأول ، وإن كانت توجد علامات ترجح كونه في ذلك الشهر .
5.        البدعة التي تكون ضلالة ، إنما هي في المسائل الإعتقادية ، سواء نهى عنها الله ورسوله ، أو لم ينهيا عنها ، أما المحدثات في غير العقائد ، كمسائل الفروع الفقهية ، فلاتكون ضلالة ، إلا إذا ورد النص بالنهي عنها ، أما إن سكت الشارع عنها ، فلم يأمر بها ، ولم ينه عنها ، وكان في إحداثها جلب خير أو مصلحة للمسلمين ، فلا تسمى بدعة ، ضلالة ، ولاتؤدي بصاحبها إلى النار ، ولنا في صحابة رسول الله   في ذلك أسوة حسنة  .     
                                      الباحث





المصـــادر
أولا : كتب التفسير
1.        أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، تأليف: محمد الأمين بن محمد بن المختار الجكني الشنقيطي. ، دار النشر: دار الفكر للطباعة والنشر.  - بيروت. - 1415هـ - 1995م. ، تحقيق: مكتب البحوث والدراسات.
2.        التسهيل لعلوم التنزيل، تأليف: محمد بن أحمد بن محمد الغرناطي الكلبي، دار النشر: دار الكتاب العربي - لبنان - 1403هـ- 1983م، الطبعة: الرابعة .
3.        تفسير البغوي، تأليف: البغوي، دار النشر: دار المعرفة - بيروت، تحقيق: خالد عبد الرحمن العك .
4.        التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، تأليف: فخر الدين محمد بن عمر التميمي الرازي الشافعي، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1421هـ - 2000م، الطبعة: الأولى .
5.        جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تأليف: محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري أبو جعفر، دار النشر: دار الفكر - بيروت – 1405.
6.        الجامع لأحكام القرآن، تأليف: أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، دار النشر: دار الشعب – القاهرة .
7.        الدر المنثور، تأليف: عبد الرحمن بن الكمال جلال الدين السيوطي، دار النشر: دار الفكر - بيروت – 1993.
8.        زاد المسير في علم التفسير، تأليف: عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي، دار النشر: المكتب الإسلامي - بيروت - 1404، الطبعة: الثالثة.
ثانيا : كتب الحديث وشروحه :
1.        الأحاديث المختارة، تأليف: أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد الحنبلي المقدسي، دار النشر: مكتبة النهضة الحديثة - مكة المكرمة - 1410، الطبعة: الأولى، تحقيق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش .
2.        الأوائل لابن أبي عاصم، تأليف: أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الشيباني أبو بكر، دار النشر: دار الخلفاء للكتاب الإسلامي - الكويت، تحقيق: محمد بن ناصر العجمي .
3.        الأوائل للطبراني، تأليف: سليمان بن أحمد الطبراني أبو القاسم، دار النشر: مؤسسة الرسالة , دار الفرقان - بيروت - 1403، الطبعة: الأولى، تحقيق: محمد شكور بن محمود الحاجي أمرير .
4.        التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، تأليف: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري، دار النشر: وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب - 1387، تحقيق: مصطفى بن أحمد العلوي ,‏محمد عبد الكبير البكري .
5.        الجامع الصحيح المختصر، تأليف: محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي، دار النشر: دار ابن كثير , اليمامة - بيروت - 1407 - 1987، الطبعة: الثالثة، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا .
6.        جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم، تأليف: زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين البغدادي، دار النشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1417هـ - 1997م، الطبعة: السابعة، تحقيق: شعيب الأرناؤوط / إبراهيم باجس .
7.        الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم، تأليف: محمد بن فتوح الحميدي، دار النشر: دار ابن حزم - لبنان/ بيروت - 1423هـ - 2002م، الطبعة: الثانية، تحقيق: د. علي حسين البواب .
8.        سنن ابن ماجه، تأليف: محمد بن يزيد أبو عبدالله القزويني، دار النشر: دار الفكر - بيروت -  -، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي .
9.        سنن أبي داود، تأليف: سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني الأزدي، دار النشر: دار الفكر -  -، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد .
10.        سنن البيهقي الكبرى، تأليف: أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي، دار النشر: مكتبة دار الباز - مكة المكرمة - 1414 - 1994، تحقيق: محمد عبد القادر عطا .
11.        سنن الترمذي، تأليف: محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي، دار النشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت -  -، تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرون .
12.        سنن الدارمي، تأليف: عبدالله بن عبدالرحمن أبو محمد الدارمي، دار النشر: دار الكتاب العربي - بيروت - 1407، الطبعة: الأولى، تحقيق: فواز أحمد زمرلي , خالد السبع العلمي .
13.        شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك، تأليف: محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1411، الطبعة: الأولى .
14.        شرح السنة، تأليف: الحسين بن مسعود البغوي، دار النشر: المكتب الإسلامي - دمشق _ بيروت - 1403هـ - 1983م، الطبعة: الثانية، تحقيق: شعيب الأرناؤوط - محمد زهير الشاويش .
15.        صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، تأليف: محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي، دار النشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1414 - 1993، الطبعة: الثانية، تحقيق: شعيب الأرنؤوط .
16.        شرح النووي على صحيح مسلم ، تأليف: أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي، دار النشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1392، الطبعة: الطبعة الثانية .
17.        صحيح مسلم، تأليف: مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري، دار النشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي .
18.        طرح التثريب في شرح التقريب ، تأليف: زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسيني العراقي ، دار النشر: دار الكتب العلمية  - بيروت  - 2000م ، الطبعة: الأولى ، تحقيق: عبد القادر محمد علي
19.        عمدة القاري شرح صحيح البخاري، تأليف: بدر الدين محمود بن أحمد العيني، دار النشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت .
20.        عون المعبود شرح سنن أبي داود، تأليف: محمد شمس الحق العظيم آبادي، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1995م، الطبعة: الثانية .
21.        فتح الباري شرح صحيح البخاري، تأليف: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، دار النشر: دار المعرفة - بيروت، تحقيق: محب الدين الخطيب .
22.        فيض القدير شرح الجامع الصغير، تأليف: عبد الرؤوف المناوي، دار النشر: المكتبة التجارية الكبرى - مصر - 1356هـ، الطبعة: الأولى .
23.        الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، تأليف: أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي، دار النشر: مكتبة الرشد - الرياض - 1409، الطبعة: الأولى، تحقيق: كمال يوسف الحوت .
24.        كشف المشكل من حديث الصحيحين، تأليف: أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي، دار النشر: دار الوطن  - الرياض - 1418هـ - 1997م. ، تحقيق: علي حسين البواب .
25.        المجتبى من السنن، تأليف: أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي، دار النشر: مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب - 1406 - 1986، الطبعة: الثانية، تحقيق: عبدالفتاح أبو غدة .
26.        مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، تأليف: علي بن أبي بكر الهيثمي، دار النشر: دار الريان للتراث/‏دار الكتاب العربي - القاهرة , بيروت – 1407 .
27.        المستدرك على الصحيحين، تأليف: محمد بن عبدالله أبو عبدالله الحاكم النيسابوري، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1411هـ - 1990م، الطبعة: الأولى، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا .
28.        مسند أبي عوانة، تأليف: الإمام أبي عوانة يعقوب بن إسحاق الاسفرائني، دار النشر: دار المعرفة – بيروت .
29.        مسند الإمام أحمد بن حنبل، تأليف: أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني، دار النشر: مؤسسة قرطبة – مصر .
30.        مسند الشاميين، تأليف: سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، دار النشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1405 - 1984، الطبعة: الأولى، تحقيق: حمدي بن عبدالمجيد السلفي .
31.        مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه، تأليف: أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل الكناني، دار النشر: دار العربية - بيروت - 1403، الطبعة: الثانية، تحقيق: محمد المنتقى الكشناوي .
32.        المصنف، تأليف: أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، دار النشر: المكتب الإسلامي - بيروت - 1403، الطبعة: الثانية، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي .
33.        المعجم الأوسط، تأليف: أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، دار النشر: دار الحرمين - القاهرة - 1415، تحقيق: طارق بن عوض الله بن محمد ,‏عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني .
34.        المعجم الكبير، تأليف: سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، دار النشر: مكتبة الزهراء - الموصل - 1404 - 1983، الطبعة: الثانية، تحقيق: حمدي بن عبدالمجيد السلفي .
35.        معرفة السنن والآثار عن الامام أبي عبد الله محمد بن أدريس الشافعي ، تأليف: الحافظ الامام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو أحمد. البيهقي. الخسروجردي ، دار النشر: دار الكتب العلمية  - لبنان/ بيروت  - بدون ، الطبعة: بدون ، تحقيق: سيد كسروي حسن .
36.        المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، تأليف: أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي، دار النشر: دار الكتاب العربي - بيروت - 1405 هـ - 1985م، الطبعة: الأولى، تحقيق: محمد عثمان الخشت .
37.        نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار، تأليف: محمد بن علي بن محمد الشوكاني، دار النشر: دار الجيل - بيروت – 1973 .
ثالثا : كتب العقائد :
1.        اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، تأليف: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس، دار النشر: مطبعة السنة المحمدية - القاهرة - 1369، الطبعة: الثانية، تحقيق: محمد حامد الفقي .
2.        الباعث على إنكار البدع والحوادث، تأليف: عبد الرحمن بن إسماعيل أبو شامة، دار النشر: دار الهدى - القاهرة - 1398 - 1978، الطبعة: الأولى، تحقيق: عثمان أحمد عنبر .
3.        منهاج السنة النبوية، تأليف: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس، دار النشر: مؤسسة قرطبة - 1406، الطبعة: الأولى، تحقيق: د. محمد رشاد سالم .
رابعا : كتب الفقه وأصوله :
10        . إعلام الموقعين عن رب العالمين، تأليف: أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي، دار النشر: دار الجيل - بيروت - 1973، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد .
11        . الإحكام في أصول الأحكام، تأليف: علي بن محمد الآمدي أبو الحسن، دار النشر: دار الكتاب العربي - بيروت - 1404، الطبعة: الأولى، تحقيق: د. سيد الجميلي .
12        . البحر الرائق شرح كنز الدقائق، تأليف: زين الدين ابن نجيم الحنفي، دار النشر: دار المعرفة - بيروت، الطبعة: الثانية
13        . المنثور في القواعد، تأليف: محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي أبو عبد الله، دار النشر: وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت - 1405، الطبعة: الثانية، تحقيق: د. تيسير فائق أحمد محمود .
14        . الوجيز في أصول الفقه : د. عبدالكريم زيدان ، مطبعة سلمان الأعظمي ـ بغداد 1387هـ .
15        . حاشية الرملي : أبو العباس أحمد الرملي الأنصاري .
16        .الأشباه والنظائر، تأليف: عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، دار النشر:     دار الكتب العلمية - بيروت - 1403، الطبعة: الأولى .
1.        التقرير والتحرير في علم الأصول، تأليف: ابن أمير الحاج. ، دار النشر: دار الفكر - بيروت - 1417هـ - 1996م .
2.        حاشية إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين لشرح قرة العين بمهمات الدين، تأليف: أبي بكر ابن السيد محمد شطا الدمياطي، دار النشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت .
3.        الحاوي للفتاوى : جلال الدين السيوطي ، دار الكتب العلمية ـ بيروت 1408هـ .
4.        حواشي الشرواني على تحفة المحتاج بشرح المنهاج، تأليف: عبد الحميد الشرواني، دار النشر: دار الفكر – بيروت .
5.        الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية، تأليف: شيخ الإسلام أبي العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني ، دار النشر: دار المعرفة - بيروت، تحقيق: قدم له حسنين محمد مخلوف .
6.        كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، تأليف: أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس، دار النشر: مكتبة ابن تيمية، الطبعة: الثانية، تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي .
7.        كشاف القناع عن متن الإقناع، تأليف: منصور بن يونس بن إدريس البهوتي، دار النشر: دار الفكر - بيروت - 1402، تحقيق: هلال مصيلحي مصطفى هلال .
8.        المجموع، تأليف: النووي، دار النشر: دار الفكر - بيروت - 1997م .
9.        المحلى، تأليف: علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري أبو محمد، دار النشر: دار الآفاق الجديدة - بيروت، تحقيق: لجنة إحياء التراث العربي .
خامسا : كتب السير والتاريخ والتراجم :
1.        إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، تأليف: محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله، دار النشر: دار المعرفة - بيروت - 1395 - 1975، الطبعة: الثانية، تحقيق: محمد حامد الفقي .
2.        البدء والتاريخ، تأليف: وهو المطهر بن طاهر المقدسي، دار النشر: مكتبة الثقافة الدينية – بورسعيد .
3.        البداية والنهاية، تأليف: إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفداء، دار النشر: مكتبة المعارف – بيروت .
4.        تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، دار النشر: دار الكتاب العربي - لبنان/ بيروت - 1407هـ - 1987م، الطبعة: الأولى، تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمرى .
5.        تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، تأليف: أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله الشافعي، دار النشر: دار الفكر - بيروت - 1995، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري .
6.        تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار( رحلة ابن بطوطة)، تأليف: محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي أبو عبد الله، دار النشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1405، الطبعة: الرابعة، تحقيق: د. علي المنتصر الكتاني .
7.        تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير، تأليف: جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي، دار النشر: شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم - بيروت - 1997، الطبعة: الأولى .
8.        تنوير الحوالك شرح موطأ مالك، تأليف: عبدالرحمن بن أبي بكر أبو الفضل السيوطي، دار النشر: المكتبة التجارية الكبرى - مصر - 1389 – 1969.
9.        تهذيب التهذيب، تأليف: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، دار النشر: دار الفكر - بيروت - 1404 - 1984، الطبعة: الأولى .
10.        الثقات، تأليف: محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي، دار النشر: دار الفكر - 1395 - 1975، الطبعة: الأولى، تحقيق: السيد شرف الدين أحمد .
11.        الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، تأليف: الحافظ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني، دار النشر: مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند - 1392هـ/ 1972م، الطبعة: الثانية، تحقيق: مراقبة / محمد عبد المعيد ضان .
12.        دلائل النبوة، تأليف: للبيهقي مؤسسة البراق   عبد الله جربوع   .
13.        الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، تأليف: إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون اليعمري المالكي، دار النشر: دار الكتب العلمية – بيروت .
14.        الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، تأليف:  شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي، دار النشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1418هـ/ 1997م، الطبعة: الأولى، تحقيق: إبراهيم الزيبق .
15.        سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي، تأليف: عبد الملك بن حسين بن عبد الملك الشافعي العاصمي المكي، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1419هـ- 1998م، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض .
16.        السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون، تأليف: علي بن برهان الدين الحلبي، دار النشر: دار المعرفة - بيروت – 1400.
17.        شذرات الذهب في أخبار من ذهب، تأليف: عبد الحي بن أحمد بن محمد العكري الحنبلي، دار النشر: دار بن كثير  - دمشق - 1406هـ، الطبعة: ط1، تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط، محمود الأرناؤوط .
18.        صفة الصفوة، تأليف: عبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج، دار النشر: دار المعرفة - بيروت - 1399 - 1979، الطبعة: الثانية، تحقيق: محمود فاخوري - د.محمد رواس قلعه جي .
19.        طبقات الحفاظ، تأليف: عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي أبو الفضل، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1403، الطبعة: الأولى .
20.        الطبقات الكبرى، تأليف: محمد بن سعد بن منيع أبو عبدالله البصري الزهري، دار النشر: دار صادر - بيروت  .
21.        المختصر الكبير في سيرة الرسول  ، تأليف: عز الدين بن جماعة الكتاني ، دار النشر: دار البشير  - عمان  - 1993م، الطبعة: الأولى ، تحقيق: سامي مكي العاني .
22.        مشاهير علماء الأمصار، تأليف: محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت -  - 1959، تحقيق: م. فلايشهمر .
23.        نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تأليف: أحمد بن محمد المقري التلمساني، دار النشر: دار صادر - بيروت - 1388هـ، تحقيق: د. إحسان عباس .
24.        وفيات الأعيان و انباء أبناء الزمان، تأليف: أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان، دار النشر: دار الثقافة - لبنان، تحقيق: احسان عباس .
سابعا : كتب متنوعة :
1.        لسان العرب، تأليف: محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، دار النشر: دار صادر - بيروت، الطبعة: الأولى .
2.        المدخل، تأليف: أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد العبدري الفاسي المالكي الشهير بابن الحاج، دار النشر: دار الفكر - 1401هـ - 1981م .
3.        معجم البلدان، تأليف: ياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله، دار النشر: دار الفكر – بيروت .














                                                     22/1/2010م
                                                   6 /صفر /1431هـ
作者: 匿名    时间: 2010-7-4 17:18
走了!忙帮完了。
作者: 匿名    时间: 2010-7-4 19:25
31# 知足常乐
  只有犹太人给人念了古兰经才收取钱财,穆斯林念了古兰经绝对不收人钱财。这么说,念了古兰经收取他人钱财的,就不是穆斯林?建议您想好了再说。圣人(愿安拉-赐他福安)说;念了古兰经,以古兰经吃人的人,来世,他的脸上只有骨头没有肉。这句话又是对谁说的?您还需要努力学习。
作者: 门中门    时间: 2010-7-4 19:48
楼主还没给答复哦?人家赵福才已经提出交由麦加埃及大教法官鉴定
这样吧 我有个提议:埃及麦加两处的大法官少了点 应该召集全球所有伊斯兰大法官来做个裁定 那么全球都认可了 不是更好?别说三千 我愿出十万。
作者: 匿名    时间: 2010-7-4 20:32
37# 门中门
作者: 匿名    时间: 2010-7-4 20:49
他似乎已认定什叶派与犹太教、基督教一样了?!须知,对于穆斯林,错断的必断在自身上。苏布哈南拉!苏布哈南拉!苏布哈南拉!似乎有学识,思辨又浅薄。好像麦加和埃及的教法官早与他说好了似的。什么样的信念,显扬什么样的行为。试看今日穆斯林世界,麦加的教法官还有何面目?先去劝劝那腐败得令人诅咒的王室吧,再去想想那些充当犹太人和西方人的帮凶,将世界贫弱穆斯林陷于水深火热之中,理论上高举原教旨主义的有人吧!割断圣教绳索的正是高喊口号的。听其言而观其行,早已不是穆斯林行径了!!!
作者: 匿名    时间: 2010-7-4 21:24
31# 知足常乐
  只有犹太人给人念了古兰经才收取钱财,穆斯林念了古兰经绝对不收人钱财。这么说,念了古兰经收取他人钱财的,就不是穆斯林?建议您想好了再说。圣人(愿安拉-赐他福安)说;念了古兰经,以古兰经吃 ...
Guest from 222.82.143.x 发表于 2010-7-4 19:25

她意思不是念古兰经收取钱财就是犹太人 那请问你为收取钱财而念古兰是什么人?你当知道凡是为真主之外的都是举伴 收钱可以 但收钱不是目  她源本的意思是栓好自己的骆驼 又在去讲经 念经
作者: 匿名    时间: 2010-7-5 00:04
37# 门中门
! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
! جزاك الله خيرا وأفراد أسرتك
  兄弟:求安拉-很好的恩赐您和您的全家人员!难得您对安拉-的教门负责,对穆斯林大众负责。谢谢您为主道奉献的美好动机 (نية)  召集全世界的宗教权威的可能性不大,但走访求证是受欢迎的。赵福才 qq号:1476434046
                 手机号:18999933954

作者: 太阳转身    时间: 2010-7-5 12:36
走了!忙帮完了。
Guest from 220.165.91.x 发表于 2010-7-4 17:18

色兰 这位高手 赛瓦布了
作者: 匿名    时间: 2010-7-5 23:11
36# Guest from 222.82.143.x


犹太人 念古兰????第一次听说 犹太人信伊斯兰了 ?  乃至地出现恶魔的角了
作者: 匿名    时间: 2010-7-5 23:22
美国打伊拉克 飞机先到那里 那些 出卖兄弟骨肉的人 能为我们 求证什么  对于美国点头哈腰  在吧美国注解的古兰散布于西方 利用沙特皇室威严传播美国 动乱动态  中国的绿头苍蝇 跟着臭味乱飘  还以为自己的到了麝香  真是可怜的要命  还有那些整天寻找圣训真伪的 伪君子们 以为自己得到了知识源泉  他哪知道穆萨因为自傲得到了真主的警告  可怜那些连真主提示 都得不到了可怜虫 夸夸其谈的讲着那些 昧着良心事实 他们良心何在 后世的考问是严厉的 将有一日兄弟们 我们都会 看到结果的 因为他们的狂妄与无知 而得到严厉的惩罚
作者: 绿色的风    时间: 2010-7-6 00:49
真主的罪刑是严厉的,真主的还报是公道的。大家可以拭目以待。
作者: 匿名    时间: 2010-7-6 01:06
44# Guest from 120.5.3.x
   来这个论坛的穆斯林大部分都是为了学点宗教知识而来,最好不要用脏话伤害自己的同胞,您知道的多,有知识,应该用事实,知识来说服他,教育他,您这样做,让非穆斯林怎么看待我们?难道穆斯林有了知识就应该骂人吗?如果您不听我劝,这个网站会毁在您的骂声中。请三思。
作者: 匿名    时间: 2010-7-6 11:54
6# 大海
  您提供的古兰经中,那一句话是让庆祝圣纪的?您提供的圣训中,那一句话是让教民宰牛,宰羊庆祝贵圣(愿安拉-赐他福安)的诞生日?
  您提供的圣训:    من عظم م&# ...
Guest from 222.82.131.x 发表于 2010-7-2 08:20

在《麦达依哈》赞圣经的十四环、十五环中记载:
——当枝头的鸽子在清晨咕咕地欢唱之时,
驱动天体的真主赞颂他。
这是一个在听见他(求主赐他幸福安宁)的生日时
情不自禁的费用钱财
庆祝圣节的故事

阿布杜瓦赫迪.本.伊斯玛仪说:
密思勒(埃及)城中有一人
他每年为先知(求主赐他幸福安宁)诞辰作庆典。
他的邻居中有犹太人。
有一天,犹太人的妻子临睡前问丈夫:

“我们的这家穆斯林邻居家境不怎么好,
为什么每年到这个月都要花钱这么办?”
她丈夫告诉她说:
“据说他们的先知是在这个月降世,
他们为他过生日,这样热爱崇敬他,热烈地为他庆祝生日。”

阿布杜说:那妇女再不吭声,
然后夫妻俩就睡着了。
犹太妇女便梦见一位体面的男子。
仪表高雅很令人尊敬。
他走进这邻居的家中,

许多贤人簇拥在他周围,
他们为他肃然起敬,
他向其中一人说:
“这个相貌俊美的男子是谁?”
那人说:“这是真主的使者(求主赐他幸福安宁)!”

他走进这所住宅向主人道安祝贺,
他们对他的到来深感荣幸并热烈欢迎。
妇女对一人说:“如果我和他谈话他肯吗?”
那人回答说:“可以。”
他便走近先知(求主赐他幸福安宁)。

她呼喊圣人“哎穆罕默德!”
圣人回答说:“浪伯依克!”
她说:“您为什么会用浪伯依克回答我?
我是外教人,是属你的仇敌。”
先知对她说:“指凭真理委任我为先知的真主起誓。

我这样不是回答你的原意,而我知道真主确已指引了你。”
万物非主,惟有真主,
穆罕默德是真主的使者。
快投奔于正道吧!
喜真之门已开!
作者: 匿名    时间: 2010-7-6 12:10
美国打伊拉克 飞机先到那里 那些 出卖兄弟骨肉的人 能为我们 求证什么  对于美国点头哈腰  在吧美国注解的古兰散布于西方 利用沙特皇室威严传播美国 动乱动态  中国的绿头苍蝇 跟着臭味乱飘  还以为自己的到了麝香   ...
Guest from 120.5.3.x 发表于 2010-7-5 23:22

美国 以色列 那是外面的干扰  伊斯兰的问题在内部 圣人说:将来人们瓜分你们 就像食客瓜分宴席一样!又说 穆民与穆民的关系就像建筑一样 是相互维系的! 唇亡齿寒  凡是一个国家起纷争 必将被别人所瓜分 宗教也这样  两伊战争打了多少年?  伊斯兰需要的是包容是团结 而不是发耐扶斯指责  需知 能替圣传教的人 凭的不是他的言辞 而是优美的行持!
作者: 匿名    时间: 2010-7-6 12:13
团结如一人  天下谁能敌
作者: 门中门    时间: 2010-7-6 14:17
41# Guest from 120.71.146.x
回 ‘瑟兰’,岸台凯则儿礼凯!
对教门负责是每一个穆斯林的责任,但有时候我们是好‘乜贴’办坏事。《古兰》《圣训》教导我们的是认知,识理,懂仪……。可转过来一想:“我们真正全知它古兰了吗?”所以你说走访是对了,走访是受真主喜悦的,可是呢,要走访什么样的人却成了问题?蒙昧时代只有走访到穆圣跟前才能得正道;而当代呢?那只有走到全知古兰的人那里,方能端庄自己的道路,也就是圣人传下不变更的路。
古兰圣训博大精深 不受时间地域限制 在每个时代它都发挥着积极地作用 而把古兰圣训局限 片面化就会使得穆斯林走入困境 那么到头来伊斯兰只会陷于停滞导致消亡状态。
那么圣纪呢?且不说其他的 就拿当代中国穆斯林,不是说它不符合伊斯兰我们就革除它,教门就能好起来。本质不正 教门不会好。要革除就该先革除我们心中的异端净化自身,从真主上参想、从使者上参想、从历代的先贤上参想,再谈圣纪的问题 也就不至于矛盾。
托靠主!有机会了大家对圣纪就经训作个全面全方位的分析。
作者: 门中门    时间: 2010-7-6 14:21
41# Guest from 120.71.146.x
QQ 电话就不必了 真心寻教门的人 为主道奉献奋斗终会走到一起。
作者: 匿名    时间: 2010-7-6 17:59
各位兄弟:各自的谈话都是一心为了教门好,没有谁想让教门坏。但是我们一定要记住,只要不违背古兰经的原则(我说的是原则)和圣训的原则(不是细节),只要能想尽办法让更多的人理解教门,因地制宜,别死搬硬套,教法是给人容易的。各自按照各自的能力去做,真主不会怒恼。别强人所难,否则既是做的很到位真主也不会喜欢。
作者: 匿名    时间: 2010-7-6 19:02
口水之战,只要举意端庄,我想前面的这些朋友都有回赐。
作者: 匿名    时间: 2010-7-7 21:39
色蓝 大家好 其实 现在争论 已经没意义 早在聋阿訇 那个年代 已经争论过了 大家 可以 看看龙阿訇这本书 记载着很多经典证据与   故事经过 原请分析  聋阿訇是 中国过去有名的二林
作者: 匿名    时间: 2010-7-8 10:23
西方要在沙特建军事基地,这是事实,沙特卖教贼打算让西方军事基地建在沙特以便保护自己被伊朗等国侵扰也是事实,麦加的那些挂羊头卖狗肉的专家学者们到哪里去了?难道还在构思前三辈理论,将辛辛苦苦发展1400年的伊斯兰历史硬生生的割断吗?难道沙特的专家学者都能收到启示,直接跟前三辈的先贤交流心得?
抛开宗教,如果你是个人,你想想你能接受你的子女在你死之后追打咒骂以正确的方式怀念你的亲属吗?
如果你能接受、容忍,我确定你符合古兰经中的那句真理:【此后,你们的心变硬了,变的象石头一样,或比石头还硬。有些石头,河水从其中涌出;有些石头,自己破裂,而泉水从其中流出;有些石头因惧怕安拉而坠落。安拉绝不忽视你们的行为。】”。
作者: 匿名    时间: 2010-7-8 12:10
在伊斯兰教中,如果在原则与诚信上出现分歧是罪过,如果在细节与遵行上出现分歧是慈悯.

真主自创世以来从没有把一部经典启示给一个品级低下的凡人,所以真主的正道就在历代先知的脚下,不跟随先知的人就是罪人,紧跟先知的人不会迷失方向.

至圣是两世界的领袖,他在世时就是活的古兰经,他隐光后他的合法继位者代代都是活的古兰经,谁跟随了他那个时代至圣合法继位者谁就跟随了至圣,谁就没有偏离真主的正道,谁敌视和反对至圣合法继位者就是敌视和反对至圣,就是与真主为敌.

所以说在原则与诚信上出现分歧是罪过,那些把真主人格化,给真主定方位的人是罪人!敌视真主的所有卧里,敌视至圣合法继位者的人明显违背了经训,违背了真主与圣人的教导,他们犯了原则性的错误.

赞圣是真主命我们做的,经典有明文,真主都在赞圣,一切的天仙都在赞圣,真主让穆斯林大众赞圣,爱圣.
圣人也说,谁爱我超过他的父母,妻子,儿女那才是真正爱我,那么穆斯林一个人,或几个人,或一群人,在家,或在清真寺,或在其他场合以各种合乎伊斯兰教的方式赞圣都是受喜的.如几个穆斯林青年聚在一起在公园朗诵诗歌来赞颂圣人,纪念圣人,如一坊的穆斯林集体在清真寺赞颂圣人,纪念圣人.

赞颂圣人,纪念圣人除了在礼拜中进行外,还可以在任何时候,任何洁净的地方进行,白天黑夜都行,圣纪日,其他的日子也都行,

所以说,在细节与遵行上出现分歧是慈悯.
作者: 绿翠鸟    时间: 2010-7-9 23:39
在中国,穆斯林不要因为细节问题发生争论而影响社会和谐和当地的社会治安问题,真主说:“宗教没有强迫,正邪确已分明!”要以国家的长治久安为重,国家利益为重。大家各行其事,各担其责。
作者: tiffany    时间: 2010-7-10 13:13
奉劝大家,穆斯林要以社会和谐为重赞主,赞圣,做圣节,这是逊尼派的传统,凡是遵行爱海里孙乃提.瓦哲麻儿替的正统派,圣行派,大众派,都遵行这个传统。伊历一千一百一十一年,有人占领了满克和麦地那,有人成为国教,才开始废除做圣节。在我们国家信仰自由,不要因为这个问题引出矛盾、纠纷,甚至不安定,不团结来。最好是:要以国家的长治久安为重,国家利益为重。大家各行其事,各担其责。
作者: 黄金分割点    时间: 2010-7-13 10:43
艾布胡勒的传述:穆圣说:“不念赞圣之场所,必有懊恼,真主对他们有惩恕之自由。”(铁)
作者: 匿名    时间: 2010-7-14 22:34
  



المكتوب الثالث والثلاثون صدر الى الحاج الملا محمد اللاهورى فى بيان مذمة علماء السوء الذين هم فى
اسر محبة الدنيا ومدح العلماء الزهاد الذين يرغبون عن الدنيا




【第三十三封信是写给穆罕默德、拉乎尔的,内容是;批评喜欢今世的一切可悲学者,表彰放弃今世,看破红尘的优秀学者】其原文如下;



ان محبة الدنيا من العلماء ورغبتهم فيها كلف على وجه جمالهم ان كان يحصل منهم فوائد للخلائق
لكن لايكون علمهم نافعا فى حقهم وان كان تأييد الشريعة وتقوية الملة مرتبا عليهم لكن لا اعتبار على ذلك
فان التأييد والتقوية يحصل من أهل الفجور وأرباب الفتور أحيانا كما أخبر سيد الأنبياء عليه وعلى آله الصلوات
والتسليمات عن تأييد الفاجر حيث قال ان الله (1) ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ،
、、、( رواه أبوهريرة )






قال النبى عليه الصلاة والسلام أن أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه فكيف لا يكون مضرا

فان العلم هو أعز الأشياء عند الله تعالى وأشرف الموجودات جعلوه وسيلة لجمع حطام الدنيا الدنية من المال
والجاه والأحباب والحا ل أن الدنيا ذليلة عند الله وحقيرة وأبغض المخلوقات عند الله واذلال ما هو عزيز عند
الله واعزاز ما هو ذليل عنده
فى غاية القباحة بل هو معارضة مع الحق سبحانه فى الحقيقة والتدريس والافتاء
انما يكونان نافعين اذا كانا خالصين لوجه الله تعالى وخالبين عن شائبة حب الجاه والرياسة وطمع حصول المال
والرفعة وعلامة خلوهما عن تلك المذكورات الزهد فى الدنيا وعدم الرغبة فيها فالعلماء الذينهم مبتلون بهذا
البلاء ومؤسورون فى اسر محبة الدنيا فهم من علماء الدنيا
وهم علماء السوء وشرار الناس ولصوص الدين
والحال أنهم يعتقدون أنفسهم مقتدا بهم فى الدين وأفضل الخلائق أجمعين ويحسبون أنهم على شيء الا أنهم هم
الكاذبون ، استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولائك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون



راى واحد من الأكابر الشيطان قاعدا فارغ البال عن الاغواء والاضلال فسئله عن سر قعوده بفراغ البال فقال
اللعين ان علماء السوء في هذا الوقت قد امدونى فى امرى مددا عظيما وتكفلولى بالاضلال حتى جعلونى فارغ
البال والحق ان كل ضعف ووهن وقع فى امور الشريعة فى هذا الزمان وكل فتور ظهر فى ترويج الملة وتقوية
الدين انما هو من شؤم علماء السوء وفساد نياتهم نعم ان كان العلماء راغين عن الدنيا ومحررين من اسر حب
الجاه والرياسة وطمع المال والرفعة فهم من علماء الآخرة وورثة الأنبياء عليهم الصلوات والتسليمات وهم

أفضل الخلائق وهم الذين يوزن
(3) مدادهم يوم القيامة بدم الشهداء فى سبيل الله فيترجح مدادهم ونوم (4)
العالم عبادة متحقق فى حقهم وهم الذين استحسن فى نظرهم جمال الآخرة ونضارتها .
( المكتوبات )



〖第三十三封信是写给穆罕默德哈吉的,信中谴责了一切喜今世的可悲阿訇,同时也表彰了看破红尘放弃今世的好阿訇“宗教学者”〗
喜欢今世酷爱今世的阿訇,概括的讲;就是人们可以从他们那儿获得有益的知识,而他们的知识却对他们自己毫无意义,即使有助于法律,法规,对赋予他们的宗教有所增强,也是没有价值的。有时坏人,意志松懈的人,也会支持教门,相助教门。例如;众圣领袖(愿安拉-赐他与他的眷属福安)也讲过坏人相助教门的情况。艾卜乎勒勒传述;贵圣(愿安拉-赐他福安)说:安拉-的确也会让坏人相助教门。贵圣还说;来世受到最严厉处罚的人是、他的知识对他无益的阿訇(宗教学者),这样的人他怎么会没有伤害尼?知识在安拉-那儿是一切事物中最珍贵的,也是万物中最贵重的。可是他们把它变成了破坏低贱的今世,聚集钱财,换取权贵。换取他人喜悦的工具。准确的说;今世在安拉-面前是低贱的,渺小的。

在安拉-的创造物中最令人憎恶的。将安拉-命定的尊贵换成了低贱,将安拉-命定的低贱换成了尊贵,简直可恶到了极点。而且是地地道道的与超绝的安拉-的权力相对抗。
忠于安拉-,不犯喜地位,喜身份,喜财产,喜荣誉的错误,精心传教的人,以古兰经,圣训做决议的的人,是有益于安拉-的宗教,有益于自己的人。这两种人弃绝上述错误的具体表现,就是放弃今世,不贪恋今世。这样的阿訇(学者)就是经得起考验,磨练的阿訇。喜欢今世,被今世所俘虏了的哪些阿訇,就是今世的阿訇,可耻阿訇,就是坏人,就是宗教界的贼。他们自以为自己是走在宗教的行列中,是人类最尊贵的人。他们自认为获得了一定的成就,其实他们全都是骗子。恶魔已经战胜了他们,使他们忘记了安拉-的教导。这些人是恶魔党的成员,然而,恶魔党的成员,却都是迷路者。有一个大人物看到恶魔放弃教唆悠闲的坐着,就问恶魔其中的原因,该死的恶魔说;一切坏阿訇帮我去完成我的教唆任务了,他们已给我做了保证,误导人迷路,因此使我变成了闲人。在这个时代,教法事务中出现的严重不负责任,衰落,在传播宗教,巩固宗教中出现的松懈,就是可悲阿訇的不幸,也是他们的动机不良所造成的结果。如果贪恋今世的阿訇们从喜地位,喜身份,喜财富,喜荣誉中被解放出来,他们就是来世的阿訇,就是一切圣人(愿安拉-赐他们福安)的继承人。也是最尊贵的人。他们使用过的墨汁等同于为安拉-的道路献身的烈士们的血。因此他们的墨汁很沉重。他们的安睡就是拜功

( عبادة )

他们履行了自己的职责,他们领悟到了来世的完美和美丽。摘自



المكتوبات


)复信



作者: 匿名    时间: 2010-8-13 08:14
请各位穆斯林以团结为重,不要以古兰经念不念争论,不要张口比大而提,闭口比大而提,跟不要把自己套在一个无教之徒,你说犹太教都念古兰经,都遵古兰经的贵重,不念古兰经算什么教,古兰经是伊斯兰的核心,那你念的什么经?你朝觐去见有念古兰经人吗?你礼拜念古兰经吗?阿訇开学领拜年后那工资吗?你吃食品念太斯米吗?不念是牲畜的吃。你干每一件事情念台思米吗?太斯米是古兰经吗?中国穆斯林都跟国情,你穿的衣服,你吃饭用的筷子,你戴的帽子,你骑车,开车,坐飞机,你说的语言汉语,怕比达尔提你怎么不说阿语呢?
{礼拜关于问题}念法提哈后念阿米乃是不是比达尔提?算什么好空?所以你要说阿语呢,按你的说法说汉语是比达尔提,你也是一个干大比达尔提的一个人。古兰经:有隐昧的,不能全遵明文,要遵注解,不要以自己的理解去分析,把自己理解不通的就套在穆斯林头上,学海无涯吗,我劝你好好学习,遵守千年的经典,不要遵守百年的经典,因为它是有人的经典,做每一件事首先把自己搞清楚在说别人,自己长着一身猴毛,说别人是妖怪,我奉劝以团结为要,你不看世界穆斯林什么情况,还能搞分裂吗,团结都来不及啊?
作者: zhaofucai    时间: 2010-12-29 08:03
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  كل بدعة ضلالة كل ضلالة في النار
难道你连穆圣(愿安拉-赐他福安)的话也反对?
今后放话把你的出入口打扫干净!




欢迎光临 真境绿翠网 (http://www.nabiway.org/) Powered by Discuz! X2.5